دعت حكومة ميانمار إلى السلام فى ولاية راخين غربى البلاد، محذرة من أن أعمال العنف العرقى هناك قد أودت بحياة 112 شخصاً خلال الأيام الماضية بما يمثل خطراً بالإضرار بسمعة البلاد فى وقت تسعى فيه إلى تأسيس حكم ديمقراطى.

وشهدت أعمال العنف الفوضوية بين بوذيى الراخين ومسلمى الروهينجا عمليات إحراق لقرى بالكامل ما أدى إلى ظهور دعوات دولية بتدخل حكومى.

"الجيش، الشرطة، والسلطات - بالتعاون مع السكان المحليين - ستحاول إعادة السلام والاستقرار وستتخذ إجراء قانونيا ضد أى فرد أو منظمة يحاول أو تحاول التحريض على العنف"، حسبما جاء فى بيان صادر عن مكتب الرئيس ثين سين ونشر اليوم الجمعة بصحيفة ميانمار أهلين الرسمية.

وقال وين ميينج المتحدث باسم السلطات فى ولاية راخين إن خمسة وعشرين رجلًا وإحدى وثلاثين امرأة أبلغ عن مقتلهم، بينما أصيب ستون رجلا وأربع سيدات خلال أعمال عنف منذ الأحد الماضى فى أربع مدن بولاية راخين.وكشفت الحكومة عن أن 1948 منزل وثمانى مبان دينية قد دمرت منذ الأربعاء.

فى يونيو، أدت أعمال عنف عرقية فى الولاية إلى مقتل تسعين شخصا وتدمير أكثر من ثلاثة آلاف منزل. ولا يزال عشرات الآلاف من الأشخاص يعيشون فى مخيمات لاجئين. من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى تهدئة أمس الخميس ردا على أعمال العنف الجديدة.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى ميانمار آشوك نيجام فى بيان له "الأمم المتحدة قلقة للغاية بشأن التقارير الخاصة بعودة النزاع الطائفى فى العديد من المناطق بولاية راخين، والتى نجمت عنها من قبل وفيات ونزوح الآلاف من الأشخاص، من بينهم نساء وأطفال، من منازلهم".

وقال نيجام إن الأمم المتحدة تنادى من أجل "وصول فورى وغير مشروط لجميع الطوائف وفقا للمبادئ الإنسانية".وذكر البيان أن عددا ضخما من الأشخاص الذين فروا من أعمال العنف الجديدة توجهوا إلى مخيمات لاجئين مكتظة بالفعل وتستضيف حاليا نحو خمسة وسبعين ألف شخص شردوا فى أعمال عنف سابقة.

وقال البيان أيضاً "هناك حاجة ماسة إلى دخول دعم إنسانى قصير الأجل وتحرك باتجاه حلول طويلة الأجل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع". وتعد هذه الاضطرابات الأخيرة من بين الأسوأ فى المنطقة منذ يونيو، عقب الاشتباكات التى اندلعت عقب مزاعم باغتصاب وقتل سيدة بوذية على يد ثلاثة رجال مسلمين فى أواخر مايو. ولا تزال التوترات مستعرة بشكل جزئى بسبب إخفاق الحكومة فى إيجاد حل طويل الأجل للأزمة غير الفصل بين الطائفتين فى بعض المناطق.