أكدت الدكتورة هبة عيسوى أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن مناقشات المؤتمر الأخير الذى عقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل عن الجديد فى أسباب وعلاج مرض فرط الحركة وضعف الانتباه، أظهرت أن اضطراب فرط الحركة مرض وراثى فى المقام الأول.

وأشارت إلى أن المؤتمر التى شاركت فى فعالياته اتجهت الأوراق المقدمة له فى طريق إثبات الدلالات الوراثية للمرض، وأشارت الدراسات التى أجريت على التوائم، إلى أن فرط الحركة ونقص الانتباه يعد من بين الاضطرابات الوراثية إلى حد كبير، وأن العوامل الوراثية هى سبب الإصابة بهذا الاضطراب فى حوالى 75% من الحالات.

ولكن هناك أسباب أخرى مؤثرة، كذلك أن بعض الحالات التى تعانى من اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه تنشأ عن وجود مجموعة من الجينات المختلفة، والتى يؤثر عدد غير قليل منها فى ناقلات دوبامين، ومن أمثلة الجينات المسئولة عن الإصابة بهذا الاضطراب مستقبلات الأدرينالين α2A، وناقلات الدوبامين، ومستقبلات الدوبامين D2/D3 وإنزيم المونوأمين أوكسيديز A ومادة السيروتونين الناقلة المعزز والأليل المكرر العاشر للجين والأليل المكرر السابع للجين DRD4،إضافة إلى جين دوبامين بيتا هيدروكسيلاز.

ولفتت أيضا إلى أن نتائج العينات أشارت إلى أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يتطابق مع النموذج التقليدى "للمرض الوراثى"، ومن ثم يجب أن يلتفت إليه كتفاعل معقد بين عدد من العوامل الجينية والبيئية، فعلى الرغم من أن جميع هذه الجينات قد تلعب دورًا هاما، ولكنها لا تظهر إلا فى وجود عوامل اجتماعية مثل سوء المعاملة والانتقاد المستمر للطفل و لعنف والإيذاء الموجه للطفل وكذلك الحرمان العاطفى.