فصل الشتاء فترة زمنية من السنة تتطلب العناية الخاصة، بصحة القلب والأوعية الدموية، وإن قلل البعض من أهمية ما يجرى طرحه فى اللقاءات العالمية لطب القلب، باعتبار أن من الطبيعى أن تستدعى فترة الشتاء الاهتمام الصحى من قبل كل الناس، أطفالاً ومتوسطى عمر وبالغين فيه، ذكوراً وإناثاً، وذلك للوقاية من ميكروبات الشتاء الموسمية ومن التقلبات البيئية فى المحيط الذى نعيش فيه، كالمناخ وغيره، إلا أن ما يُطرح علمياً، من أجل التطبيق العملى المباشر، هو كما يوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن ثمة تغيرات فسيولوجية حيوية فى الجسم تجعل القلب والأوعية الدموية أكثر عرضة للتأثر السلبى بمجموعة هذه الميكروبات والتقلبات البيئية المُصاحبة لفصل الشتاء.

ولئن كان البعض يعتقد أن تأثيرات فصل الشتاء على صحة الجسم، خصوصاً القلب والأوعية الدموية، مرتبطة بشكل وثيق بمدى الانخفاض فى درجات حرارة الجو فقط، أو بمدى هطول الأمطار والثلوج وغيرها، فهو مخطئ ومجاف لحقيقة ما يجرى من تأثر فى الجسم بموسم الشتاء كفترة زمنية.

والسبب أن الدراسات الطبية، التى تتبعت على سبيل المثال مدى احتمالات عدم انضباط مقدار ضغط الدم خلال الشتاء مقارنة بالصيف، لم تلحظ أن التأثيرات السلبية تلك للشتاء على الناس لها علاقة بمدى تدنى درجة الحرارة الخارجية بين المدن المختلفة جغرافياً على مستويات خطوط العرض. بل الأمر أوسع ومرتبط بفترة الشتاء كفصل مستقل من فصول السنة فى كافة مناطق شمالى الكرة الأرضية.

وضمن فعاليات اللقاء السنوى لرابطة القلب الأمريكية، قال الباحثون فى واشنطن إن ضبط قراءات قياس ضغط الدم لدى المرضى أصعب فى الشتاء.

وأضافوا أنهم لاحظوا أن احتمالات نجاح العلاج فى تحقيق خفض مقدار ضغط الدم لدى المرضى، والوصول به بالتالى إلى الأرقام الطبيعية، كانت أضعف فى الشتاء، مقارنة بما يتم لهم تحقيقه فى الصيف.