عرفانا بالفضل والجميل الذى قدمه الروائى العالمى نجيب محفوظ للفكر والإبداع والأدب استدعى إبراهيم فرغلى شخوص أعماله الإبداعية فى روايته "أبناء الجبلاوى" الصادرة عن دار العين للنشر والحائزة على جائزة ساويرس لعام 2012 فى دورتها الثامنة.

لم يستدعها كأدب ولكن كإرث ثقافى كبير، قائلا: "الذى أضاء لنا طريقا لبناء الرواية‏،‏ باللغة والفلسفة‏،‏ فمنحنا المعاول لنعرف كيف نضرب بها المبنى الروائى بأزميل الحداثة إشارة دالة على الطريقة التى تعمل بها روايته‏".

قسم فرغلى الرواية لعدة أجزاء مشكلا متاهة، فبعد أن ينتهى الجزء الأول والذى يظهر لنا كبرياء كشخص يبحث عن هويته ولا يعرف له أبا، يفاجأنا فى الجزء الثانى بأن ما قرأناه ليس إلا فصول رواية كتبها كاتب فاشل، لنبدأ فى التعرف عليه كشخص يبحث هو الآخر عن هويته رغم أنه يعرف أبيه جيدا‏.

فالعمل سيرة رواية قد تنبع من الواقع، يتشارك فى تأليفها: كاتب الكاشف، نجوى، جيسيكا، أحمد عبد الجواد، كمال، فاطيما، ياسين، زينب، زيطة، رفيق وغيرهم ممن يمكن حضورهم من الواقع، فهى رواية سيرة إنسانية يسرد ويحرك أحداثها رمـوز أعمال محفوظ المطلقة فى الرمز والخيال: الجبلاوى، إدريس، رادوبيس، عاشور الناجى، درويش، كبرياء وغيرهم.

الجدير بالذكر أن الرواية منعت من الدخول لمصر العام الماضى عقب ظهورها من قبل جهاز الرقابة على المطبوعات الخارجية، وكان ذلك عقب ثورة يناير مباشرة، بأمر شفاهى، وذلك حسبما قالت الدكتورة فاطمة البودى ناشر الرواية، والتى أكدت العام الماضى فى تصريحاتها أن أحد المسؤولين عن قرار المصادرة أخبرها أن الرواية بها حديث عن الجنس، وعن نجيب محفوظ، لكن الحقيقة التى أوضحتها أن المنع جاء لأن الرواية تفضح تقاعس وزارتى الثقافة والإعلام عن تأدية دورهما من خلال قصة فانتازيا عن اختفاء كتب نجيب محفوظ ثم الأشرطة المسجلة له.