القواعد والأصول التي يجب أن تتبع أثناء النقاش
إن غياب الحوار من المجتمع يعني غياب الحرية، والانسيابية في التعبير عن الأفكار والآراء،
وهو دليل على تحكم الاستبداد بالرأي، ومصادرة حرية الفكر والثقافة، وإبراز للحالة الفردية
ونبذ الآخر وإقصائه، وعندما تم مصادرة الحوار والنقد من المجتمع "أصبحت قدراتنا على التصحيح والبناء هشة هزيلة
من سمات المجتمع السليم أن يكون فيه تفاعلات، وتموجات وحراك اجتماعي وثقافي، وحركة دؤوبة
نحو البناء والتقدم، وإن من أهم الركائز التي ينبني عليها هذا المجتمع: ركيزتي الحوار والنقد؛
هناك قواعد عمليه وأصول ينبغي اتباعها في أثناء النقاش مع الآخرين في أي قضيه سواء فكريه أو عقائديه أو دينيه أو دنيويه.

¨¨¨°~*§ القواعد والأصول التي يجب أن تتبع أثناء النقاش والحوار والنقد §*~°
* الكلمة الطيبة صدقه والنقاش الناجح كان .. وما زال شارة كل فرد متميز واسع الأفق .. محب للرأي الآخر ..
ففي النقاش تلتقي الآراء وتتفاعل في جو صحي تحوطه محاولة الوصول إلى الأصوب والأنفع ومن ثم لم تعد
القضية رأي من نقف عنده بقدر ما أصبحت أي رأي أمثل تهتدي إليه .

*إذا أردنا أن ننمي هذه القيمة ونزكي أصولها سواء على مستوانا الفردي والجماعي فلا بد من وجود
قدر من التربيه على بعض المنطلقات التي تزيد من نقاط الاتفاق وتقلل بقدر الإمكان من مساحة الأختلاف.

* حسن الكلام التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك
دون ستر للحقيقة، وبثوب لفظي لطيف وتوضيح المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير دون تقعّر أو تكلف.

* على من يرغب في إقامة نقاش ناجح لا بد وأن يدرك أن الاختلاف بين الناس في رؤيتهم وحكمهم على الأشياء
قضية طبيعية وأن قيمة المرئ في أنه يختلف عن غيره أيضاً قضية طبيعية ويؤدي هذا الاختلاف إلى التكامل بعد ذلك .

* كما أن المناقش لا بد وأن يكون هدفه الوصول إلى الرأي الأمثل وليس الأنتصار لرأيه ولذلك قال بعض اسلافنا
(( ما ناظرت احداً إلا وودت أن يأتي الحق على لسانه )).
* ينبغي أن يحسن المرء.. ولا يناقش في قضية لا يعلم ابعادها وإلا كان هذا النقاش جدلاً وهوى
ولا يسمن ولا يغني من جوع .
* لكي لا نهدر طاقاتنا الحواري ينبغي ألا نتحاور إلا في وجود أساس من الاحترام والتقبل المزدوج

* ينبغى على المناقش أن يكون لديه الاستعداد للتنازل عن رأيه فالرجوع للحق فضيلة يحمد عليها

* ينبغي مراعاة أدب النقاش ومنطلقاته من ضرورة توفير كل طرف من أطراف النقاش لصاحبه
وأن يتسم كل منهما بالموضوعية والأتزان في عرض الرأي .
* ضروري أن ينتقد المناقش الفكرة المطروحه لا شخصية قائلها لأن المناقش إذا تعدى نقد الفكره
إلى نقد الشخص جعل المناقشة في موقف الدفاع عن نفسة ولو بالباطل ونقد الفكره مسألة طبيعية
فكثير من الأفكار تقوي ويشتد عودها بعد مرحلة من الأخذ والرد وتكامل وجهات النظر من كل طرف.




* أما نقد الشخص فهي مسألة غير أخلاقيه لأنك هنا تحطم خلية النحل في محاولتك ان تجني العسل.

* ثم لا بد وأن يكسب من يناقشة ولا يتعمد كسب المواقف على حساب أصحابها وينبغي أن يكون مستقراً


في حسه أن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف وإعطاء محدثك قدرة كأن تناديه بكنيته أو أحب الاسماء إليه


وإذا كان صاحب لقب علمياً فلا بد وأن تناديه به وأن تدع للايام والأحداث وقتها في اقتناع محدثك برأيك
فكم من الأراء لم يوافق عليها الآخرون أو قبلوها بغير قناعة ثم أثبتت الأيام صحتها .

* سرعةالبديهة، واستحضار الشواهد، والذكاء، ويجمعها: "الحكمة"، بمعنى: العلم والفهم والتعبير،
* تذكر أن الناس ليسوا طرازاً واحدا .. فتفاوت عقولهم وأفكارهم ومستويات افكارهم ومستويات ثقافتهم
وطريقة المناقشة التي يتقبلها هذا ربما لا يتقبلها ذلك.. والمناقش الفطن يعرف متى يناقش وبالتالي يعرف الطريقة
التي ينبغى له ان يناقشه بها .

* الرغبة في الوصول إلى الصواب والحق، لأن التفكير في الوصول إلى الغلبة يلقي بصاحبه في لجاجة الجدل العقيم.

اخواني

يقول الله سبحانه في محكم التنزيل

{ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } الآية

ويقول سبحانه

{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم

ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراُ منهن } الآية


الحق والباطل
بين القناعة بالرأي الآخر والعنااااد والكبر

*إبليس عليه من الله ما يستحق عاند وناقش في ماليس له به علم رب العزة والجلال,فقال:

أنا خير منه ,نسب الخيرية لنفسه. فهذا قمة الكبر والعناد وهما أساس فشل أي حوار و نقد أو نقاش جدي.

فكان نقاشه عنادا وتعالي والله يعلم جل جلاله بما يضمره إبليس,

أما الملائكة عليهم السلاااام فكان نقاشهم مع رب العزة إستفهامي فلنتمعن هذه الآيات قال تعالى

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)


وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)


قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)


قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)


وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34).....)البقرة




ويقول العلماء: إن أكبر ما يواجه الإنسان هوا صنم( الأنا) أي الغرور والتعالي والكبر في نسب الأمور لنفسه.

قارون ,قال :إنما أوتيته على علم عندي, ولم يقل هوا من فضل الله ثم من علمي وإجتهادي. فظلم نفسه ونسب العلم لنفسه فأستحق العذاب والعقاب من الله.

*أيضا النقاش والحوار يكون كما ذكرتي لإظهار الحق وتبيانه وليس لإثبات الغلبة على الآخر في العلم والتعالي عليه

وإظهاره في مظهر مخزي حتى وإن غلب على ظننا وتيقنا بأننا محقين يجب إحترام الآخر وعدم تسفيه رأيه وإزدرائه

والقدح في شخصيته . ويكون مقصودنا فقط قول الحق وإظهاره بشكل مقبول عند الآخرين .

ويتضح ذلك ولو على سبيل المثال والتوضيح في قصة أصحاب الكهب,قال تعالى

: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)

هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)..) الكهف.

فنرى أن الفتيه لم يوجهوا الكلام للملك رغم أنه إرتكب جرما عظيما في إدعائه للألوهية وامر الناس بعبادته من دون الله


ومع ذلك لم يقولوا له أنت كافر وأنت ظال وأنت أجبرت الناس على عبادتك من دون الله, بل كانت عباراتهم في قمة الأدب


مع ملك جبار وسلطان جائر ورغم ذلك هي عبارات قوية في مضمونها بأن ربنا اللذي نعبده هو رب السموات والأرض


ولن نعبد غيره وإلا قلنا شططا من القول شيء لا يعقل أن نعبد غيره فعلى قومنا اللذين إتخذوا إله غيره أن يأتو بدليل وبينه

.....الخ. وهذا رد فصيح على الملك أي أثبت لنا أنك رب وأحذر من الكذب على رب السموات والأرض .

جمله من العبر والمعاني في هذه الكلمات الجميلاااات البسيطه اللتي تدل على أدب الحوار مع الحكمه في الطرح والنقاش.

وقسي على ذلك كثير من آداب الحوار في القرآن والسنه وبين علماء السلف والمذاهب الأجلاء في حوارهم اللطيف.

*أمر آخر في حال النقاش في أمور الدين فليكن فيما لم يوجد عليه نص شرعي من الكتاب والسنه أو من كلام الخلفاء الراشدين عنه تبعا للقاعده الشرعيه(لا إجتهاد مع النص) فلو وجد من يحاورنا عن حرمانية الخمر مثلا فلا نتعب أنفسنا معه

فيكون مراء وجدالا لا خير فيه . أما لو كان غير مسلم فيمكن الخوض معه في الحكمه من تحريم الخمر ليقتنع.
( ولا جدال في الدين )

*وهناك أمور كثيرة أيضا عن أدب الحوار والنقاش تقتضي هل النقاش مواجهة أم مراسلة أو كحالنا في المنتديات

وأرى أنك أشرتي إلى أكثرها وأتقنتي في سردها .ولا يخفى على الجميع الثواب عند الله فيمن ترك الجدال بموعود ببيت في الجنه .

أداب المنتدى بالمحاورة"ومن اهمها الالتزام بعدم ذكر أسماء لاي سبب من الاسباب"
موضوع الحوار مهم جداً فهو في المقام الأول يبين شخصية المتحاورين ... ومدى تمسك كل منهم بدينه ، وأخلاقياته ، ومبادئه ، ومعتقداته ، وقناعاته ،.....الخ ..

فأجمل الحوارات .... الهادفة منها... والتي تنتج منها فائدة ملموسة ولو كانت قليلة ... فهي التي تسير بطريقة علمية ، ومنهجية ، وبأسلوب مناسب .، غير خارج عن نطاق التوتر والانفعالات الغير مرغوبة ، وكذلك الغير خارج عن نطاق الفكرة الأساسية .


فمن أهم نقاط الحوار ( فنون وآداب ) من وجهة نظري


1. ابدأ الحوار بإلقاء التحية . فإنها تبعث نوع كبير من الإرتياح ، حتى وإن كنت مشدوداً . وبذلك تظهر حسن الأدب بإتباع الآداب الإسلامية الكريمة .


2. توضيح نقاط الإختلاف .و الإتفاق .، حتى وإن كانت واضحة . فقد يكون المتحاورين. متفقين على مسألة ما ... ولكن يختلفون في أغلب أو بعض التفاصيل الدقيقة لها. ، وكذلك معرفة حجم الخطاء .والذي قد يزول بالتفهم الصحيح لوجهات نظر الجميع

3. حاول وبقدر الممكن ... عدم الإشتراك في محاورات يكون ضررها عليك أكبر من نفعها ..أو لا جدوى من النقاش فيها ..

4. لا تتمسك بنقطة واحدة في الموضوع .... وتترك غيرها ... فقد تكون لها أهمية أكثر ...

5. حاول الاستشهاد بآيات من القران الكريم ...أو السنة النبوية الشريفة ... في كلامك ..حتى تكون حجتك واضحة وغير قابلة للجدل الكثير ...

6. لا تتعالى على مُحاوريك ... ولا تبين لهم أي نوع من الاستحقار ... أو السخرية ... أو الاستهتار ...

7. بعد تناول النقاط الرئيسية للموضوع .... والتدرج إلى تفاصيله ... حافظ على هدوء أعصابك ... ولا تحاول استفزاز غيرك من المحاورين ..حتى لا يستفزونك ...

8. البعد كل البعد .... عن الخروج من صلب الموضوع ... والتطرق للموضوع من النواحي الشخصية أو العاطفية ...( عن طريق الاستثارة ) ....

9. تحلى بحسن الظن ... دائـــماً ....وتقبل النقد بصدر رحب ....وساهم في إنجاح الحوار والوصول به إلى نتيجة مناسبة للجميع ...

10. تحلى بالألفاظ الحسنة ... التى تزيد من في وقارك ... وتعمل على إجبار الجميع على احترامك ...واحترام رأيك ...

11. حاذر من الرد على من يتعالى عليك سواء بالألفاظ البذيئة أو بسوء النية ... بالمثل ...لأن في ذلك إنقاص لحقك ... بل عاملة بالحسنى .... ولا تتعرض له بما يثيره أكثر ...

12. انتبه من الرد على كل خطاء .... بدون أن تتأمل هذا الخطاء ... وترتب أفكارك .. بالنظر لهذا الخطاء .. هل يستحق الرد عليه أم لا ؟؟ ..... أم يمكن إصلاحه بغير الرد ..... وهكذا ...

13. إذا كان الحوار مشدوداً .... إعمل على خلق روح السكينة والهدوء ... ولو بالقليل للتخفيف من حدة التوتر ..... وذلك بالحلم ... وكظم الغيض ... فهي من أفضل الأخلاق ....

14. التحلي باللين والرفق .... فهي تغير مجرى الأمور .. تماماً ....

15. لا تندفع ... وتتكلم بكل ما لديك جملة واحدة .... فليس كل ما تعرفه يجب أن يقال ....

واخيرا،،أوصى الجميع بالتحلي بخلق نبينا وحبيبنا محمد ابن عبد الله صلوات الله عليه وأتم التسليم ...الذي في سيرته الكثير من الآداب والأخلاق ... في هذا المجال وغيره ...فلم يكن هناك أحد .،أحلم ،،. وأصبر .، وأحسن خلقاً ومعاملةً منه صلى الله عليه وسلم ... خاصة وهو من واجه أعداء الله .... فكيف بنا نحن المسلمين ...

*** ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ....فهي أحسن قدوة نقتدي بها **
وفي النهايه هي بعض النقاط التي جمعت هنا لمعرفة كيفية النقاش الصحيح الذي نخرج منه إما مقنعين
و مقتنعين لنرتقى ونكون أصحاب نقاش هادف وبناء لكن نبقى دائماً متحابين في الله .