صدر مؤخراً عن دار الكتب الوطنية فى هيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة كتاب "الفن الإسلامى والعمارة 650-1250م)، الذى يرصد تاريخ القرون الستة الأولى لفنون البلدان الإسلامية، وأعدّه كل من البروفسور ريتشارد اتنغهاوزن والدكتور أوليغ غرابار بتكليف من مطابع جامعة يال فى لندن، وبمشاركة الدكتور ماريلين جنكينس مدينة الباحثة فى متحف المتروبوليتان بنيويورك، حيث صدرت طبعته الأولى بالإنجليزية منذ 35 سنة، وترجمه للعربية عبد الودود بن عامر العمرانى.

ويقدّم هذا الكتاب الغنى بالخرائط والصور الملونة وبالرسومات نظرة شاملة عن الفن والعمارة الإسلامية منذ القرن السابع وحتى القرن الثالث عشر الميلادى، وهى الحقبة التى تشكلت فيها ثقافة فنية جديدة وازدهرت للمرة الأولى فى العصور الوسطى فى المنطقة الشاسعة الممتدة من الأطلسى وصولا إلى الهند.

ويركز الكتاب بصورة خاصة على تطور العديد من المراكز الفنية الإقليمية فى إسبانيا وشمال إفريقيا ومصر وسوريا والأناضول والعراق واليمن، وكذلك على غرب وشمال شرق إيران. ويتتبع مسار تطور هذه المراكز من الناحية الثقافية والفنية خلال العصر الإسلامى الأول، ويدقق فى الطرق الجديدة لإبداع بيئة ثقافية رائعة. ويقارب الكتاب الفنون بتصنيفات جديدة للعمارة والزينة الداخلية، وفن صنع الأشياء والكتب.

ولا غنى لأى باحث أو دارس فى مجال الفن فى العصر الإسلامى الأول عن هذا الكتاب، سواء من الناحية العلمية والأكاديمية الرفيعة، أم من ناحية أسلوب كتابته المبسط الذى لا يحتاج إلى معرفة مسبقة بموضوعه.