بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
..من حكمة الله تعالى أن خلق الإنسان وميزه بنعمة العقل وأتاح له حرية التصرف وفق عقله وفي حدود ما كلفه به من الشرائع ولكن هذا الإنسان كثيرا ما يخطئ ويحيد عن الطريق الحق نتيجة لما يتنازعه من الأهواء والشهوات والمفاتن الدنيوية وما يتصف به من الضعف والتسرع والجهل لكن رحمة الله الواسعة تتداركه دائما مانحة إياه الفرصة كي يعود أخطائه ويستغفر لذنوبه فتغفر مهما كان نوعها وأيا كان خطرها شرط أن يقلع عن اقترافها ولا يعود إليها وهذه الآيه تبين لنا هذا قال تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون " لقد اقتضت رحمة الله تعالى وعدله وإحسانه أن يوجه هذا الخطاب عن طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلي جميع من أذنب وحاد من عباده وحاد عن الطريق مبينا لنا أن الله غفور رحيم الذي يقبل التوبة عن عباده ويغفر للمسيء مهما كان حجم السيئة التي ارتكبها وفي إضافته العباد إليه سبحانه يتبين مدى رأفته ورحمته بهم جميعا فالتوبة مقبولة من كل عاص ولو كان ممن تجاوز الحد في عصيانه يبين لنا أن هذه الآية " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله........ " إلي أخرها هذه الأية قد نزلت خاصة في بعض مشركي أهل مكة الذين رغبوا في الدخول إلي الإسلام ولكنهم خافوا ألا يقبل منهم إسلامهم نتيجة ماكانوا عليه من شرك وما اقترفوه من آثام وما ارتكبوه من جرائم كما يبين لنا هذا الحديث الذي روي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أحب أن تكون لي الدنيا وما فيها بها . فقال رجل : يارسول الله ومن أشرك ؟ فسكت ساعة ثم قال : ألا ومن أشرك " وأعادها ثلاث مرات على و هناك آيات كثيرة ترشدنا إلي قبول الله التوبة عن عباده متي تابوا ورجعوا إليه قال عز وجل " إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصرى والصابين من ءامن بالله واليوم اءلاخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون " أخوتي لا أحد مرتهن بماضيه والإسلام يجب ماقبله والتوبة تمحو ما قبلها ولكن التوبة والإقلاع النهائي عن الذنب هم أساس المغفرة وهما شرطا القبول هنا كانت دعوة الله تعالى لعباده عقب هذه الآية أن ينيبوا له ويسلموا قبل فوات الأوان قبل فوات الأوان قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم ولا يفيد فيه التحسر " يوم يأتي بعض ءايات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " فإن هذا اليوم يوم الجزاء الذي يبدأ منذ ساعة الاحتضار حتي يتم الحساب وتنظر النفس ما قدمت فإما فرحة مستبشرة وإما نادمة متحسرة ربنا لا تؤاخدنا إن نسينا أو أخطأنا وتبين لنا بعض الآيات أن الناس ينقسمون في ذلك اليوم إلي فريقين فريق كذب على الله وتقول عليه الأقاويل لم يثب واستكبر فلم يستجب لندائه فجزاؤهم كما نصت هذه الأية " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوبهم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين " أما الفريق الذي تاب إلي الله وآمن به واتقاه فتوابه كما هو في هذه الآية " وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يجزنون " أخوتي الكرام يا أبناء الإسلام علينا أن نتوب من ذنوبنا ونستغفر الله تعالى فهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عنهم مهما اقترفوا من ذنوب وخطأيا وعلى العبد الذي يقع في المعاصى أن يبادر ويسعى إلي ترك هذه الذنوب ويسرع بالتوبة والندم على ما فعل فقد وعد الله تعالى عباده الذين تابوا إليه بالمغفرة ومحو السيئات و وعدهم بالجنات التي ليس بعدها جنات فما تنتظرون أبواب التوبة مفتوحة فتوبوا إلي الله قبل فوات الأوان اللهم ياجامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمعنا بنبينا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كما جمعت بين الروح والجسد وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله دائما أبدا