يختلط على كثيرين تصنيف الحديث بين الجدل والنقاش، فإن البعض يناقش الآخرين من باب الجدل ليس إلا، والبعض الآخر لا يعى ماهية الجدل، فالجدل آفة يجب التخلص منها لمن أصيب بها، والمجادل هو فى حقيقة الأمر ظالم لنفسه، لأنه عادة ما يكون غير متميز اجتماعيا نتيجة كثرة جداله مع الناس، وما يستوجب هذا الجدل من أحقاد وضغائن، فينال منه العدو ويهرب منه الصديق، هذا ما يوضحه الدكتور إيهاب فكرى الخبير فى علوم الإدارة.

ويضيف مفسراً أنه فى حين أن الذى يشترك مع مجتمعه فى نقاشات كثيرة حتى وإن كانت معقدة ومثيرة، تجده غالبا محبوبا فى كافة الجلسات على مختلف أشكالها وأنواعها، حيث إنه يثرى هذه الجلسات بمناقشاته مع المشاركين فى هذه الجلسة، فيتكلم ويسكت ليعطى الفرصة لغيره، ويعلم الوقت المناسب للصمت وأفضل الأوقات للحديث، ويعترض فى أدب فلا يجرح أو يهاجم شخص المتكلم، بل على العكس يجتهد فى البحث عن نقاط الاتفاق حتى يبنى الثقة بينه وبين الطرف الآخر، فيسهل عليه مناقشة نقاط الاختلاف بشكل موضوعى وحيادى.

والفرق الجوهرى بين الجدل والنقاش يمكن التعرف عليه من خلال العلامات التالية المقابلة، رفع الصوت، سرعة الرد، كثرة مقاطعة المتكلم، وتوجيه النقد لشخص المتكلم.