صدرت مؤخراً الترجمة الإيطالية لرواية «أجنحة الفراشة» الصادرة فى نسختها العربية عن الدار المصرية اللبنانية للروائى والكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر عن دار نشر «جيونتي» بترجمة «كارمين كارتولانو» وتقع الترجمة الإيطالية فى 206 صفحات من القطع المتوسط، وملحق بها كتالوج لأهم الروايات والكتاب العالميين الذين تنشر لهم الدار.

اتخذت الترجمة الإيطالية عنوانا للرواية غير عنوانها فى العربية، حيث أعطتها عنوان «إفطار فى القاهرة»، الطبعة الإيطالية غاية فى الرشاقة والجمال، حتى أن غلافها يعد تحفة فنية مبهرة، فقد وضعت الدار صورة متخيلة لبطلة الرواية «ضحى» تحتوى مطويات الكتاب «الهاردكفر» تعريفين وافيين الأول للرواية وأهم أبطالها، ومساراتها الفنية، والآخر تعريف بالكاتب العالمى محمد سلماوى وأهم أعماله الروائية والمسرحية، ودوره ككاتب مهم فى اللغة العربية، ومكانته عند الناطقين بها.

الجدير بالذكر أن رواية «أجنحة الفراشة» لمحمد سلماوى، كانت من الروايات التى تنبأت بالثورة المصرية حيث ترصد الرواية الحراك السياسى الذى مرت به مصر فى السنوات الأخيرة، ويكون وقوده فساد العلاقات الشخصية، وضياع المستقبل بين خاطفى كل ثمار التقدَّم، ويلعب فيه الإنترنت والفيس بوك دور البطل الرئيس، فتجد «ضحى» زوجة القيادى فى الحزب الحاكم نفسها فى الطائرة جالسة بجوار أشرف الزينى قطب المعارضة الأول فى مصر، ويترك الروائى بحسه التنبؤى للعلاقة أن تسير فى طريقها الحتمية، كما نجد أيمن أحد الشباب الساخط على الوضع العام، وشقيقه عبد الصمد، الأول يبحث عن والدته التى قبل له إنها ماتت وهو طفل، والثانى ضاع مستقبله وتبددت أحلامه على يد عصابة للنصب على الراغبين فى السفر والحالمين بمستقبل أفضل.

الكل يبحث عن حياة أخرى لا يوفرها الوطن بحزبه الفاسد، وهكذا تتجمع الخيوط وتتقاطع فى لحظة الانفجار المدوى الذى يجد فيه الجميع ذاته أولًا، وفى النهاية يتحقق حلم الوطن العادل، فالوطن أى وطن هو جماع سعادات شخصية وتحقق فردى أولًا.

وتسير الرواية، فى حبكتها السردية فى خطوط متوازية، لا تلتقى إلَّا فى لحظة الانفجار الكبير، الذى يكون مسرحه شوارع وميادين القاهرة وسائر المدن المصرية، حتى يصبح الأمر ثورة كاملة الأركان ضد المستغلين والمستفيدين الذين يمثلون طبقة منفصلة عن واقعها، وهكذا سبق خيال الروائى معطيات الواقع، وفى ذلك يكمن سر نجاح رواية: أجنحة الفراشة، أو «إفطار فى القاهرة» بالإيطالية.