"المدارس" كلمة السر فى الأيام القادمة فى أغلب البيوت المصرية، فلا تكاد تخلو أسرة من وجود أبناء لها يلتحقون بالدراسة فى مختلف سنواتها، وإن كانت سنة أولى ابتدائى لها طعم خاص عند الآباء والأمهات والطفل ذاته.

"لعب وأصدقاء جدد، واجبات" أهم الأشياء التى يحلم بها الطفل الذى يذهب إلى المدرسة لأول مرة، وحتى وإن كان ملتحقا بالحضانة أو رياض الأطفال من قبل، إلا أن المدرسة لها مذاق خاص، وحتى يتهيأ الصغير جيدا لهذا الجو لابد من اهتمام الأسرة وأيضا المدرسة ببعض الإرشادات.

يوضح الدكتور محمد الطيب أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا أن هناك مرحلتين، هما رياض الأطفال ويكون من سن 4-6 سنوات وقبله مرحلة الحضانة من سن 2-4 سنوات، يمر عليهما الطفل قبل التحاقه بالمدرسة يؤهلانه على التعود على ترك الأم بعض الوقت، والاختلاط بالأصدقاء والاندماج مع الأقران واللعب معهم مما يجعل شعور الصغير بما يسمى "فوبيا المدرسة" قليل نسبيا، وإن كان الإحساس ينتاب كل طفل على وشك الالتحاق بالمدرسة أمر حتمى، حيث يشعر أنه سوف يفارق حضن الأم وقتا أطول وأنه لن تكون قريبة منه كما كانت معه فى تواصل مستمر أثناء وجوده بالحضانة مثلا، لذا يجب أن يراعى الأهل ألا يفتقد الطفل إلى وجودهم فى الأيام الأولى فى الدراسة، بأن يتواجد أى من أفراد الأسرة مع التلميذ أثناء اليوم الدراسى وإن كان على فترات، مثل التواجد معه أثناء "الفسحة"، كما يجب أن تهتم المدرسة بعدم الإثقال على الطفل بالواجبات المدرسية.

وتشير الدكتورة منى جاد أستاذ تربية الطفل كلية رياض الأطفال بجامعة القاهرة إلى أن أهم ما يجب أن يزرعه الأهل فى الصغير مشاعر السعادة والفرح بأنه سوف يكون فى مجتمع جديد فيه الرفاق واللعب وتعلم القراءة والكتابة لأن الصغير قد كبر.

ويجب أن يهتم الوالدان بشراء ملابس للطفل وأدوات مدرسية جديدة، وأن يكون الصغير مشاركا فى اختيارها، كما يعمد الأبوان إلى اصطحاب الطفل إلى مدرسته قبل بدء العام الدراسى بقليل حتى تتكون ألفة بينه وبين المكان وبين المعلمين هناك، كما أنه قد يجد بعضا من أقرانه فى المدرسة مما يزيد الود بينه وبين المدرسة، ومن الجميل أن يفطن الأبوان إلى شراء هديه لطفلهما وإعطائها إلى معلمته لتقوم بإهدائها للصغير وقت مقابلته بما يبنى مشاعر الود والألفة بين الصغير ومدرسيه خاصة إذا هو أيضا قام بإهداء معلمته وردة كنوع من التعبير عن الحب.

وتنبه الدكتورة منى إلى أنه لا ينبغى على الأهل أن يجعلوا من المدرسة مكانا للعقاب أو الترهيب، بأن يقال للصغير "سوف أجعل معلمتك تضربك إذا لم تقم بفعل كذا"، بل على العكس لابد أن يقترن ذكر المدرسة بكل ما هو إيجابى ومبهج للابن.