- كنت على وشك الاعتزال وتراجعت من أجل الوطن
- ننتظر وعد الرئيس بالمساواة بباقى الرياضيين
- مساندة زوجى كلمة السر فى إنجازاتى

دائمًا ما تكون عند حسن الظن بها.. وأبدًا ما خالفت التوقعات لتحقيق الانتصارات والبطولات باسم مصر فى المحافل الدولية.. إنها الأسطورة المصرية، فاطمة عمر، التى نجحت فى الفوز بالميدالية الذهبية لرفع الأثقال بدورة الألعاب الباراليمبية المقامة حاليًا بلندن، لتسجل رقماً قياسياً بعد أن رفعت رصيدها لأربع ميداليات ذهبية أوليمبية متتالية بداية من سيدنى 2000 ثم أثينا 2004 مرورًا ببكين 2008 وأخيرًا لندن 2012.

ومع أول حوار مع البطلة المصرية عبر الهاتف من لندن عقب الإنجاز التاريخى للكشف عن العديد من أسرارها خلال السطور التالية..

بداية.. مبروك الميدالية الذهبية وكيف كان شعورك تلك اللحظة؟
الله يبارك فيك ومبروك لمصر كلها.. وليس لىّ وحدى ولا أبالغ إذا قلت لك إن صورة مصر وشعبها كانت حاضرة فى مخيلتى عند التتويج بالميدالية الذهبية، خاصة أننى كنت أتمنى إسعاد هذا الشعب العظيم، الذى تحمل الكثير فى الفترة الأخيرة، وعاش ظروفاً صعبة جعلتنا جميعًا نبحث عن أى شىء للشعور بالسعادة.

إلى من تهدى الميدالية الذهبية؟
أهدى الميدالية الذهبية لكل أم مصرية وأقول لكل الأمهات افتخرن وتشرفن بابنتكن فاطمة عمر، وبوجه خاص أوجه الميدالية لزوجى الذى وقف بجوارى وساندنى بكل قوة، وكان دائمًا بمثابة الدافع والحافز لىّ نحو الفوز بالميدالية الذهبية.

كيف ترى نجاحك فى الفوز بهذه الميدالية الغالية؟
أولا وقبل أى شىء.. أنه توفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم يأتى بعد ذلك الإصرار والعزيمة، التى منحنى الله إياهما منذ بداية تفكيرى فى ممارسة لعبة رفع الأثقال، وكم الاعتراضات الكثيرة التى واجهتها من أسرتى لإشفاقهم علىّ من ممارسة تلك الرياضة القاسية.

ما أصعب مشاركة صادفتك فى الدورات الأوليمبية الأربع؟
بالتأكيد لندن خاصة أن المنافسة فيها كانت أقوى وأشرس من البطولات السابقة، ولا أخفى شعورى بالخوف والقلق قبل انطلاق الدورة، لاسيما أن كل أرقام منافستى النيجيرية كانت تشير إلى تقدمها وتحقيقها مستويات عالية، ويأتى هذا فى الوقت الذى تأخرت فيه فترة الإعداد للدورة بسبب ظروف الوضع والرضاعة لنجلتى الصغيرة ليلى البالغة من العمر عاماً ونصف العام.

هل هذه الظروف كانت له تأثير نفسى عليكِ؟
إلى أقصى حد ممكن لدرجة أننى فكرت بعد الولادة فى الاعتزال النهائى، خاصة أن الوقت كان ضيقاً، ولم يكن هناك متسع حتى أصل إلى المستوى الفنى والبدنى الذى يؤهلنى لمنصة التتويج.

ما الذى جعلك تتراجعين عن الاعتزال؟
الواجب الوطنى وإحساسى بأن الوطن يحتاجنى وهى الكلمات التى قالها لىّ مدربى، والذى ظل لفترات طويلة يقنعنى بالعدول عن قرار الاعتزال، لتحقيق إنجاز للبلاد وأمام ذلك لم أستطع أن أقاوم فكرة احتياج مصر لى، فلذلك تراجعت.

دائمًا ما يكون للباراليمبيين شكوى فى المكافآت رغم كم الميداليات التى يتم تحقيقها.. ما رأيكِ؟
هناك عدم مساواة واضحة للغاية وتترك تأثيرًا سلبيًا فى نفوسنا لما نرآه يمثل نوعاً من عدم التقدير للتضحيات التى نقدمها والضغوط التى نعانيها خلال الاستعداد لأى بطولة، حيث لا يتوافر لنا ولو جزءا بسيطا من الإمكانيات المتوفرة فى الأسوياء، ولكنى أعتقد مع التغيير، الذى حدث فى مصر سوف تتغير أوضاعنا خاصة مع الاهتمام الكبير من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى، الذى وعدنا خلال لقائه معنا قبل السفر بأنه سيعمل على مساواتنا بالرياضيين العاديين عن طريق المكافآت والتقدير المعنوى، وهو ما نتمنى تحقيقه خلال الفترة المقبلة.


كيف ترين تغيير النظام الحاكم فى مصر.. وما رأيك فى ثورة يناير؟
لقد كنت من أشد المؤيدين لتغيير نظام مبارك، وكنت أتمنى المشاركة فى فعاليات الثورة بنزولى للشارع، ولكن ظروفى منعتنى من ذلك، وشعرت بعد فوزى بالميدالية الذهبية أننى حققت شيئا لمصر، لذا فإننى أهدى الميدالية الذهبية للثورة التى أفتخر بمعاصرتها.