السلام عليكم ورحمة الله....

من منطلق قوله صلى الله عليه وسلم:

" من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار "

الراوي:عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم:121

خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح

أحببت أن أنبه الأخوه والأخوات لأمر

قد نغفل عنه كثيراً وهو حكم سب الوقت أو الزمن..

نلاحظ وبكثره أن كل من وقع بضائقه

أوأصابته نائبه...أسهب في قوله: الزمن قاسي

الزمن مايرحم - الزمن جار علي - لعن

الله الساعه الفلانيه أو الوقت الفلاني.....

ولاتكاد تخلو معظم القصائد"وهذا

مالاحظته شخصياً" من مثل هذه الكلمات

دون وعي منا لحكم الشرع في هذا

الجانب....

عن أبي هريرة قال: قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا

الدهر أقلب الليل والنهار. رواه مسلم بلفظ: لا تسبوا الدهر فإن الله هو

الدهر.....رواه البخاري..

لذا فإن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد أن الدهر فاعل مع

الله فهو مشرك،

وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو

يسب الله تعالى،

وإن سب الدهر لكونه ظرفاً للمكروه فقد سب مخلوقا لا يستحق السب

وهو أولى بالسب منه.

وقال الشافعي في تأويل هذا الحديث:

والله أعلم إن العرب كان من شأنهم أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من

موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك...

ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وابادهم

الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل

بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر . فإن الله هو الدهر

الراوي:أبو هريرةالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2246

خلاصة حكم المحدث:صحيح

على أنه الذي يفنيكم والذي

يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون الله تبارك

وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء.

والحديث صريح في النهي عن سب

الدهر مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك

وذكر ابن القيم عليه رحمة الله أن

سب الدهر فيه ثلاث مفاسد:

أحدها: سبه ممن ليس أهلاً للسب، فإن

الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره متذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه.

الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه

سبه لظنه أنه يضر وينفع.

الثالثة: أن السب منهم وقع على من

فعل هذه الأفعال.





وقوله في الحديث: أنا الدهر قال

الخطابي معناه: أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، وإنما الدهر

زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور، ولهذا قال في الحديث: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب

الليل والنهار. والدهر ليس من أسماء الله ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: وما

يهلكنا إلا الدهر..مصيبين.


هذا والله أعلم.....