تعرّف إلى «ذاتك» بشكل أعمق



هل تستطيع القول بأنك فعلاً تعرف «ذاتك» بشكل واضح؟
قد يعتقد الكثيرون منا بأننا قادرون على معرفة ذاتنا بشكل واضح، إلا أننا، في بعض الأحيان، يمكن أن نكتشف أننا بحاجة لمعرفة أنفسنا بشكل أعمق.
ولكن كيف يمكن لكل شخص منا أن يتعرَّف إلى ذاته بشكل أوضح وأعمق؟



من أهم الاستراتيجيات التي تساعد كلَّ شخص منا على الوصول إلى أهدافه في الحياة، هي عملية «فهم الذات».
ومهما كان نوع الأهداف التي يسعى الشخص لتحقيقها، سواء كانت أهدافاً مهنية أم أهدافاً اجتماعية وعامة في الحياة، فإنَّ تعرف الشخص إلى ذاته بشكل أعمق يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في الوصول إليها.
ويقول الخبراء النفسيون إنَّ هناك بضع خطوات تساعدك في رسم المبادئ الأساسية للتعرف إلى ذاتك.

¶ كن صادقاً
إنَّ أول خطوة تلتزم بها، لكي تتعرف أكثر إلى ذاتك، هي أن تكون صادقاً قدر الإمكان.
وعلى الرغم من أنَّ هذا السلوك لا يمكن اعتماده دائماً، لكنه ضروريّ لفهم الذات وتقبّلها بشكل أفضل.
ويقصد الخبراء بالصدق ليس فقط مع نفسك، بل أيضاً أن تكون صادقاً مع الآخرين.
أي أنه من الضروري ألا «تجامل» الآخرين فقط لكي تحصل على رضا الجميع من حولك.
وفي حال لم تكن راضياً عن بعض الأمور التي يقوم بها الطرف الآخر، مهما كانت بسيطة، فمن الأفضل أن تعبِّر عن آرائك بصدق دون أن «تكذب»، وتؤكد أنك «مقتنع» بها.
ووفقاً لما يقوله الخبراء، فإنَّ ذلك يمكن أن يساعد على أن يرانا الآخرون بشفافية، وأن يصدروا الأحكام الصحيحة علينا.
فبالتأكيد لا شيء يمكن أن يكون أفضل من الصدق للتصالح مع النفس إلى أقصى حدّ.

¶ أصغِ إلى نفسك
يشدِّد الخبراء النفسيون على أهميّة أخذ الوقت اللازم في النظر إلى الذات، بهدف التعرف إليها بشكل أفضل، وينصحون بأن تحاول الجلوس مع نفسك بمعدّل عشر دقائق يومياً.
فبهذه الطريقة نركّز على أنفسنا، ونراجع ما فعلناه خلال اليوم بسرعة، ونحلل النقاط الإيجابية والسلبيّة، ونتأمل ما يمكن تغييره في حياتنا نحو الأفضل.
وتسمح لنا هذه الطريقة برؤية حياتنا من منظور مختلف، وتساعد على التنفس بعمق من الداخل؛ إذ إنَّ هذه الطريقة هي عبارة عن «إصغاء فاعل» إلى النفس بهدف فهم الذات.

¶ قدِّر ذاتك
يعتبر تقدير الذات أحد العوامل الأساسية في هذا المجال.
ولا يقصد الخبراء هنا «المبالغة» في الاعتداد بالنفس، بل الشعور بأننا نتمتّع بقيمة كبيرة تجعلنا كائنات خاصّة، وفريدة من نوعها، حيث إننا قادرون على تحقيق الأهداف التي نريدها. ويتطلّب تقدير الذات خطوتين؛ الأولى معرفة نقاط القوة، والثانية اكتشاف نقاط الضعف.
وبالتالي تكون قادراً على الحفاظ على استقرار توازنك النفسيّ، من خلال هذه المعرفة المزدوجة، ما يسمح لك باكتشاف الذات والخروج بسهولة من نظام الأحكام المسبقة الذي يمكن أن يكبّل حياتك بدلاً من تحريرها.

¶ اكتشف ذاتك عبر الآخر
من الضروري، لكي تكون قادراً على التعرف إلى ذاتك بشكل أعمق، أن تأخذ بأحكام الآخرين وانتقاداتهم. ولكن يجب أخذها بحذر إلى حد ما؛ حيث غالباً ما يصدر الغير أحكامهم بهدف إحباطنا.
إلا أننا، وبشكل طبيعي، محاطون بشبكة صغيرة من الأصدقاء أو الأشخاص المقرّبين الذين يستحقّون ثقتنا.
ووفقاً لما يقوله الخبراء، فإنَّ نظرة هؤلاء الأشخاص الحيادية ونصائحهم تساعدنا، وبشكل كبير، على التقدّم في الحياة وفهم هويّتنا الحقيقية بشكل أعمق.
وفي هذه الحالة، تكون الأحكام البنّاءة التي يصدرها المقرّبون منا بمثابة أضواء مسلّطة علينا، تسمح لنا ببناء ركيزة نفسيّة مستقرّة ومتوازنة.