يقيم المركز القومى للترجمة، فى السادسة من مساء الثلاثاء القادم الموافق 19 فبراير، حفل توقيع بمناسبة صدور النسخة العربية لكتاب "المرأة الدفينة" من تأليف كارلوس فوينتس، والذى صدرت نسخته العربية مؤخرًا عن المركز القومى للترجمة، بحضور مترجم العمل الأستاذ الدكتور على المنوفى.

يستعرض الكتاب جوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطئى الأطلسي، بين أسبانيا وتاريخها وعالمها فى شاطئ، وأمريكا وثقافتها وعالمها فى الشاطئ الآخر، وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأمريكتين.

فى مقدمة الكتاب يقول فوينتس: "بعد خمسمائة عام على رحلة كولومبوس طلبوا منا أن نحتفل بالمئوية الخامسة لهذه الرحلة التى لا شك أنها كانت واحدة من الأحداث الكبرى فى تاريخ البشرية، وكانت البشارة التى أعلنت مجيئ العصر الحديث والوحدة الجغرافية لكوكب الأرض. غير أن الكثير منا معشر المتحدثين بالأسبانية فى الأمريكتين نتساءل: هل هناك بالفعل ما نحتفل به؟ عندما نلقى نظرة على ما يحدث فى الجمهوريات فى أمريكا اللاتينية مع نهاية القرن العشرين، فإن هذا يدفعنا للإجابة بالنفى على السؤال المطروح؛ ففى كاراكاس ومدينة المكسيك وليما وريو دى جانيرو نجد أن المئوية الخامسة لاكتشاف أمريكا تأتى ونحن نعيش أزمة عميقة، هناك التضخم الاقتصادى والبطالة وعبء الديون الخارجية الذى يتجاوز الحد؛ والفقر والجهل اللذان يزدادان، وتهاوى القدرة الشرائية وتدنى مستويات المعيشة. هناك شعور بالإحباط وضياع الأحلام والآمال التى تحطمت، وديمقراطيات هشة وتهديدات بانفجارات اجتماعية.

بحسب المؤلف، فإنه فى العالم الجديد استيقظ الاستقلال على حقيقة مؤلمة، حيث أدرك أن هناك مسافة شاسعة بين المثاليات والأفعال بسبب عدم الاتصال، غيبة الهيئات التأسيسية بؤس الممارسات الديمقراطية، عمق الانقسامات بين العاصمة، المبادارات المحلية والحكومة المركزية. أيضًا الحاجة إلى طبقة متوسطة نشطة، وبسبب عدم وجود ذلك سيطر الدكتاتور على المسرح فى أمريكا الأسبانية لزمن طويل.

بحسب المؤلف، فإن المرايا الدفينة ترمز إلى الواقع والشمس والأرض والجهات الأربع والسطح وما تحت الأرض وكل الرجال والنساء الذين يعيشون على ظهرها، كانت تدفن المرايا فى مخابئ فى مختلف أنحاء الأمريكتين، لكنها الآن معلقة بأجساد أبسط المشاركين فى الاحتفالات فى جبال البيرو، أو فى الكرنفالات الهندية فى المكسيك، حيث يرقص الشعب وهو يضع الريش أو يعكس صورة العالم من خلال جزازات الزجاج فى أغطية الرأس. المرآة إذن هى الأكثر تعبيرًا عن ذات أكثر جدارة، مقارنةً بالذهب الذى قدمه السكان الأصليون، فى صورة مقايضة، للأوروبيين. ربما لم يكونوا على حق؟ أليست المرآة انعكاسًا للواقع مثلما هى مشروع للخيال؟"

الأستاذ الدكتور على المنوفى ،مواليد العام، 1949، حصل فى عام 1987 على درجة الدكتوراه من قسم فقه اللغة الأسبانية - كلية فقه اللغة جامعة سلمنقة - أسبانيا - وعنوان الرسالة "شعر بابلوجرثيابايينا" أحد شعراء المجلة القرطبية كانتكو " ومجالها _ الشعر الاسبانى المعاصر (فترة ما بعد الحرب الأهلية )( بتقدير ممتاز)، يشغل حاليا منصب أستاذ بكلية اللغات والترجمة بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر.

شغل العديد والعديد من المناصب نذكر منها، منصب الأمين العام لمركز بحوث اللغات والترجمة، جامعة الملك سعود، نائب رئيس جمعية المشتغلين بالدراسات الأسبانية، رئيس تحرير مجلة قنديل التى تصدر عن جمعية المشتغلين بالدراسات الأسبانية باللغتين الأسبانية والعربية، كما أشرف على قسم اللغة الأسبانية الذى أنشئ فى عام 2012، وهو عضو لجنة التحكيم لجائزة الشيخ زايد للكتاب (فرع الترجمة) 2011-2012.

نشر له أكثر من 45 عملا، ما بين بحوث وترجمات، منها أكثر من 25 عملا صدر عن المشروع القومى للترجمة والمركز القومى للترجمة، من أعماله "القصة القصيرة فى أسبانيا خلال نصف قرن 2001، تاريخ أسبانيا الإسلامية 2000، القصة القصيرة عند جابرييل ماركيز 2000، الفن الندلسى، الفن الطليطلى 2002، عمارة المدجنين 2003، عمارة الحياة فى الأندلس2007، الشعر الأسبانى خلال القرن العشرين 2005، اللاعقلانية الشعرية 2005، الترجمة ونظرياتها 2007، عمارة القصور فى الأندلس 2009.