أثار نقل الرئيس أحمدى نجاد، لمدير مكتبه وصهره اسفنديار رحيم مشائى إلى منصب جديد، بدلا من مدير مكتبه الخاص، ردود أفعال بين المسئولين الإيرانيين، كما انتقدته عددا من الصحف الإيرانية ليست الإصلاحية المعارضة فحسب بل الصحف المنتمية للتيار المحافظ، وكان على رأسها صحيفة كيهان، فى مقال مديرها ونائب المرشد الأعلى لشئون الصحافة على شريعتمدارى، حيث انتقد نجاد قائلا، إن نجاد أقدم على عمل أخر لن ينتج عنه سوى خلق الصراعات فى الوقت الراهن والحساس فى البلاد.

وأضاف يجب أن يسأل رئيس الجمهورية عن السبب الذى جعله يتخذ هذا القرار، ويفضله على قرارات أخرى هامة كمكافحة ارتفاع الأسعار والتخطيط للتصدى للعقوبات، ولماذا لا تتخذ حكومة نجاد قرارات صارمة لحل مشاكل الشعب؟.

وتسائلت صحيفة جمهورى إسلامى، ما المصلحة التى رأها نجاد فى أن يتخذ قرارا كهذا قبل نهاية ولايته بـ8 أشهر ويعين مشائى فى أمانة حركة عدم الانحياز، هل للسيطرة على كرسى الرئاسة المقبل؟.

وانتقده المسئولون الإيرانيون خصوصاً من منتقديه من تيار المحافظين، واتهموه بالسعى إلى استغلال إمكانات أجهزة الدولة للدفع باتجاه انتخاب مستشاره وصهره إسفنديار رحيم مشائى، فى الانتخابات الرئاسية المقبلة على غرار ما يحدث فى روسيا، حيث يتناوب "بوتين وميدفيديف" كرسى الرئاسة.

ونقلت الصحيفة قول آية الله محمد رضا مهدوى كنى رئيس مجلس خبراء القيادة، ليس على الحكومة أن تظن أن مرشحها هو من سينال غالبية الأصوات، وسيفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ففى السنوات الأخيرة تراخت الحكومة فى أداء واجباتها ولولا توصيات المرشد الأعلى خامنئى، بعدم الضغط على الحكومة لما سمح لحكومة أحمدى نجاد بالاستمرار حتى الآن فى عملها ومتابعة ما تبقى لها من مهام بجدية.

كما انتقد النائب البرلمانى محمد دهقان تصريح أحمدى نجاد بشدة، واتهمه بتمهيد الأجواء لفوز مرشحه المفضل وتطبيق ما سمّاه نسخة "بوتين ومدفيديف" والانتخابات الرئاسية الروسية الأخيرة على إيران.

وأضاف على الرئيس أن يعلم أن إيران ليست روسيا، وهو ليس بوتين، حتى ينصّب مرشحه المفضل كى يخلفه ويتبادلان الأدوار كما يشاء، فهو لن يملك تلك الشعبية التى يتصورها لدى الرأى العام المحلى.

ومشائى هى شخصية أثارت جدلا واسعا بين السياسة الإيرانية، كذلك أثارت غضب المنافسين المحافظين لأحمدى نجاد، الذين يتهمونه بمحاولة تقويض نظام الحكم الدينى فى إيران، وكان لمشائى دورا كبيرا فى القرارات التى أدت إلى اشتعال فتيل الأزمة بين نجاد والمرشد العام الماضى، فهو شخصية لا تحظى بدعم المرشد وهو الأهم فى التقدم لخوض الانتخابات الرئاسية فى الجمهورية الإسلامية.

وكانت السلطات فى إيران قد اعتقلت بعض المقربين من مشائى، وأطلق المنتقدون عليهم "الفرقة المنحرفة" فى إشارة إلى انحرافهم عن الولى الفقيه ومخالفة قراراته، وانتقد أيضا لتأكيده على أن النزعة القومية للتاريخ والثقافة الإيرانيين تغلب على الطابع الدينى