فتحت زيارة الرئيس محمد مرسى والوفد المرافق له من رجال الأعمال، للصين العديد من ردود الفعل داخل الأوساط الاقتصادية، خاصة فى قطاع السيارات، حيث نجحت الصين فى السنوات الأخيرة فى التعاقد مع عدد كبير من الشركات العالمية للتصنيع لديها، حتى أن بعض الخبراء أكدوا أن الصين فى تحافظ على صدارتها للتفوق فى صناعة السيارات على الولايات المتحدة واليابان منذ عام 2009، ويدعم هذا الاتجاه فتح السوق أمام أشهر الماركات العالمية لإنشاء مراكز البحث والتطوير فى الصين.

يذكر أن الثورة الصناعية الصينية بدأت فى خمسينات القرن الماضى، مرت الصناعة الصينية بمرحلة الانتعاش والتنمية الشاملة، وقامت الصين بتأسيس نظام صناعى متكامل إلى حد كبير يقوم على تطبيق سياسة الإصلاح وبرامج الانفتاح، حيث شهدت صناعة البترول والصناعات الكيماوية والالكترونية تطورًا سريعًا لا يختلف عن تطور الصناعات النووية والفضائية.

وشهدت الصناعة الصينية حركة كبيرة منذ أواخر السبعينات من القرن الماضى حتى بلغ معدل النمو الصناعى أكثر من 10% سنويًا خلال الفترة من 1979 إلى عام 2003، حيث تضاعف حجم الإنتاج الصناعى الصينى بمعدلات غير مسبوقة وتصدرت المنتجات الصينية الكثير من أسواق العالم، وأبرزها أسواق الحديد والصلب والفحم والأسمنت والأسمدة والأجهزة التلفزيونية وبرامج الحاسب الآلى وصناعة السيارات، فضلاً عن تربع السوق الصينى على عرش صناعة الأدوية والمضادات الحيوية واللقاح، والأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

أصبحت الصين من أبرز المراكز العالمية لإنتاج وتصنيع المنتجات التكنولوجية عالية الجودة.
واحتلت المنتجات الصينية مكانة رائدة فى مجالات عديدة تشمل صناعة السيارات والأجهزة الالكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الأقراص المدمجة وشاشات العرض والتلفزيونات الملونة وغيرها.

كشفت جمعية صناعة السيارات الصينية فى أحدث تقاريرها أن شركات السيارات الصينية تحتل المركز الأول فى صناعة السيارات حول العالم وتتفوق على منافسيها فى الولايات المتحدة، حيث قامت بإنتاج وبيع ما يقرب من 13.8 مليون سيارة خلال عام 2011 فقط، وبحسب إحصائيات رسمية تستهدف الصين تحقيق ضعف هذا الرقم 27.6 مليون سيارة.

ويرى الخبراء والمتخصصون أن هذا الإنجاز يرجع إلى تطبيق سلسلة من السياسات والإجراءات التشجيعية الشاملة من جانب الحكومة الصينية، والمتوقع أن تساهم بدورها فى دعم وتعزيز معدلات الإنتاج القوية خلال العام الجارى، علمًا بأن كبرى شركات السيارات العالمية مثل فولكس فاجن، ميتسوبيشى، جنرال موتورز، هيونداى، نيسان، هوندا، تويوتا، فورد، وفيات. اتجهت الصين إلى إقامة مراكز البحث والتطوير فى الصين للاستفادة من أنظمة التصنيع المتطورة والقدرة على توفير قطع الغيار عالية الجودة لأسواق هذه السيارات من داخل المصانع الصينية، بينما تخطط شركات "بى ام دبليو" الألمانية وفولفو السويدية إلى إقامة مراكز البحث والتطوير فى الصين.

فى عام 2006 تفوقت الصين على اليابان لتحتل المركز الثانى فى صناعة السيارات قبل أن تتفوق على الولايات المتحدة أيضًا وتعتلى قمة صناعة السيارات حول العالم خلال عام 2009. وساهم هذا النمو المطرد فى زيادة معدلات الطلب على الصناعات التكميلية ومنها قطع الغيار عالية الجودة وخدمات ما بعد البيع.

ما زالت صناعة السيارات الصينية تنمو بشكل ملحوظ وسط توقعات بأن تتجاوز معدلات الإنتاج 15 مليون سيارة هذا العام، فضلاً عن حرص الحكومة المركزية على دعم صناعة السيارات التى تعتبر أحد الركائز المهمة للمنظومة الاقتصادية الصينية، وأن الإقبال على شرائها ما زال متزايدا خاصة وأن السيارات الصينية أصبحت تمتاز بالجودة العالية والأداء المتميز والسعر المنافس، ومن المتوقع أن تساهم تكنولوجيا الحديثة فى دعم مستقبل صناعة السيارات فى الصين وأسواقها التصديرية فى العالم العربى على الأخص.