أكد الدكتور محمد محسن إبراهيم رئيس الجمعية المصرية لضغط الدم‏، أن مستوى ضغط الدم يتناسب عكسيا مع المستوى الاقتصادى للدول‏، حيث تقدر معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم بين السكان البالغين فى الدول المتقدمة بحوالى10%، بينما تتجاوز هذه النسبة40% فى بعض الدول النامية، والملاحظ ـ وفق قوله ـ أن أسباب هذا المرض فى الحضر بكل بلاد العالم تزيد عنها فى المناطق الريفية، وقد تبين من الأبحاث الميدانية المتتابعة أن معدلات ارتفاع ضغط الدم فى كل بلاد العالم الثالث، خاصة فى الصين والهند وبعض دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، تتميز بالتزايد المستمر، ومن الواضح أن نسبة العلاج والسيطرة على المرض تنخفض بشكل ملحوظ فى هذه الدول، حتى إنها تصل فى بعض دول إفريقيا مثل تنزانيا وموزمبيق إلى أقل من1% فقط، فى حين تبلغ هذه النسبة فى مصر8% فقط.
ويقسم الدكتور إبراهيم العوامل المؤدية لارتفاع الضغط إلى3 مجموعات كبيرة، تضم الأولى العوامل الحتمية التى لا يمكن تجنبها، مثل تقدم السن، والاستعداد الوراثى، ولون البشرة. وتضم الثانية العوامل التى يمكن عن طريق تفاديها وعلاجها تحقيق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، ومن أمثلة ذلك زيادة الوزن والسمنة، وزيادة كمية الملح فى الطعام، ونقص عنصر البوتاسيوم فى الغذاء، والإكثار من تناول المأكولات الغنية بسكر الفركتوز، مثل المياه الغازية، وبعض الحلوى والمربات، حيث كشفت نتائج الأبحاث عن وجود علاقة طردية بين الإكثار من هذه السكريات، خاصة المياه الغازية وارتفاع الضغط، كذلك تضم قائمة هذه العوامل نقص حمض الفوليك، فيتامين د، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين وشرب الخمر، وتلوث البيئة خاصة تلوث الهواء بالرصاص، والهجرة من الريف إلى المدن، وزيادة الضغوط النفسية والانفعالات، والإصابة بمرض السكر، حيث توجد علاقة تبادلية بين الإثنين. أما المجموعة الثالثة فتضم أساليب السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وأسباب الوقاية منها، وموانع التحكم فى المرض والسيطرة عليه، وأسلوب الحياة، والخدمات الصحية المقدمة، والثقافة الصحية. أما طرق الوقاية فتتم على مستويين، هما الجمهور والأفراد، وتعتمد على زيادة مستوى الثقافة الصحية وتدريب الأطباء ووضع التشريعات والقوانين واللوائح اللازمة للحد من استهلاك الملح الزائد فى الطعام، حيث يتجاوز متوسط استهلاك الفرد من الملح20 ضعف المعدل المفترض.

وأخيرا تناول الدكتور محسن إبراهيم الاتجاهات المستقبلية، مؤكدا ضرورة وضع خطوط إرشادية وتوصيات للوقاية والعلاج تلائم ظروفنا المحلية والداخلية ولا تكون منقولة من دولة أخرى تختلف ظروف الحياة والمعيشة بها عما هو قائم فعلا فى بلادنا، بحيث تراعى النظام الصحى فى البلد والظروف الاقتصادية، ويوضح أنه تم إعداد قائمة بتوصيات خاصة منذ خمس سنوات، وهناك لجنة مشكلة الآن من أعضاء جمعية القلب المصرية وبعض الأطباء المصريين لتحديثها، ومن المنتظر أن تخرج بتوصياتها نهاية العام لتبدأ فى عملها.