كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من معهد الصحة الأمريكى للبيئة عن معلومات جديدة ومثيرة بشأن تطوير آلية جديدة تزيد من فاعلية الأدوية التى تستهدف المخ بما يساهم فى علاج الأمراض المستعصية والخطيرة التى تصيب الجهاز العصبى للإنسان.

وأشارت الدراسة إلى اكتشاف آلية جديدة لتوصيل الأدوية بكفاءة عالية المخ والنخاع الشوكى، وبالتالى تجاوز مشكلة الحاجز الدموى المخى "BBB"، والتخلص من العائق الأكبر للأدوية التى تستهدف المخ وتعوق وصولها إليه، وهو ما سيزيد فى النهاية من فاعلية تلك الأدوية فى علاج أخطر الأمراض العصبية وأشدها ضراوة مثل إصابات النخاع الشوكى وسرطان المخ والصرع والخلل العصبى المصاحب لمرض "الإيدز".

وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثانى من شهر نوفمبر الجارى.

ووأضاف الباحثون أن الطريقة الجديدة تعتمد على الحد من فاعلية بعض المكونات الرئيسية والبروتينات التى تقع على البوابات الحارسة المخ، والتى تختص وظيفتها الأساسية فى منع وصول إلى أدوية أو أجسام غريبة إلى المخ إلا تحت ظروف معينة، ويعرف هذا البروتين باسم "P-glycoprotein"، وذلك باستخدام عقار فينجوليمود "fingolimod" الذى يستخدم لعلاج التصلب المتعدد، حيث حقنت به فئران التجارب، ليتمكن العقار بعد ذلك من إيقاف عمل تلك البوابات المخية ويسمح بدخول الأدوية.


وأضاف الباحثون أن نسبة وصول العقاقير إلى المخ النخاع الشوكى زاد بمعدل 3 إلى 5 أضعاف، وتتميز هذه الطريقة بأنها مؤقتة التأثير ويمكن استعادة فاعلية بوابات "P-glycoprotein" مرة أخرى عقب وقت قليل من انتهاء مفعول عقار " fingolimod"، لتستعيد وظيفتها الفسيولوجية والأساسية الهامة، والتى تتمثل فى منع وصول الأجسام الضارة والغريبة إلى المخ والنخاع الشوكى، واللذين يعدان من أكثر الأماكن الحساسة بجسم الإنسان.