النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية المجازف 2011
    المجازف 2011  غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    7,048

    افتراضي هل نستطيع تغيير أنفسنا ؟ وكيف ؟

    هل نستطيع تغيير أنفسنا ؟ وكيف ؟

    كل واحد منا يرغب فى تغيير سلوكيات من حوله كما يرغب فى تغيير سلوكه وحياته. وكل الدراسات العلميه اوصلت اصحابها الى قناعات غير عاديه بنتائج التغيير. وكما ذكرها القران الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). وباختصار اننا لانستطيع ان نغير اى انسان اخر ، فنحن نستطيع ان نوجد مناخ للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد ايضاً الدافع الذى يؤدى الى التغيير ، لكننا لن نستطيع ان نغير انسان أمامنا ، فلو كان بمقدور أى إنسان ان يغير إنسان أخر لاستطاع النبى صلى الله عليه وسلم أن يغير اقرب الناس إليه وبعضهم مات مشركا.

    (( تبت يدا أبى لهب وتب )) وهو عم النبى صلى الله عليه وسلم ((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)).
    إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنه لكننا نستطيع ان نغير أنفسنا.

    وكما يخرج الفرخ من البيضه ويدخل حياة جديدة يتغير كذلك الإنسان ، يمر بمراحل فى حياته حيث يتغير فيها حيث يكون جنين ثم طفلا ثم شابا ثم يصبح مسؤل عن عائلة . هذه المراحل يمر بها الإنسان لكن هل بالضرورة أن التغيير يرتبط بهذه المراحل؟

    التغيير من الناحية النظريه و منهاجية التغيير وخطواته امر سهل. لكن التغيير ليس عملية سهلة فهو عملية صعبة واصعب ما فى عملية التغيير هو ان يكون عند الانسان إرادة للتغيير.

    واصعب ما فى عمليه التغيير هو ليس الامكانيات ولا القدرات .. ليس المواهب ولا الفرص بل اصعب ما فى عمليه التغيير هو ان يكون لدى الانسان الاراده نحو التغيير.

    وسبحان الله .. فالإنسان جبار (( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)).

    لو اراد الانسان لعمل المستحيلات لكن مشكلة الانسان انه لا يفعل هذا ، ولا يمارس هذا الدور ولا يجبر نفسه على هذه الارادة. فكثير من الناس ينتظر شىء يحدث فكم من الناس لم يتدبر الا عندما وقعت له مصيبه .. فقد عزيز او رأى حادث. فلماذا نحن ننتظر .. فهناك فرق كبير جداً بين التغيير الذى يحدث مكروه فعله وبين التغيير الذى يأتى مقصودا نابعاً من الاراده الموجهة.

    وأحياناً يحتاج الانسان ان يتغير حتى يعيد الثقة لنفسه وحتى يثبت لنفسه انه يستطيع. فكم من انسان كان مغمور فلما اصدر القرار انه سيغير ويصل فعل. وإليكم هذه القصة الحقيقية والتي تؤكد أنه احيانا يحتاج الانسان الى التغيير حتى يثبت ذاته ويصل الى طموحه.

    الحاجب المنصور ( واحد من اكبر خلفاء الدولة الاندلسية ) اسمه [محمد ابن ابى عامر] كان يسكن مع اثنين من الحمارين كانوا يعملون كلهم حمارين وتعتبر من ادنى المهن آنذاك حيث كان فى قرطبة يشتغل حمار وفى ليلة كان سهران مع ربعه يتحدث اليهم فقال: يا جماعه اذا اصبحت خليفة ماذا تريدون مني؟ فضحكواعليه ثم سكتوا.
    فقال: لماذا سكتم؟
    قالوا: هل انت جاد؟
    قال: انا فعلاً جاد .. إذا صرت خليفة ماذا تريدون مني؟
    فقالوا له: اذهب لن تصبح خليفة .. من حمار الى خليفه!
    فكرر سؤاله فقال احد اصحابه: انت شكلك ليس بخليفة.
    فكرر سؤاله .. فقال الاول: إذا أصبحت خليفة يا محمد أريد قصر منيفاً
    وقال : وماذا ؟
    قال : وحدائق غناء. وماذا؟ قال: وخيولاً اصيلة وأمشى وجوارى حسان وأيضا؟ً ومائة الف دينار ذهب قال: وبعد؟
    قال : لا شىء. فضحكوا.
    ثم التفت الى صاحبه الاخر و قال: ماذا تريد لواصبحت خليفة؟
    فقال له: لن تصبح خليفة.
    فكرر عليه السؤال فقال له: إذا أصبحت خليفة فضعنى على حمار واجعلهم يدورون بي فى الشوارع ويقولون دجال ومحتال و اى واحد يتعامل معه ضعوه فى السجن.
    ومحمد ابن عامر عرف ان طريق االحمارة طريق لن يؤدى به الى الخلافة ففكر بالطريق التى تؤدى به الى الخلافة وهو ان يصبح شرطي ، واصبح شرطي وترقى حتى اصبح رئيس شرطة قرطبة ثم مات الخليفة وتولى هشام المؤيد بالله الخلافة وكان عمره (10) سنوات [وهذه من سلبيات حضارتنا] بالوراثة ، فاختلف بنو امية من يوصون على الصبى؟ فقالوا: لن نعين واحد خوفا من ان يأخذ الخلافة.
    فقالوا: نعين مجلس وصايه. واختلفوا لانهم لايريدون ان يصبحوا جميعا فى مجلس الوصاية و آخر شىء اتفقوا على ان يكوِّنوا مجلس الوصاية من غير بنى امية فاختاروا ثلاثة:
    الوزير محمد المصحفى
    ورئيس الجيش محمد بن غالب
    ورئيس الشرطه محمد ابن ابى عامر

    الخلاصة ان محمد ابن ابى عامر استطاع ان يزيل الاثنين الاخرين وتفرد بالحكم ولم يستطع تسمية نفسه اميرالمؤمنين فسمى نفسه الحاجب المنصور واصدر قرار بعدم الدخول الى الخليفة الا باذنه قرر ايضاً ان دواوين الحكم تنتقل الى قصره هى واموال الدوله. ومنع ان يخرج الخليفة من قصره الابأذنه.

    وبعض المؤرخين يسمونها الدولة العامرية حيث قام بفتح الفتوحات ووصل الى ما لم يصل اليه اى حاكم من حكام الاندلس (الحاجب المنصور شىء عظيم فى تاريخنا) وبعد ثلاثين سنه تذكر الاثنين الحمارين الذين كانوا معه فلان وفلان.
    فقال: آتونى بهم.

    فذهبوا ووجدوهم فى نفس المكان الذى تركهم فيه ويعملون نفس العمل فوصلوا اليه.

    فقال لهم: اتذكرونى؟
    قالوا: نعم كنا نخاف انك انت الذى لن تذكرنا - ولكنه كان اصيل- وكان جالس بين الوزراء فحكى لهم القصه فسأل الاول: انت ماذا طلبت؟
    فقال: كذا كذا.
    فقال: اعطوه اعطوه.
    وقال: له راتب ثابت ويدخل على بدون اذن.
    وسأل الثانى: ماذا طلبت؟
    قال: قضية انتهت يا امير المؤمنين.
    قال له: لم تنته قل ماذا طلبت.
    فقال: العيش والملح.
    قال: لا بل قل ماذا طلبت.
    فقال: له طلبت ان تضعني على حمار ووجهي الى الخلف .. الخ.
    فقال الامير: اعطوه ما طلب حتى يعرف أن الله على كل شىء قدير.

    وهكذا أساتذتي الأفاضل حقق الرجل هدفه عندما أراد تغيير نفسه ( مع تحفظي الشديد على طريقته وأسلوبه في التغيير وفي حياته عموما ) ، فهل يا ترى نستطيع تغيير أنفسنا إلى الأفضل وبما يرضي الله سبحانه وتعالى .. ؟ أنا شخصيا أتمنى ذلك ، والله المستعان .


    الموضوع منقول من كتاب كيف تغير نفسك .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    5,377

    افتراضي

    شكرا اخي على الطرح المفيد
    جزاك الله كل خير


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17