مر ربع قرن من الزمان ولم تلمس أشعة الشمس هذا الوجه، الملامح اختلفت كثيراَ والتجاعيد بدأت فى النمو دون أن يشعر "كواسى العفارى" أن أجمل سنوات العمر ضاعت منه فى سجن اختيارى قرر حبس نفسه فيه.

استيقظ الشاب اليافع "كواسى" فى أحد الأيام على خبر تجنيده فى الجيش البريطانى وذات يوم وبينما حاصرت النيران كل معسكره وقتلت كل رفاقه ظل هو وحيداً بجرح لا شفاء له وتشوهات كبيرة أخفت معالم وجهه الأصلية تماماً، حينها نصحه الأطباء بارتداء قناع حديدى حتى لا يخيف المحيطين.

ومرت 25 عاماً ضاع فيها الشباب وبقى القناع وظل "كواسى" ينتقل بين طبيب تجميل إلى آخر حتى أجرى ثلاثين عملية يقوم من كل واحدة منها ليرى تحسناً جديداً كل مرة ثم يعود ليحبس نفسه وراء القناع مجدداً حتى أطلق عليه من حوله "الرجل ذو الوجه الحديدى".
اليوم ولأول مرة قرر "كواسى" الذى أصبح فى الثامنة والخمسين من عمره الاستغناء عن القناع ومواجهة العالم بالنظر مباشرة للشمس والتحدث للإعلام بعد أن نجح الطب الحديث فى تحويل وجهه إلى شبه طبيعى.

وقال "ذو الوجه الحديدى" فى حواره مع جريدة الديلى ميل البريطانية: كنت أستيقظ كل يوم على كابوس الحريق وكلما تحسست وجهى أدركت أن الأوان لم يحن لألمس وسادة ناعمة وأنا نائم، أو تقبلنى حفيدتى على وجنتى، اليوم فقط أعرف هذا الشعور وإنها لنعمة كبيرة أن يكون الإنسان على الخلقة الحسنة التى أوجده الله بها".