يوضح الدكتور إيهاب فكرى الخبير فى علم الإدارة، أن الحوار أنواع، فهناك حوار مثل لعبة "البنج بونج"، الطرفان يقومان بالرد على بعض بشكل قوى وسريع، هذا كلمة وذلك كلمة حتى نهاية الحوار، وهذا يكون أحياناً فى حالات النقاش، أو حتى فى حالة الجدل.

وهناك حوار، أكثر رقياً، مثل لعبة "التنس"، كل واحد يأخذ وقته فى توصيل الكرة لملعب الطرف الأخر، وهذا يكون حوار راقى وجميل، يأخذ كل طرف فيه وقت قصير ولكنه كاف ليتكلم، ثم يترك الفرصة للأخر ليتكلم بدوره، والفرق بين حوار التنس، وحوار البنج بونج، هو سرعة الرد وقصر المدة المتروكة لكل طرف.

وهناك نوع أخر مختلف من الحوار، وهو حوار مثل لعبة "الجولف" والتى تقوم على أن اللاعب يضرب الكرة بالمضرب بعيداً ثم تذهب إليها على مهل ليضربها مرة أخرى حتى تسقط فى الحفرة، وكذلك الطرف الثانى فى الحوار، له كرة خاصة به وحده، يضربها بدوره ويذهب لها على مهل، وهذا النوع من الحوار يكون عادةً فى حال الاجتماعات الرسمية والمناظرات العامة، حيث يأخذ كل طرف الفرصة فى عرض برنامجه أو فكرته أو خطبته فى وجود الطرف الثانى للحوار، ولكن بدون تداخل مباشر بينهما، وهناك حوار مثل لعبة "كرة السلة"، وفيه كل طرف يريد الاستحواذ على الكرة وحده دون الطرف الأخر حتى يسجل الهدف، وحتى بعد تسجيل الهدف، فهو يحصل عليها مرة أخرى ولا يبدى أى استعداد للتخلى عنها.. وهذا حوار غير راقٍ، ويستخدم عادةً بين العامة، خاصة فى المشاجرات.

ويشير فكرى إلى أن كثيرا منا يكون لاعبا للعبة فى غير وقتها أو مناسبتها، فقد يدخل الشخص فى حوار كرة السلة، حيث يجب أن يستخدم حوار البنج بونج، وقد يستخدم حوار الجولف، بينما الموقف يستدعى الحوار بطريقة التنس.. ومن يخطئ فى اختيار أسلوب الحوار المناسب للموقف، لا يحصل عادةً على نتائج إيجابية من هذا الحوار ويكون ضرره أكبر من نفعه، لذا من الاهتمام باختيار الأسلوب المناسب، ليحصل المرء على أعلى فائدة من الحوار.