الآباء والأمهات أغلى الأشخاص عند الجميع، إلا أن غلاوتهم والاحتياج إليهم عند الصغار يكون أشد، ولأن الأطفال فى أغلب الأحيان يكبرون فى أحضان أمهاتهم، لذا فإنهم فى أحيان كثيرة يفتقدون إلى دفء الأب وحنانه ويبحثون عنه، ليشاركهم أيام الطفولة وتخط فى ذاكرته مراحل نموهم بكل لفتة وضحكة أو لحظات ألم أو مرض، "اليوم السابع" تعيش بين الأطفال يوما تسأل الصغير "إية اللى ما بيعجبكش فى بابا".

" نفسى بابا يذاكر معايا، يفهمنى الحساب " ، هكذا بدأ يتحدث ياسين حسن التلميذ بالصف الثانى الابتدائى ، ويكمل قائلا" بابا مهندس يعنى درس الحساب والمسائل الصعبة التى تقف أمامى، وهو هيفهمنى أحسن من المدرس فى الفصل وأنا عايز أنجح بدرجات عالية".

"مشتاقة أنام فى حضن بابا"، هذه أمنية رنا محمود الطالبة فى الصف الأول الابتدائى، وتكمل قائلة "كل يوم بابى يرجع متأخر من الشغل، وأكون نائمة وثانى يوم أذهب إلى المدرسة وهو يكون نائما ، ونفسى أحضنه وأسهر معه يوم أجازتى، أنا قربت أنسى ملامحه لأنه يرفض أن أدخل أقبله قبل ذهابى إلى المدرسة لأنه مرهق وعايز ينام ، هو الشغل أهم منى أنا وإخواتى؟".

وتبكى بحرارة وتردد "ليه بابا بيضربنى كثير، أنا زعلانة منه لأن صحبتى يارا باباها مش بيضربها"، هكذا تتحدث ندى رمضان الطفلة ذات السبع سنوات والطالبة بالصف الثانى الابتدائى، وتقول "ماما دائما تأخذنى فى حضنها، حتى لما أغلط، بتفهمنى بالراحة، ولكن بابا دائما يضربنى حتى لو كان الغلط بسيطا أو أنا مش فاهمة أنى فعلت خطأ".

" نفسى بابا يفسحنى زى ماما، ونفسى يقضى معانا أيام الأجازة والمصيف "، هكذا يقول على عبد الرحمن التلميذ بالصف الرابع الابتدائى ، ويكمل حديثه قائلا،" كل ما أطلب من بابا نخرج مع بعض إلى النادى أو الذهاب إلى الملاهى، أو حتى أشترى ملابس جديدة للمدرسة أو العيد، دائما يرد على أنه مشغول وليس عنده وقت، رغم أن أصدقائى دائما يخرجون مع آبائهم ويقضون الأجازات معهم".