يستعد الاقتصاد الأمريكي اليوم الأربعاء لإصدار بيانات تصنف على أنها متوسطة إلى منخفضة الأهمية، في حين يبدو الاقتصاد الأمريكي وكأنه يمر بفترة هدوء اليوم، ولكن ذلك الهدوء هو بلا شك، الهدوء الذي يسبق العاصفة، وذلك نظراً لكون الاقتصاد الأمريكي يستعد لإصدار بيانات على جانب كبير من الأهمية يوم غد الخميس، وبعد غد الجمعة.

تلك البيانات تتمثل في بيانات قطاع العمل الأمريكي، هذا إلى جانب بيانات قطاعات الخدمات، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم غد الخميس بيانات مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، في قراءته الخاصة بشهر آب/أغسطس، ناهيك عن بيانات قطاع الخدمات الخاصة بالشهر ذاته، في حين تترقب الأسواق المالية صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي بعد غد الجمعة.

وقد انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل افتتاح جلسة اليوم، الأمر الذي حد من مستويات الثقة في الأسواق، حيث انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 17 نقطة لغاية اللحظة، أو بنسبة 0.1%، ليصل إلى مستويات 13033 نقطة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2%، ليتداول حالياً عند مستويات 1403.5 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:51 صباحاً بتوقيت لندن).

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن ذلك الانخفاض عزي إلى البيانات الاقتصادية السيئة التي صدرت عن كل من أوروبا، الصين، وأستراليا، والتي أثارت حفيظة المستثمرين حيال مستقبل النمو في الاقتصاد العالمي، في حين ترقب الأسواق بعين الحذر أيصاً قراري الفائدة للبنك المركزي البريطاني، والبنك المركزي الأوروبي، ومؤتمراً صحفياً لرئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، حيث تشير توقعات وتكهنات الأسواق المالية إلى أن دراغي سيعلن عن تفاصيل إقرار خطة لشراء السندات، وذلك لدعم عجلة النمو المتعثرة في أوروبا.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يبخل علينا بالبيانات والأخبار الاقتصادية اليوم، إلا أنه سيفصح عن بيانات متوسطة إلى منخفضة الأهمية، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم القراءة النهائية لمؤشر الإنتاجية في القطاعات الغير زراعية الخاصة بالربع الثاني، حيث من المتوقع أن تصدر القراءة عند 1.8%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 1.6%.

ومن ناحية أخرى فسيتضمن التقرير ذاته القراءة النهائية لمؤشر تكاليف وحدة العمل الخاصة بالربع الثاني، حيث من المتوقع أن تصدر القراءة عند 1.4%، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 1.7%، في حين سيفرض الاقتصاد الكندي نفسه على الساحة اليوم من خلال إعلان البنك المركزي الكندي عن قراره حيال أسعار الفائدة.

وتشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الكندي سيقوم بتثبيت أسعار الفائدة عند مستويات 1.00 بالمئة، وذلك لدعم عجلة النمو والتعافي في الاقتصاد الكندي، وسط ما يلتف الاقتصاد العالمي من مخاطر تتهدد عجلة نموه، في ظل استمرار الأزمات في السيطرة على الاقتصاديات الرئيسية حول العالم، والتي تعد أزمة الديون الأوروبية أهمها.