ذكرت دراسة حديثة أجراها علماء من وكالة ناسا، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا والمركز الوطنى لأبحاث الغلاف الجوى، أن حجم المياه فى منطقة الشرق الأوسط يتقلص سريعا، موضحة أن مياه البحر الميت تختفى سريعا من الشرق الأوسط.

وباستخدام قياس الجاذبية بالأقمار الصناعية التابعة لناسا، وجد الباحثون أنه بين أعوام 2003 و2009، فقدت أحواض نهرى دجلة والفرات 117 مليون فدان من المياه العذبة المخزونة.

ووصف جاى فامجليتى، أحد فريق بحث جامعة كاليفورنيا، نتائج التى انتهت الدراسة التى نشرت بمجلة بحوث الموارد المائية ونقلت مجلة فورين بوليسى ملخصًا عنها، قائلا إنها تنذر بالخطر حول انخفاض إجمالى مخزون المياه فى أحواض النهرين التى تمثل أسرع ثانى معدل خسارة للمياه الجوفية على الأرض بعد الهند، مشيرا إلى تسارع المعدل بعد موجة الجفاف فى 2007، وأنه فى الوقت ذاته يزيد الطلب باستمرار على المياه العذبة، وتعمل المنطقة على تنسيق إدارة المياه لديها بسبب التفسيرات المختلفة للقوانين الدولية. ووفقا للباحثين، فإن البلدان المتأثرة بشكل مباشر بهذا الاتجاه لتراجع المياه هى تركيا وسوريا والعراق وإيران، وأغلبها ليست مستقرة سياسيا.

وبينما تلقى حروب المياه بظلالها كمصدر كبير مقبل للصراع العالمى، فإن بيتر بروكس، الباحث فى الأمن المائى، يرفض الضجيج المثار، مشيرا إلى أن الأمر ليس بجديد واستعان بمقولة أحد الخبراء القدامى قائلا: "الويسكى للشرب والمياه للقتال".

وأوضح "بروكس" أنه فيما يتعلق بنهر دجلة والفرات، التى تقف فى مركز النزاعات الحدودية والصراعات على الأقلية الكردية وحاليا الصراعات الرئيسية فى سوريا والعراق، فإنها قد تكون أكثر عرضة لآثار عدم الاستقرار المائى أكثر من أى مكان فى العالم.

وتشير "فورين بوليسى" إلى أنه فى عام 2009، وردا على النقص الشديد فى المياه، طالب البرلمان العراقى بزيادة حصة البلاد من مياه النهر التركى. ورغم هذا واصلت تركيا بناء السدود، وبينما يمتد عدم الاستقرار الإقليمى إلى سوريا والعراق، فإنه من المتوقع أن تلعب المياه دورا مهما على نحو متزايد فى النزاعات المحلية والدولية بين البلدان الثلاث مستقبلا.

وتختم المجلة الأمريكية قائلة إن الحرب الأهلية السورية شهدت بالفعل معارك ضارية حول السدود، وقد تتغير الديناميات الإقليمية مع سعى إيران للحصول على مياه من أفغانستان. كما لو أن الشرق الأوسط بحاجة للبحث عن أمر جديد للصراع حوله.