يؤكد الدكتور إيهاب فكرى الخبير فى علم الإدارة، أن المهنة تمثل جانب الإيرادات فى ميزانية الإنسان، بمعنى آخر، من أين يتحصل الإنسان على دخله، ومن أين وكيف يحصل على المال؟، فإن ذلك يكون من مهنته.

فالمهنة بالنسبة للطالب هى الدراسة، لأنه يجهز بها نفسه للعمل، ثم التكسب من وراء ذلك العمل، بيمنا قد ينفق أهله عليه حتى ينتهى من مرحلة الدراسة.. فنحسب أن كل الوقت المبذول فى الدراسة تحت عنصر المهنة، وهناك من يعمل وهو يدرس فهذا له مهنتان العمل الذى يتحصل منه على دخل الآن، ثم الدراسة وهى تحضير لعمل آخر للتحصل مثلا على دخل أعلى، وبذلك نحسب مجموع الوقت المبذول فى العمل والدراسة تحت عنصر المهنة، ولكن من زاوية أخرى نفترض مثلا أن هناك من يدرس العلوم الشرعية، وهو مهندس مدنى، ولا يرغب العمل فى مجال تخصصه، وإنما هو يدرس فقط للتعلم والتقرب إلى الله، دون التطلع لأى استفادة مادية من هذا الجهد، هنا يكون هذا الشخص له مهنة واحدة وهى الهندسة وأما دراسته للعلوم الشرعية لا تعتبر مهنة ولا تحضير لمهنة.

الهدف الأول من المهنة أو العمل هو الحصول على العائد المادى، وقد يعتبر البعض أن هذا المعنى غير مهم لأنه بديهى، ولكن حقيقة الأمر أن هناك من الناس من يفضل التعطل ويمتهن أى من المهن على أن يعمل عملا لا يحقق فيه ذاته وهنا تكمن المشكلة.

وكثير ما يحدث خلط بين الهواية والعمل، ومن البديهى أن يمارس الإنسان هوايته بعمل شىء يحبه، ولكن ليس من الضرورى أن يحب الإنسان عمله مثلما يحب هوايته، فإن الترويح عن النفس شىء وكسب الإنسان لقوت يومه شىء آخر.