كيف نحقق الاستجابــــــــــــــة لله والرسول
في حيـــــــــــــــــــــــــاتنا ؟







لقد كانت حيــــاة الصحابــــــة رضوان الله عليهم تمثل حقيقة الاستجابة الكاملــة لله وللرسول، قولاًوعمـــــــلاً ، وفكراً وسلوكاً، فاستجابتهــــــــــم كانت علمية عملية وليست مجرد نظريات لا تطبيق لها في الواقع وهذا ما نفتقـــــــــــده في حياتنا المعاصرة؛ وهو الامتثال العلمي العملي. ولنا أن نســـــــــــــــأل كيف حقق الصحابة الكرام هذه الاستجابــــــــــــــــــة؟



إننا لو نظرنا لحياة الصحابة قبــــــــــــل مجيء الإسلام لوجدنا أهم كانوا يعيشون في جاهليــــــــــــة جهلاء، وفي تخبط فكري حتى أن أحدهم يصنع إلهه بيــــــــــده ثم يعبده ويـــدعوه من دون الله، فلا يعقـــــــــــل يرشدهم، ولادين يهديهـــــم، ولا عادات تقوّمهم، ولا أمم صالحة يقتدون بها أو يقتبسون من ضيائهـــــــــــا؛ بل كان العالم برمته يعيش في دهاليز الظــــــــــــــــلام، حتى "إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُـــــــمْ وَعَجَمَهُمْ

إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْــــــــــــــــــلِ الْكِتَابِ"

إذ انقلبت الموازين، وتبدلت المفاهيم، فــــأصبح الشرك قربــــة، والخمر مكرمـــة،وانتشرت المعاصي بجميع أنواعها، فهذا حالهـــــــــم قبل مجيء الإسلام فهم لم يهتدوا بنورالنبوة كما قـــــــــــــــال الله تعالى :
" لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُــــــــــــمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" فلهــــــــــــــــم بهذا عذر".




وعندما أتاهم النذيرتبدلت حياتهـــــــــم كلياً، فتغيرت مفاهيمهم وتصوراتهــــــــــم ونظرتهم للحياة والكون والإنسان فأحــــــــــــدث هناك تغير نوعي في سلوكهم وتصرفاتهم فقــــــــــد استقامت سيرتهم، وحسنت أخلاقهم،وأصبحوا كما وصفهــــــم الله تعالى: " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِــــــــــــــاللَّهِ "


فلا تكاد ترى في حياتهم المنكر، فرفع الله من شأنهم فأصبحوا قـــــــــــادة للعالم، في فترة وجيزة لا تقاس في عمر الأمم، وهنا نســـــــــــــــــــــــأل مرة أخرى، كيف حــــــــــــــــــــــدث هذا؟



يمكن أن نلحظ أن السلف تميزوا بــــــــــــــــالتالي:


أولاً: تعظيم أمر الله تعـــــــالى: وهذه من ما يتميز به الصحابة الكرام رضوان الله تعالى أنهـــــــــم يعظمون الله تعالى في أسمائه وصفاته وأفعالــــــــه وفي أمره ونهيـــه.


فتوقير الله تعالى وتعظيمــــــــــه وحبه قد تخلل في أفئدتهم وأشرأبته قلوبهـــــــم وأمتثلته جوارحهـــــــم فهم يرون حكم الله تعالى في كل مسألة. فلتعظيمهــــــــم لله تعالى جعلواحكم الله وشرعه هو الحاكم عليهم في كل صغيرة وكبيرة، وهذه هي حقيقـــــــــة العبادة المتمثلة في تعظيـــــــم الله تعالى وإظهــــــــــار الخضوع والذل لـــــــه. وما نراه يحدث الآن من استهزاء بـــــــــالدين وتلاعب بــــــــــأحكام الله تعالى هو نتيجــــــــــــة غياب تعظيم الله في قلوب الناس. فــــــــــأصبح تعظيم الحياة الدنيا وتجيلها هو ديدن حيــــــــــــاة الناس إلا ما رحم ربك. فرق إيمـــــــــــان الناس وافتقـــــــــدوا اتخاذ الموعظة من القرآن لأنه "تَذْكِرَةً لِمَــــــــــنْ يَخْشَى" والخشيـــــــة نتيجـة للتعظيم، وتعظيم الله تعالى نتيجــــــــــة لمعرفته بأسمائه وصفاته فهم قد عرفوا الله وعظموه فخشـــوه.




ثانياً:وحدة المصــــــــــدر: فكان كتاب الله تعالى هو المصدر الوحيــــــــــد للتلقي، فأفكارهم وتصوراتهم وقيمهم وسلوكهم كلهامنبثقــــــــــة من وحي الله تعالى. فــــــــــــالقرآن الكريم كان هو النبع الذي يستقون منه معارفهم وأفكارهـــــــــم وتوجهاتهم ولهذا نرى كيف غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جــــــــــــاءه عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه رسول الله في يـــــــــــد عمر بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب النبي وقـــــــــــــــال : « أمتهوكون[1] فيها يـــــا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقــد جئتكم بها بيضاء نقية ، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصــــــــدقوا ، والذي نفسي بيـــــــــده ، لو أن موسى كان حيا ، ما وسعه إلا أن يتبعـــــــــــني[2] » وذلك لكي لا يكون هناك أكثر من مصـــــــدر للتلقي وأن يكون القرآن المبارك هو المرتكز والمصدر الذي ينطلق منــــــــــــه المؤمن في بناء تصوراتــه.
وحالنا اليوم يجــــــــد أننا قد جعلنا هناك مصادر متنوعة غير القرآن الكريم نتلقى منها تصوراتناوقيمـــــــنا، فالتلقي لدينا من الغرب لم يقتصر في القضايـــــــا العلمية المادية؛ بل أنسحب ذلك على مبادئنا وقيمنا وتصــــــــــوراتنا لهذا كثر النزاع بيننا في قضـــــــــايا
لم يكن يتنازع فيهاالسلف كمسألة تحكيـــــــــــم شرع الله تعالى وكتطبيق الاقتصــــــــــاد الإسلامي وغيرها من المسائل التي يظهر فيهــــــــــــــا التلقي من الآخر الكافر المخالف لشرع الله تعـــــــــــــــــــــالى.




ثــــــــــــالثاً:تطبيق ما تعلمــــوه: وهذه من أشد مــــا يتميز به خيرالقرون، أنهم يقبلون على كتاب بقصــــــــد العمل، فيتعلمون من أجل أن يمارسون مــــــــــا تعلمهم عملياً. فالعلم بلا عمل عاريــــــــــة وغير منتفع به. فإذا لم يعمل المرء بالنور الذي أُنزل فلن يكون لهــــــــذا النور أثر، فروح العلم هو العمل، والعلــــــــم وسيلة لا يصح فضله حتى يصدّق بمقتضــــــــــاه، فإن كثيراً من المستشرقين والعلمانيــــين يعلمون دين الإسلام، ويعرفون أصوله وفروعــــــــــه، ولم يكن ذلك نافعاً لهــــــــــــــم لبقائهم على الكفر. فالصحابــــــــــة الكرام تعلمواالقرآن والعلم والعمل جميعاً، فإذا جـــــــــــاء أمر الله امتثلوه دون تلكؤ أو تبــــــــاطؤ أوتردد، فمن ذلك عندما نزل قول الله تعـــــــــــــــــــالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواإِنَّمَــــــــــا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَــــــــــــاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[3]" جــــــــــاء في صحيح البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ فِي مَنْزِلِ أَبِي طَلْحَةَ وَكَانَ خَمْرُهُــــــــــمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًــــــــــا يُنَادِي أَلَا إِنَّ الْخَمْرَ قــــــَدْحُرِّمَتْ، قَـــــــــــــالَ فَقَـــالَ لِي أَبُـــو طَلْحَةَ: اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَـــــــــــــا فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَــا" وهذا شيء عجيب في تحقيق الامتثــــــــال والإتباع، فترك الخمر لمن أدمن عليها بمجرد هـــــــــذا القول يدل على قوة الإيمان وصــــــــــــــدق الامتثال لأمر الله ورسوله.





رابعاً:سلامتهــــــــم من كثير من البدع والمفاهيم المغلوطة: لم يعاني جيل خير القرون من كثير من المفاهيم المغلوطة، فلم تكن هناك أزمـــــــــات فكرية أو عقدية، فسلموا من أزمة الثنائيــــــــــــات، من ثنائيـــــــة الأنا والآخر، ونظريــــــــــــة تصادم العقل والنقل، والأصالة والمعاصرة وغيرها من الثنائيـــــــــات التي أدت إلى تشطيرالإنسان وتدمير بعضــــــــــه، فلم يعيشوا تناقضات تحول بينهم وبين تحقيق الاستجابــــــــــة الصادقة لله وللرسول. فعندمــــــــا طغت المفاهيم المستوردة وأخذ الناس بأشيائها، ارتكست الأمـــــــــــة،وعاشت نوعاً من التصادم الحضاري أرداهــــــــــم في ذيل الأمم، وتخلت استجابتهم لله وللرســـــــــــول،واستجابوا لقيم وتصورات لا تتفق مع الإسلام وقيمــــــــــه، فأصبحت الأمة تعيش فاقدة لهويتهــــــــــــا، مسلوبة إرادتهـــــــــــا تعيش على فتــــــــــــــــات الآخرين .




خامساً:عاشوا مرحلة الدعــــــــــوة الأولى: فـــــــأي دعوة تمر بثلاث مراحل،المرحــــــــــــلة الأولى وهي مرحلة الإيمان بالهـــــــــــدف، الذي يملاْ على الإنسان نفسه، ويشكّل لههاجساً دائمــــــــــاً، ويدفعه للعطاء غير المتناهي، والتضحية في سبيل ذلك ، فمن سمـــــــــات هذه المرحلة بروز إنســـــــــــان الواجب، الذي لا يرى إلا ما عليه، ويقبل على فعلــــــــــــه بوازع داخلي،بــــــــــإيمان، واحتساب، دون أن يخاطر عقلــــــــــه، ماله من حقوق هو إنسان واجب، إنســــــــــان إنتـــاج، وليس إنسان حق فقط.


ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العقـــــــــــل، وضمور الإيمان، وفتورالحمــــــــاس نسبياً، مرحلة التوازن بـــــــــين العمل والأجر، وبين الحق والواجب، وبين الإنتاج والاستهــــــلاك، وهنا تصل الحضـــــــــــارة إلى قمتها وتبدأ مرحلة السقوط. ثم تأتي مرحلة غياب الإيمـــــــــــان والعقل، مرحلة حب الدنيا وكراهية الموت، وبروز الشهــــــــوة، والغريزة، وانكسارالموازين الاجتماعي، واستباحــــــة كل شيء وبكل الأساليب، وعندهـــــــــــــا تسقط الأمة، ويتم الاستبدال[4].





سادساً: لم تمنعهـــــــم القيودالدنيويـــــــة من تحقيق الاستجابة لله ولرسوله: مما يتميز به خير القرون أنهم لم يمنعهم الأهل والمال من السير في ركاب الدعــــــوة وقوافل الجهاد؛ بل هذه صفــــــــــات من لم يستجب أصلاً لــــــــدين الله، فهي من صفــــــــــات المنافقين كما قال الله تعــــــــــــالى:" سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُــــــــــونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا[5]" وهذالســــــوء ظنهم بالله تعالى، فلا تجد في حياة الصحابــــــــــــــة النجوم شغل عن تكاليف العقيدة؛ بل يســــــــــارعون ويتنافسون ويبادرون لأمر الله ورسوله ولا يبحـــــــثون عن الأعذار للتخلف عن ركاب الدعـــــــــــــوة. وتأمــــــــل قول الله تعالى في وصف هؤلاء الفقراء من الصحابة الذين لا يجدون مايحملهم كيف كان ردة فعلهــــــــــم :"وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِـــــــــــدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْاوَأَعْيُنُهُــــــــــمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِـــــــــــــــــــــــــــــدُوا مَا يُنْفِقُونَ"



أثر الاستجابــــــــــــــــــــــــــــة:


* الاستجابة لله وللرسول فيهــــــــــــا الحياة: قـــــال الله تعالى :" يَاأَيُّهَــــــــــــا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُــــــــــمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه ِوَأَنَّهُ إِلَيْــــــــــــــــهِ تُحْشَرُونَ "
وعلى قدر الاستجابة تكون الحيــــــــــــــاة، فهي مراتب كلمازاد العبد في الاستجابــــــــــة لله وطاعة أوامره كلما زاده الله هدايــــــــــــــــة وتوفيقاً.
وقد شبه الله المستجيب لنداء الله ورسوله بــــــــــالحي، والذي لا يستجيب بــــــــــــالميت " إِنَّمَايَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُــــــــــمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْــــــــهِ يُرْجَعُونَ "


والحياة هنا حياة إنسانيـــــــــة كاملة، وليست حياة بهيمية لا تدرك من حقيقــــــــــــة وجودها في هذا الكون شهواتها وملذاتها، فلا تعيش إلا لجســـــــــــدها، وإن سمعواقول الحق فهم لا يستفيدون من سماعـــــــه ذلك فهم صم بكم عن كل ما يعارض شهواتهــــــــــم وملذاتهم " إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّـــــــــــمَّ الدُّعَاءَ إِذَاوَلَّوْا مُــــــــــدْبِرِينَ " فهم في سكرة الشهوة والهوى تحول بينهـــــــــــم عن إدراك قول الله وقول رســـــــــوله " مَا يَأْتِيهِـــــــــمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّااسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ، لَاهِيَـــــــــــةً قُلُوبُهُمْ " فحياتهم ناقصــــــــــة غيركاملة قد غابت عن سمائهم حياة القلوب وحيـــــــــــاة الأرواح، فلا تسمى حياتهم ـ وإن دبواعلى الأرض ـ حيــــــــــاة لأنها فقدت إنسانيتها وصارت أقرب إلى الحيـــــــــــــــاة الحيوانية " لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَـــــــــا وَلَهُــــــــــــمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَــــــا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَـــــــــــــا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُــــــــــــــــــــــــــــمُ الْغَافِلُونَ "




* الاستجابة سبب من أسباب إجابــــــــــــة الدعاء: فهي طريق لرضا الله تعالى، فتحقيق الإيمــــــــــان وامتثا ل أوامر الله تعالى جعلهـــــــــــا الله تعالى من شروط إجابــــــــــة الدعاء فقال تعالى " وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَادَعَــــــــــــــانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي "
بفعل أوامره واجتناب نواهيـــــــــــه، عندها تكون إجابة دعوة الداع أرجى. وفي باب استجابة الدعــــــــــــاء هناك نصوص أخرى تبين أنه قد تتخلف الإجابـــــــــــة مطلقاً وقد تتخلف إلى بدل ، فعَنْ أَبِي سَعِيـــــــــــدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَــــــــــــالَ :" مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَاإِثْـــــــــــمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَــــــــاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ إِمَّـــــــــــا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُــــــــهُ وَإِمَّـــــــــــا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَإِمَّــــــــــــــا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَــــــــــــا قَالُوا إِذًانُكْثِرُ قَــــــــــالَ اللَّهُ أَكْثَرُ" وهذا مبحث آخر ولكن ليعلــــــــــم هنا أن الاستجابة من أسباب إجابــــــــــــــــــــــــــــــــة الدعاء.




* المستجيب جزاه الجنــــــــــــــة: فالناس على قسمــــين: مستجيب لربــــــــــــــه، وجزاؤه الحسنى.
وغير مستجيب، فجزاؤه النار، كما قال الله تعــــــــالى: " لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِــــــــمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُــــــــــمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًــــــــــا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُــــــــــمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَـــــــــــــــــــــــــــــــادُ "





* الاستجابة فيها كمـــــــــال العقل : كما قال الله تعالى :" فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَـــــــاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُــــــــــونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَـــــــــعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِــــــــــــــــينَ " يفهـــــــم من الآية أن المستجيب يجعل هواه وشهواتـــــــــــه تتحكم فيه وتوجه بل هو متبع للحق محكمــــــــــــــاً عقله في ذلك. ولذلك هــــــــــؤلاء الذين لا يسيطرون على أهواءهم ورغباتهــــــــــم سرعان مايضلهم الشيطان كمـــــــــا قال الله تعـــــــــــالى:" وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُــــــــمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُــــــــــمْ فَاسْتَجَبْتُــــــــمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُواأَنْفُسَكُــــــــــمْ[6]" فالرشد والهداية هي في الاستجابــــــــــــة لله تعالى:" فَلْيَسْتَجِيبُــــــــــوا لِي وَلْيُؤْمِنُــــــــــــوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُــــــــدُونَ [7]"