الحكمة العلمية في تحريم النمص و الوشم و التفلج

...

أ.د منال جلال عبد الوهاب

قال الله تعالى: {ِإِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا .
لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا .
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ
وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}

[النساء / 117 – 119]
.

الشاهد في الآية: أن إبليس سيأمر الناس بتغيير خلق الله تعالى
وقد فسره بعض المفسرين بأن المقصود به هنا في الآية
هو الوشم والنمص والتفليج كما سيأتي .

عن عبد الله بن مسعود قال:
(لعن الله الواشمات والمتوشمات ، والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله)
.
فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ،
فجاءت فقالت: إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ،
فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومن هو في كتاب الله ، فقالت: لقد قرأت ما بين اللوحين،
فما وجدت فيه ما تقول، قال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه،
أما قرأت:
{ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
[ 59 / الحشر / 7 ]
.
قالت: بلى ،
قال : فإنه قد نهى عنه،
قالت: فإني أرى أهلك يفعلونه،
قال: فاذهبي فانظري، فذهبت فنظرت،
فلم تر من حاجتها شيئا، فقال : لو كانت كذلك ما جامعتنا .

المحدث:
البخاري -
المصدر:
صحيح البخاري -
الصفحة أو الرقم:
4886
خلاصة حكم المحدث:
[صحيح].



الواشمات: جمع واشِمَة، بالشين المُعجمة و هي التي تشِم.

و المستوشمات:
جمع مُستوشمة، و هي التي تطلب الوشم.


قال أهل اللغة
الوَشْم بفتح ثم سكون:
أن يغرز في العضو إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم،
ثم يُحشَى بنَوْرَة أو غيرها فيخضَرّ.
و قد يكون في اليد أو غيرها من الجسد،
و قد يُفعل ذلك نقشاً، و قد يُجعل دوائر،
و تعاطيه حرام بدلالة اللعن كما في الحديث،
و يصير المَوضع الموشوم نجساً لأن الدم انحبس فيه،
فتجب إزالته إن أمكنت، و لو بالجرح.
و يستوي في ذلك الرجل و المرأة.


المتنمصات: جمع متنمصة، و هي التي تطلب النماص،
و النامصة: التي تفعله،
و النماص: هو إزالة الشعر الوجه بالمنقاش،
و يقال أن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما.

قال أبو داود في السنن: النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترفعه.


والمتفلجات:
جمع متفلجة، وهي التي تطلب الفلج أو تصنعه،
والفلج بالفاء واللام والجيم:
انفراج ما بين الثنيتين.

قال النووي رحمه الله: و المراد مُفَلِّجَات الأسنان بأن تبرد ما بين أسنانها الثنايا و الرباعيات...
و تفعل ذلك العجوز و من قاربتها في السن إظهاراً للصغر و حُسن الأسنان،

لأنّ هذه الفُرجة اللطيفة بين الأسنان تكون للبنات الصغار،
فإذا عجزت المرأةة كبرت سنّها فتبردها بالمبرد
لتصير لطيفة حَسَنَة المنظر، وَتُوهِم كَوْنهَا صغيرة،
وَيُقَال لَهُ أَيْضًا الوشر, وَمِنْهُ: ( لَعْن الْوَاشِرَة وَالْمُسْتَوْشِرَة ),
و هذا الفعل حرام على الفاعلة و المفعول بها لهذه الأحاديث,
وَلِأَنَّهُ تغيير لخلق اللع تعالى، و لأنه تزوير و لأنه تدليس.

وَأَمَّا قَوْله : ( الْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ ):

فَمَعْنَاهُ يَفْعَلْنَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْحُسْنِ ,
وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْحَرَام هُوَ الْمَفْعُول لِطَلَبِ الْحُسْن ,
أَمَّا لَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَيْهِ لِعِلاجٍ أَوْ عَيْب فِي السِّنّ وَنَحْوه فَلا بَأْس ،
وَاللَّه أَعْلَم " انتهى.

و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
المغيرات خلق الله:
هي صفة لازمة لمن يصنع الوشم و النمص و الفلج،
و كذلك الوصل على إحدى الروايات.


يبقى في هذه النقطة ذكر ما يدخل في دائرة المباح أنواع:



1)ما كان للعلاج وإزالة الداء ،

لما روى أبو داود (4232) والترمذي (1770) والنسائي (5161)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ ( أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ ،
فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ [فضة]
فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود .


وروى أبو داود (4170) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ :
( لُعِنَتْ الْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ مِنْ غَيْرِ دَاءٍ )
والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .


وروى أحمد (3945)

عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال :
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ "

وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .

قال الشوكاني رحمه الله:
" قوله : ( إلا من داء ) ظاهره أن التحريم المذكور
إنما هو فيما إذا كان لقصد التحسين لا لداء وعلة ،
فإنه ليس بمحرم " انتهى من "نيل الأوطار" (6/229).


2)ما كان لإزالة عيب طارئ ،
ويدخل في ذلك إزالة الكلف ، وحبة الخال ونحوها ؛
لأن هذا رد لما خلق الله وليس تغييرا لخلق الله.

قال ابن الجوزي رحمه الله:
"وأما الأدوية التي تزيل الكلف وتحسن الوجه للزوج فلا أرى بها بأسا"،
ومن ذلك استعمال الكريمات لتنعيم الجلد ، فهو رد للأصل .


3)ما كان زينة طارئة لا تبقى ولا تغير أصل الخلقة ،
كالكحل والحناء وتحمير الوجه والشفة،
وقد كان الكحل والحناء شائعين معروفين بين النساء زمن النبوة ،
وكذلك استعمال الزعفران ونحوه من الألوان التي تخالط طيب النساء .
ولهذا لا حرج في استعمال مستحضرات التجميل إذا خلت من الضرر .


وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه :
( أنه تزوج وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة )
رواه البخاري (5153) ومسلم (1427) .

وحمل العلماء ذلك على أن الصفرة أصابته من امرأته؛
لما ثبت من نهي الرجل عن التزعفر .

والله أعلم .



العرض العلمي

التركيب التشريحي و الوظيفي لمنطقة الحاجب:

يمتاز شعر الحاجب عن غيره من الشعر في المناطق الأخرى
أنه أول ما ينمو من شعر في الجنين،
و لا يسقط كما يسقط شعر اللانوجو و لا يستبدل،
و لا يتأثر بالنضج الهرموني،
كما ثبت أن هناك تركيبة خاصة للميلانين في شعر الحاجب،
و أن أكثر تركيزاً في الشعر في المناطق الأخرى،
و أن التركيب التشريحي بالمجهر الإلكتروني لمنطقة الحاجب
ذات تركيب مميز، إذ وجد أنها على شكل فتحات
و أن الخلايا الجذعية Stem cells
موجودة في منطقة البروز Bulge area،
و أن خلايا الصبغ Melanocytes
التي يصنع بها الصبغ المسؤول عن لون الشعر و الجلد،
تختلف في الشعر عن تلك التي في الجلد،
و أن خلايا الصبغ الميلانوسيت Melanocytes
و الكيراتينوسيت Keratinocytes في هذه المنطقة
منشأها من العرف العصبي
Neural crest بخلاف بقية الجلد.


و قد ثبت تجريبياً على الفئران أن إزالة شعر الحاجب بالنتف
يحفز نمواً لشعر بدلاً منه
بسرعة أكبر من نمو الشعر في دورته الطبيعية.

كما اكتشف العلماء أن الشعرة في منطقة الحاجب
تعمل كجهاز مفرز للهرمونات مثل ما يحدث تماماً تحت المهاد
Hypothalamus
و الغدة النخامية و الغدة الكظرية،
و تفرز نفس الهرمونات مثل الكورتيزون.


كما ثبت وجود مستقبلات في الشعرة للهرمونات الأنثوية
مثل: الإستروجين و البرولاكتين،
و الهرمونات الذكرية مثل: الأندروجينن و الكورتيزونن
و تعمل عليها هذه الهرمونات

بعض الأضرار الطبية ل(النمص و الوشم و التفلج)

أولاً النمص (إزالة شعر الحاجب):

1)ارتخاء عضلات الجفن العلوي
نتيجة التهيج المستمر للعضلات الرافعة للحاجب:

أثبتت الدراسات العلمية أن كثرة النمص تؤدي إلى كثرة تهيج الجلد
و العضلات المحركة للحاجب مما يؤدي إلى ارتخاء الجفن أعلى العين،
و يكون الارتخاء للجفن في الجزء الوحشي
لقلة الدهن المساند تحت الجفن،
و عدم قوم إلتصاق العضلة الرافعة للحاجب مع الطرف الوحشي،
و لإصلاحه لا بد من إجراء جراحات تجميلية.
و إن لم يعالج إرتخاء الجفن يؤدي إلى ضعف الإبصار
و الصداع و زغللة العين.


2)صداع متكرر و إلتهاب في الجيوب الأنفية:
و قد أشارت الأبحاث في الولايات المتحدة إلى
أن النمص يسبب صداع و التهاب الجيوب الأنفية.
و يؤكد ارتباط الأنف بالحاجب ما يسمى العطاس،
حيث يلاحظ العطس مع النمص،
و يفسر ذلك علمياً بتهيج مراكز العطس
نتيجة تهيج أعصاب الأنف التي تتغذى عصبياً من العصب الخامس
و هو نفس المصدر المغذي للحاجب.


3)يقل شعر الحاجب: و ذلك لموت حويصلات الشعر،
و التأثير على المظهر الجمالي للمرأة،
مما دعى الغرب لاستعمال الوشم و زرع و لصق الحاجب.

4)حدوث أمراض جلدية مثل:
البهاق و الثآليل عند من يعانون ضعف المناعة،
و قد أدى نمص الحواجب باستخدام الخيط القطني إلى انتشار البهاق
و البرص في حالة سجلت في الهند 2003،
و نشر ذلك في ورقة عمل في المجلة البريطانية المتخصصة
في تجميل الجلد.

5)حدوث تغيرات جلدية مثل:
التهاب الوجه الاحمراري Rosacea
و الذي لم يستطع العلماء تحديد سببه للآن.

6)حدوث التهابات بجلد الوجه:
الناتج عن وجود كائنات طفيلية متعايشة طبيعياً
حيث يوجد في أكثر من 89% من الناس على الجلد
نوع من الكائنات يسمى الحلم Mites Demodex
,Skin Mites
تتغذى على زيت الغدة الشحمية
Sebaceous gland للشعرة
و تسبب التهاب الجلد، خاصة في منطقة الجبهة، و الخدود، و الذقن،
و لكن عند ضعف المناعة و بمصاحبة النمص،
يتضاعف عدد الحلم و يسبب مشكلات جلدية
مثل الحبوب على جلد وجه الإنسان تحديداً
و في الجبهة على الأخص،
و هي نوعان من الحلم:
واحدة تسمى
Demodex brevis
تعيش في الغدة الشحمية،
و الأخرى في حويصلة الشعرة
و تسمى
Demodex folliculorum ،
و تعيش تلك الكائنات في الحاجب
و يمكن أن تصل لفروة الرأس عن طريق البكتريا.


7)يسبب النمص في حالة وجود ضعف المناعة
لأي سبب (مثل أيام الحيض و الحمل و الولادة و النفاس، أو الضغوط العصبية)
تكاثر الحلم:
و يصبح ممرضاً و يؤدي لالتهاب حويصلات الشعر،
ثم أقل خدش، يمكن أن يؤدي لانتشار أمراض جلدية
مثل الحبوبrosera acne
و في الحالات الشديدة يصعب السيطرة بالمضادات الحيوية
و قاتلات الحلم من مركبات السلفا،
كما يمكن أن ينتشر للعين cellulitis
و يصل الالتهاب بطريقة متراجعة من أوردة الحاجب
لتصب في الجيب الكهفي داخل الجمجمة
و بذلك يسبب خطراً جسيماً في حياة الإنسان.


كما يمكن أن تسبب البكتريا العنقودية
الموجودة طبيعياً على الجلد و الشعر في هذا المكان
الالتهابات الجلدية خصوصاً مع عدم النظافة.

8)فقدان شعر الحاجب:
حيث توجد حويصلات الشعر Hair follicles في الحاجبين بعدد محدد عند الولادة،
و لا تنمو حويصلات أخرى بعد الولادة إلا في أضيق الحدود،
يسبب كثرة النمص بأنواعه:
(الملقط، الخيط، الشمع، الليزر، الكهرباء)
يمكن أو يؤدي إلى فقدان شعر الحاجب نهائياً،
مما يؤثر على الشكل الجمالي للمرأة،
و بهذا يصبح شعر الحاجب خفيفاً sparse
مما دعا الغرب لعمل مراكز زراعة الشعر
و شعر الحاجب Brow restoration and reconstructing
و صمموا نماذج كثيرة و سموها بأسماء رموز شهيرة عندهم.
و كذا تم استحداث معاهد تعليمية و تدريبية
لمعالجة فقدان شعر الحاجب بالتعويض باللصق،
أو بالوشم و رسم الحاجب،
و في ذلك خطر و ضرر و تغيير لخلق الله.


9)توصل العلماء إلى أن النمص يعتبر إيذاء للجلد،
و عند إعادة إلتئام الجرح تتكون شعيرات دموية جديدة angiogenesis
و تهاجر خلايا الأدمة لسطح الجلد،
و في هذا تغيير دائم للجلد.

10)تسهيل حدوث سرطان خلايا الجلد القاعدي Basal cell carcinoma:
تم اكتشاف علاقة بين سرطان الجلد
و بين فيروس Human papillomavirus
و الذي يوجد متعايشاً على الجلد
و خاصة جلد الجبهة في الإنسان حيث الحاجبين،
و تجري أبحاث في السويد و ألمانيا و الولايات المتحدة أشارت إلى ذلك.


11)يغذي الشعرة الأعصاب المتصلة بالقشرة الدماغية،
و نزع الشعرة قد يؤثر على القشرة الدماغية
بعد تهيج أعصاب الشعرة من النمص باستمرار..

12)تعتبر شعرة الحاجب عضو مصغر
mini organ في كل وحدة شحمية عضلية pilo sebaceous unit
في منطقة الحاجب،
و بالتالي يكون النمص المتكرر
هو عملية إزالة وحدات عضوية مصغرة كاملة.


13)يقع الحاجبان في المنطقة الخطرة في الوجه
dangerous area تبعاً لعلماء التشريح
حيث تتصل الأوردة التي تنزح الدم إلى من الحاجبين
إلى داخل الجمجمة عن طريق الوريد البصري،
و يكون
خطر انتشار الالتهابات

بطريقة متراجعة retrograde spread
من أوردة الجبهة فوق العين
و منها إلى الجيب الكهفي داخل الجمجمة،
و حيث أن أوردة الوجه ليس بها صمامات
و تسمح بمرور الدم الحر في اتجاهين
من الوجه إلى داخل الجمجمة و العكس،
لذلك يمكن أن يفضي هذا الالتهاب إلى الموت و تفصيل ذلك كالآتي:


ينتقل الالتهاب من خارج الوجه من الأوردة المغذية للحاجب
في الجبهة supraophthalmic vein orbital supratrocula
لداخل الجمجمة عن طريق الوريد البصري
ophthalmic vein
لتصل داخل الجيب الكهفي drain to cavernous sinus
في الجمجمة و الذي بداخله الأعصاب الدماغية
التي يحدث بتأثرها شللا في الجسم
كما يحدث التهابا في الأغشية الدماغية
و من ثم تحدث الوفاة.





ثانياً الوشم:

1)يسبب الوشم تغيير دائم لخلق الله:

ينتشر صبغ الوشم في أدمة الجلد،
و تبتلع الخلايا الأكولة Macrophages صبغ الوشم،
و تحاط الخلايا الأكولة بالنسيج الليفي
fibrous tissue
مما يحدد مكانها،
و لا يمكن إزالة الوشم حتى بأحدث تقنيات النانو،
و إزالة الوشم بالجراحة يترك آثاراً مشوهة للجلد،
و هذا تغيير دائم لخلق الله كما ذكر الحديث.

2)ثبت علمياً من الفحص الطبي أن الوشم
يسبب تسمماً في الدم،

و أنه الاحتمال الأكبر للإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي،
و أنه مسبب للحساسية الجلدية،
و قد يصل التسمم من الوشم في بعض الحالات لدرجة الموت،
كما أنه يمكن أن يكون الوشم سبباً في حدوث متلازمة
تشبة الصدمة التسممية لوجود مواد سامة بالصبغ
تضر بالجسم
Toxic shock like syndrome .


3)يمكن أن يسبب الوشم سرطان الجلد،
و عندما يستخدم الليزر لإزالة الوشم يترك آثاراً سامة مسرطنة
نتيجة حرارة الليزر التي تحول المكونات لمواد مسرطنة
ثم يمصها الجسم.


4)كما يمكن أن يسبب الوشم خطورة للأم
إذا كان موضع الوشم أسفل الظهر
،
و استخدمت عند الولادة التخدير في العمود الفقري،
فمن المحتمل عندئذ دخول صبغ الوشم
داخل القناة الشوكية فيشكل خطورة على حياة الأم،
لذلك أصدرت منظمة الغذاء
و الدواء الأمريكية FDA تحذيرات من ممارسة الوشم.





ثالثاً الوشر و التفلج:

التفلج:
التوسعة بين الثنايا و الرباعيات.


1)يؤدي التفلج إلى تغيرات تشريحية دائمة
و قد تؤدي إلى سرطان:

يسمى الوشر علمياً بال Trauma،
و يسبب إزالة طبقات من المينا الخارجية للسن،
و أوضح التركيب التشريحي للأسنان وجود بقايا جنينية
في طبقات الأسنان الخارجية، يؤثر الوشر على البقايا الجنينية
و ينشطها و يؤدي إلى تغيرات تشريحية دائمة
Metaplasia قد تؤدي إلى سرطان و أورام لاحقاً.


2)يؤدي إلى تأثر عضلات و وظائف عضلات المضغ و التعبير الوجهي:

حيث تتمفصل الأسنان بمفاصل ليفية Fibrous joints
مع الفك العلوي Maxilla و الفك السفلي Mandible،
و تحريك الأسنان بالوشر أو التفلج يؤثر على
التركيب التشريحي لعظام الفك العلوي و السفلي
و مفصل الفك مع الجمجمة،
و تتأثر تبعاً عضلات و وظائف عضلات المضغ و التعبير الوجهي.


3)تغيير الخلق بصورة دائمة:
حيث توجد مفاصل خياطية في الوجه تلتحم في عمر متأخر،
و يؤثر التفلج على إلتحام تلك المفاصل،
و يؤدي إلى تباعدها و عدم إلتحامها،
ليثبت حقيقة تغيير الخلق بصورة دائمة ...


4)و قد ثبت علمياً أن الفم مليء بالكائنات الدقيقة الطبيعية
التي تتحول إلى جراثيم ممرضة
في حالة ضعف مناعة الإنسان،
أو في حالة تحريك الأسنان و تعرض الأسنان للفلج و للشد
خاصة في الفك الأعلى حيث يمكن أن تهاجم الميكروبات الفم
و تنتشر بطريقة متراجعة مباشرة لتصل إلى الجيوب الأنفية،
كما يمكن أن ينتشر الالتهاب إلى الجيب الكهفي داخل الدماغ.


5)كذلك يمكن أن ينتشر التهاب الأسنان عن طريق الدم
مباشرة من أوعية الفم التي تصب في الأوردة
ثم إلى الأوعية داخل الرأس لتصب في الجيب الكهفي
و منها إلى بقية الجيوب الوريدية،
حيث لا يوجد صمامات بها
و يجري الدم حراً في الاتجاهين للداخل و الخارج،
كما يمكن أن ينتشر للسائل الشوكي
و يدخل للجمجمة و يهدد حياة الإنسان.



وجه الإعجاز في الحديث
أشار الحديث إلى وجهين كانا سبباً في تحريم هذه الأفعال :

الأول:
تغيير خلق الله.


و الثاني:
لازم من لوازمه و هو الأضرار الصحية
الناشئة عن حدوث هذا التغيير الخلقي.

و قد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة
أن هذه الأفعال المحرمة يصاحبها تغيير خلق الله
على المستوى التشريحي و على المستوى الخلوي
و النسيجي و العضوي و الوظيفي.


أولاً: تغيير الخلق بسبب النمص:



*ثبت أن الشعر الذي ينتج بعد النمص
يكون أكثر سمكاً و خشونة و أكثر كثافة

من الشعر الأصلي، و لا يرجع لطبيعته مرة أخرى.

*كما يؤدي النمص المتكرر في النهاية إلى فقدان الشعر
و عدم نموه
مرة أخرى مما يشوه جمال المرأة،
و أدى ذلك إلى زرع الحاجب و لصقه و الوشم،
و الصبغ للحاجب، و استحداث موديلات للحاجب المزروع.
لأن الإنسان يولد بعدد محدد من حويصلات الشعر
و لا تنمو حويصلات جديدة بعد الولادة.


ثانياً: تغيير الخلق بسبب الوشم Tattoo :

يوجد أنواع من الصبغات من معادن ثقيلة مختلفة
تستخدم في حقن الوشم بعد خرق الجلد skin piercing،
و توجد طرق مختلفة حديثة أو قديمة
باستخدام أدوات و أجهزة لخرق الجلد.


*يمكن تفتيح أو التخلص من بعض ألوان الوشم،
و لكن حتى هذه اللحظة
لا يمكن التخلص النهائي من الوشم،

و يرجع هذا إلى ابتلاع الخلايا البلعمية الأكولة
الموجودة في الجلد لصبغ الوشم ثم تحاط بخلايا ليفية،
ثم تنتشر بعض حبيبات الصبغ تلك بين النسيج
و تثبت الخلايا الأكولة مع أنها أصلاً حرة
و لا يمكن إزالة الصبغ إلا جراحياً،
و ق فشلت تقنيات الليزر و النانو في إزالة آثار الوشم كلياً
و يتبقى ائماً بقايا و ندبات scars،
و بهذا يثبت الوشم أنه يترك آثاراً دائمة في الجلد و هو تغيير دائم فيه.

ثالثاً: تغيير الخلق بسبب الوشر و التفلج:

*يؤدي التفلج إلى حدوث تأثيرات على العضلات الوجهية
و التعبيرات بصورة دائمة:

حيث يوجد حول الأسنان أربطة،
تعتبر الأسنان مع حافة الفك مفاصل،
و عند الحركة و التفلج تتأثر المفاصل و الأربطة،
و يتغير شكل عظام الوجه
و يؤثر ذلك على العضلات الوجهية
و التعبيرات بصورة دائمة.

*يؤثر على التركيب التشريحي لعظام الفك العلوي
و السفلي و مفصل الفك مع الجمجمة:
كذلك توجد بقايا جنينية في الأسنان،
و خلايا من العرف العصبي تتهيج بالوشر،
كما تتمفصل الأسنان بمفاصل ليفية مع الفك العلوي و السفلي،
و تحريك الأسنان يؤثر على التركيب التشريحي
لعظام الفك العلوي و السفلي
و مفصل الفك مع الجمجمة
و تتأثر تبعاً لذلك عضلات و وظائف المضغ و التعبير الوجهي،
كما توجد مفاصل خياطية في الوجه تلتحم في عمر متأخر،
و يؤثر الفلج على إلتحام تلك المفاصل،
ليثبت حقيقة تغيير خلق الله بصورة دائمة.

لقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة مخاطر
و أضرار النمص و الوشم و الوشر كما ذكرناها في البحث.



و توافق ذلك مع ما ذكره الحديث منذ أكثر من 1400 عام
من وجود ضرر و خلل في وظائف الأعضاء
و خطر على الصحة و ظهور الأمراض،
نتيجة تغيير خلق الله الدائم،
و هذا يثبت بيقين بأن النبي صلى الله عليه و سلم
لا ينطق إلا بنور الله و وحيه الهادي للإنسان إلى طريق الصحة
و العافية
و سعادة الإنسان في الدنيا و الأخرة.


قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم : 3،4].