سورة الفاتحة
هي أول سورة في القرآن الكريم، وحسب العقيدة الإسلامية لا تصح صلاة المسلم بدونها، إذ أن قراءتها ركن من أركان الصلاة. وقد سمى نبي الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه السورة بأم الكتاب وأم القرآن في عدة أحاديث.


نبذة عن سورة الفاتحة


سورة الفاتحة هي أول سور القرآن الكريم وهي سورة مكية من السور المثاني نزلت بعد سورة المدثر يبلغ عدد أياتها 7 آيات. وقد سميت هذه السورة بالفاتحة لأنها تفتتح القرآن أي أنها أول سورة فيه. وسورة الفاتحة تشمل جميع معاني القرآن الكريم ومقاصده فهي كمقدمة للقرآن ككل. فقد تحدثت عن العقيدة، والعبادة والاعتقاد باليوم الآخر والإيمان بالله عز وجل وصفاته، وأفردت الله عز وجل بالعبادة والدعاء وطلب الهداية إلى الطريق المستقيم.

ويؤمن المسلمون أن سورة الفاتحة تعلمهم كيفية التعامل مع الله فأولها ثناء على الله (الحمد لله رب العالمين) وآخرها دعاء لله بالهداية (إهدنا الصراط المستقيم).


أسماء السورة


لسورة الفاتحة كما ذكر السيوطي في كتابه "الإتقان في علون القرآن" أكثر من عشرين اسماً، وهذا يدل على شرفها لأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى. فمن أسمائها:

أم الكتاب.
الشافية.
الوافية.
الكافية.
الحمد.
السبع المثاني.
عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله : أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم" ^ رواه البخاري في صحيحه، رقم: 4704.


محور مواضيع السورة


يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ، وَالعَقِيدَةِ، وَالعِبَادَةِ، وَالتَّشْرِيعِ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ


سبب نزول السورة


عن أبي ميسرة أن رسول الله كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال : فلما برز سمع النداء يا محمد فقال :لبيك قال : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال قل :الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب.



فضل السورة


عن ابن عباس قال: "بينما جبريل قاعد عند النبي سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة {البقرة}، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته" ^ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1456


وقال: "ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته" ^ متفق عليه..

عن أبي سعيد الخدري قال: ‏‏ "كنا ‏ في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن ‏ ‏نفرنا غيب ‏ ‏فهل منكم ‏ ‏راق ‏ ‏فقام معها ‏ ‏رجل ‏ ‏‏ما كنا ‏نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت ‏ تحسن رقية أو كنت ‏ ترقي قال لا ‏ ‏ ما ‏ رقيت إلا ‏ ‏بأم الكتاب ‏ ‏قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي ‏ ‏ ‏ ‏فلما قدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏ذكرناه للنبي ‏ ‏ ‏ ‏فقال ‏ وما كان يدريه أنها ‏ ‏رقية ‏ ‏اقسموا واضربوا لي بسهم" ^ رواه البخاري..

سورة الفاتحة والصلاة


من أهمية سورة الفاتحة انه لا تصح أي صلاة بدونها فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " رواه مسلم

وقد أخبر النبي محمد أن سورة الفاتحة المقروءة في الصلاة مقسمة بين العبد وربه، كلما ذكر العبد منها آية رد الله عليه... ففي الحديث عن أبي هريرة قال:
«سمعت رسول الله - - يقول: قال الله: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). »

سورة البقرة

هي أطول سور القرآن الكريم.


وقيل : هي أول سورة نزلت في المدينة، إلا قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾«‌2‏:281» فإنها آخر آية نزلت من السماء، ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ؛ وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن. وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم.


روي عن النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم 1912 :

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَأوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا»

وتحوي السورة على آية الكرسي التي تحتل الرقم 255، وهي آية يحفظها العديد من المسلمين ويعدون أن لها شأنا عظيما. عن أَبى هريرة قال: "وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأَتاني آت فجعل يحثو من الطعامِ فأَخذته فقلت لأَرفعنك إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إِذا أَويت إِلى فراشك فاقرأ آية الكرسيِ لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبِح وقال النبِي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".


سبب تسميتها


سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي على قصة البقرة وبنى إسرائيل في عهد نبى الله موسى في الآيات من 67 إلى الآية 73.

السورة اشتملت على ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر.
عدد الآيات (286) آية في المصحف المكتوب والمطبوع والمضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشربف) على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدى الكوفى.
عدد الآيات (285) آية في المصحف المكتوب والمطبوع والمضبوط (مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لطباعة المصحف الشربف) على ما يوافق رواية أبى سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش.
وجاءت تلك الفروق من أن قراءة "حفص" رقمت حروف فواتح الصور برقم الآية (1) مثال (ألم) في البقرة و(ألمص) في سورة الأعراف وغيرها من تلك الحروف في بدايات الآيات، أما قراءة "ورش" فلم ترقم تلك الحروف كآية مستقلة وأدمجتها في الآية التي تليها.


وسورة البقرة بركة ولا تستطيع الشياطين البقاء في مكان تقرأ فيه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " قال رشول الله صل الله عليه وسلم " لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان السيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " رواه مسلم

سورة آل عمران
سورةٌ مدنيّة، لأنّ صدرها من الآية الأولى إلى الآية الثالثة والثمانين منها نزل في وفد نجران، وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة. هذه السورة، ذكرت فيها غزوة أحد وما صاحبها من أحداث.

ترتيبها في المصحف الشريف

الثالثة بعد البقرة عدد آياتها 200 نزلت بعد سورة الأنفال




سورة آل عمران

من السور المدنيّة الطويلة، وقد اشتملت هذه السورة على ركنين هامين من أركان الدين:
الأول: ركن العقيدة وإِقامة الأدلة والبراهين على وحدانية الله، فجاءت الآيات لإِثبات الوحدانية، والنبوة، وإِثبات صدق القرآن، والرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول الإِسلام والقرآن و محمد.
والثاني: التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالمغازي والجهاد في سبيل الله..
وإِذا كانت سورة البقرة قد تناولت الحديث عن الزمرة الأولى من أهل الكتاب وهم اليهود، فإِن سورة آل عمران قد تناولت الزمرة الثانية من أهل الكتاب وهم المسيحيون الذين جادلوا في شأن ألوهية المسيح وكذّبوا رسالة محمد ولم يعترفوا بالقرآن، وقد تناول الحديث عنهم ما يقرب من نصف السورة، وكان فيها الرد على الشبهات التي أثاروها بحجج ساطعة وبراهين قاطعة، وبخاصة فيما يتعلق بشأن مريم والمسيح، وجاء ضمن هذا الرد الحاسم بعض الإِشارات والتقريعات لليهود، والتحذير للمسلمين من كيد ودسائس أهل الكتاب، أما الركن الثاني فقد تناول الحديث عن بعض الأحكام الشرعية كفرضية الحج والجهاد وأمور الربا وحكم مانع الزكاة، وقد جاء الحديث بالإِسهاب عن الغزوات كغزوة بدر، وغزوة أحد والدروس التي تلقاها المؤمنون من تلك الغزوات، فقد انتصروا في بدر، وهزموا في أُحد بسبب عصيانهم لأمر الرسول وسمعوا بعد الهزيمة من الكفار والمنافقين كثيرًا من كلمات الشماتة والتخذيل، فأرشدهم الله إِلى الحكمة من ذلك الدرس، وهي أن الله يريد تطهير صفوف المؤمنين من أصحاب القلوب الفاسدة، ليميز الخبيث من الطيب.
كما تحدثت الآيات بالتفصيل عن النفاق والمنافقين وموقفهم من تثبيط همم المؤمنين، ثم ختمت بالتفكر والتدبّر في ملكوت السماوات والأرض وما فيهما من إِتقانٍ وإِبداع، وعجائب وأسرار تدل على وجودِ الخالق الحكيم، وقد ختمت بذكر الجهاد والمجاهدين في تلك الوصية الفذّة الجامعة، التي بها يتحقق الخير، ويعظم النصر، ويتم الفلاح والنجاح ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾«‌3‏:200».


فضلها


عن النواس بن سمعان قال سمعت النبي يقول:

«يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدمهم سورالبقرة وآل عمران.»

عن أبي أمامة الباهلي ‏قال:‏ ‏سمعت رسول الله ‏‏يقول:

«
اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة.» ^ رواه مسلم برقم "1847"

سبب تسميتها


سمّيت السورة بآل عمران لورود ذكر قصة تلك الأسرة الفاضلة "آل عمران" أي عائلة عمران وهو والد مريم أمّ المسيح، وما تجلّى فيها من مظاهر القدرة الإِلهية بولادة مريم البتول وابنها المسيح.


سورة النساء


التعريف بالسورة :


1) سورة مدنية


2) من سور الطول


3) عدد آياتها 176 آية


4) هي السورة الرابعة من حيث الترتيب في المصحف ،


5) نزلت بعد سورة الممتحنة ،


6) تبدأ السورة بأحد أساليب النداء " ياأيها الناس " ، تحدثت السورة عن أحكام المواريث ، تختم السورة أيضا بأحد أحكام المواريث ،


محور مواضيع السورة :


سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة وهي سورة مليئة بالأحكام التشريعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين وهي تعني بجانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء ولهذا سميت " سورة النساء " .




فضلها :


لقد تبوأت السورة مكانة سامقة ومنزلة رفيعة بين سور القرآن الكريم، ومما جاء في فضلها بشكل عام: قول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن السبع الأول التي اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم آخذها حبرا : " من أخذَ السبعَ الأُوَلَ من القرآنِ فهو حبرٌ" أخرجه الإمام أحمد في المسند(24575)

، وسورة النساء من بين هذه السور. كما أنها من السبعِ الطِّوالِ التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكانَ التوراة : كما ورد في حديث واثلةَ بنِ الأسقعِ رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " أُعطيتُ مكانَ التوراةِ السبعَ..." أخرجه الإمام أحمد في المسند(17023)،.
ومن الآثار الواردة في فضلها: قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " خَمسُ آياتٍ ما يسرُّني أن لي بِهِنَّ الدنيا وما فيها إحداهنّ:
}إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهونَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكم سيِّئَاتِكُمْ، وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} (النساء:31)
}إِنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، وإن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا، ويُؤتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْراً عظيماً} (النساء:40)
}وَلَوْ أَنْهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤوكَ فاستغفروا اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً } (النساء:64)
}إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، ويَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء} (النساء:48)
و }وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِر الله يَجدِ الله غَفُوراً رَحِيماً}) النساء:110( "
أخرجه الحاكم في المستدرك(3194)، وصحح إسناده، وكذلك الذهبي في التلخيص، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير(9069)، وكذلك في الكبير(8971)، والبيهقي في الشعب(2425) .‏‏.


- ظروف نزول السورة:


لقد كانت حياة المجتمعات برمتها مهددة بالتدمير الكلي لما شهدته من ظلام الجاهلية الشرسة الدامس، ولما عرفته من غطرسة هذه الجاهلية التي أصّلت كل انحراف عقدي، ولما تميز به كابوس هذه الجاهلية من إشهاره في وجه مكارم الأخلاق، ولما اتسمت به عنجهية هذه الجاهلية من تكريس لأساليب الاستعلاء والتمييز، ولما طوقت به هذه الجاهلية المجتمع من فوضى فرضت هرجاً في كل أوجه الحياة، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن الكريم لتصحيح العقائد، وإنقاذ الأخلاق، ونشر قيم العدل والمساواة، وضبط حياة الناس بنظام متكامل، فبدأ المجتمع الجديد في المدينة المنورة يجسد هذا التحول الجذري بتطبيقه أحكام القرآن واحتكامه إلى حامل الرسالة، فكان لابد من نزول أحكام تفصيلية شاملة تتناول كافة أوجه الحياة الأسرية والاجتماعية، وتحدد روابط المجتمع وتقيم أود التكافل بين مكوناته، فنزلت سورة النساء مناسبة للجو العام، بعدما بيّنت سورة الفاتحة الصّراط المستقيم، وقدمت سورة البقرة الردّ المفحم على أصحاب الجحيم من المغضوب عليهم، وعرت سورة آل عمران منهاج الضالين، فدعت النساء الجميع إلى الاجتماع على دين الحنيفيّة السّمحة مستهلة بقول الله عز وجل: } يَأيُّهَا النّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُم الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا... } ، للتذكير بهدايات السور التي سبقتها، ولتقديم إطار لا لبس فيه لحماية حقوق المستضعفين، وقيادة الناس كافة إلى سبيل مكارم الأخلاق من الصدق والأمانة والوفاء والعدل والتواضع ورعاية الحقوق، وتبصيرهم بحقائق وأحكام وغايات هذا القرآن، وشد عزائمهم لمد يد العون إلى الإنسانية المعذبة لتعبيدها لله وحده وإنقاذها من أتون الضلال ومستنقعات الرذائل بصلاح الأنفس، وأطرها على الحق أطراً لتستقيم على أمر الله تبارك وتعالى مسلكا ومنهجا وحياة وواقعا من غير استخفاء ولا مواربة؛ لهذه الأهداف وفي ذلك الظرف نزلت سورة النساء.


سورة المائدة

هي سورة مدنية ومن أواخر السور التي نزلت في القرآن وتتضمن هذه السورة كيفية المعاملة مع أهل الكتاب ، الطيبات وتحريم جميع الخبائث .

سميت, لورود ذكر المائدة فيها حيت طلب الحواريون من المسيح عيسى بن مريم اية تدل على صدق نبوته.

عدد آياتها 120 آية


ترتيبها في المصحف الشريف الخامسة بعد سورة النساء


عدد كلماتها 2837 كلمة


نزلت بعد سورة الفتح


سبب نزولها


قوله تعالى (لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ) الآية. قال ابن عباس: نزلت في الخطيم واسمه شريح بن ضبيع الكندي أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليمامة إلى المدينة فخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي عليه الصلاة والسلام فقال: إلام تدعو الناس قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فقال: حسن إلا أن لي أمراء لا نقطع أمراً دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ثم خرج من عنده فلما خرج قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبى غادر وما الرجل مسلم فمر بسرح المدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام القضية سمع تلبية حجاج اليمامة فقال لأصحابه: هذا الخطيم وأصحابه وكان قد قلد هدياً من سرح المدينة وأهدى إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى (يا أَيُّها الَذينَ آَمَنوا لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ) يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الإسلام ..



فضائل : سورة المائدة


بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل سورة المائدة



(1) عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعاً: (من أخذ السبع الأول فهو حبر). أخرجه الإمام أحمد في مسنده.


(2) عن واثلة بن الأسقع مرفوعاً ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الإنجيل المئين وأعطيت مكان الزبور المثاني وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي وأعطاني ربي المفصل نافلة " . ). أخرجه الإمام أحمد في مسنده.


(3) عن أسماء بنت يزيد قالت : أنزلت سورة المائدة على النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً ، إن كادت من ثقلها لتكسر الناقة ). أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، وابن جرير في تفسيره من طريق ليث بن أبي سليم ، قال الحافظ عنه: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك، وقال أحمد : مضطرب الحديث ، ولكن حدث عنه الناس.


والحديث له شواهد منها ما أخرجه البيهقي في الدلائل عن أم عمرو بن عميس عن عمتها ، وما أخرجه أبو عبيد في فضائله عن محمد بن كعب القرظي مرسلا ، وابن جرير في تفسيره عن الربيع بن أنس ، ومجموع هذه الشواهد يقوي الحديث ويرفعه إلى درجة الحسن لغيره.


سورة الأنعام


إِحدى السور الطويلة التي يدور محورها حول "العقيدة وأصول الإِيمان" وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية التي سبق الحديث عنها كالبقرة، آل عمران، والنساء، والمائدة، فهي لم تعرض لشيءٍ من الأحكام التنظيمية لجماعة المسلمين، كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة، ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الإِسلام، كما لم تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ولا على المنافقين، وإِنما تناولت القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والإِيمان، وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلي:


قضية الألوهية.

قضية الوحي والرسالة
قضية البعث والجزاء.


التعريف بالسورة :


1) سورة مكية ماعدا الآيات " 20،23،91،93،114،141،151،1 52،153 " فمدنية .


2) من السور الطول .


3) عدد آياتها165 آية .


4) هي السورة السادسة في ترتيب المصحف .


5) نزلت بعد سورة " الحجر" .


6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله " .


سبب نزولها


قال المشركون : يا محمد خبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها قال : الله قتلها قالوا :


فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الكلب والصقر حلال وما قتله الله


حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عكرمة : إن المجوس من أهل فارس لما أنزل


الله تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية


وكانت بينهم مكاتبة أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون


أن ما ذبحوا فهو حلال وما ذبح الله فهو حرام فوقع في أنفس ناس من المسلمين


من ذلك شئ فأنزل الله تعالى هذه الآية .


2) قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول


الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد فأُخبِر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه


وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول : يا أبا


يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة : ومن


أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن


محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية . جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا


وخالف اباءنا قال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله


الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية .


3) عن عكرمة في قوله " قَدْ خَسِرَ الذينَ قَتَلوا أَولادَهُم سَفَهًا بِغيرِ عِلمٍ " قال نزلت


فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين


جارية وتستحيين أخرى فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح


وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن


لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب .


الأعراف


سورة مكية ماعدا الآيات من " 163 : 170 " فمدنية ،

2) هي من سوره الطول .
3) عدد آياتها .206 آية ،
4) هي السورة السابعة في ترتيب المصحف ،
5) نزلت بعد سورة " ص " ،
6) تبدأ السورة بحروف مقطعة " المص " ،الآية 206 من السورة بها سجدة . ،

من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم عليه السلام إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب، موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام.

والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض، وفي قصص كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة تظهر لنا الصراع بين الخير والشر وبيان كيد إبليس لآدم وذريته لذا وجه الله تعالى أربعة نداءات متتالية لأبناء آدم بـ (يابني آدم) ليحذرهم من عدوهم الذي وسوس لأبيهم آدم حتى أوقعه في المخالفة لأمر الله تعالى.
كما تعرضت السورة الكريمة إلى أصناف البشر فهم على مرّ العصور ثلاثة أصناف: المؤمنون الطائعون، العصاة، والسلبيون الذين هم مقتنعون لكنهم لا ينفذون إما بدافع الخجل أو الامبالاة وعدم الاكتراث.
والسلبية هي من أهم المشاكل التي تواجه الفرد والمجتمع والأمة.
وجاءت الآية لتحذرنا أنه علينا ان نحسم مواقفنا في هذه الحياة ونكون من المؤمنين الناجين يوم القيامة ولا نكون كأصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وينتظرون أن يحكم الله فيهم.

سبب تسميتها بالأعراف


لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله تعالى فيهم.


· وقد بدأت السورة بمعجزة القرآن الكريم على الرسول وأن هذا القرآن نعمة من الله تعالى على الإنسانية جمعاء فعليهم أن يتمسكوا بتوجيهاته وإرشاداته ليفوزوا بسعادة الدارين ويكونوا من الناجين يوم القيامة ومن أهل الجنة. (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ* اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) آية 2 -3

· النموذج الأول من صراع الحق والباطل:
قصة آدم عليه السلام مع ابليس ويبين لنا تعالى في هذه القصة كما في باقي السورة كيف أن الحق ينتصر في النهاية على الباطل. وقد جاءت كلمة (فدلاهما بغرور) (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آية 22 في وصف إغواء الشيطان لآدم لتبين لنا معنا كيف أن الذين لايحسمون أمورهم ومواقفهم كأنهم معلقين في البئر لا هم هالكون ولا هم ناجون مما يؤكد على أن علينا أن نحدد موقفنا من الصراع بين الحق والباطل. فسبحانه تعالى ما أبلغ هذا القرآن وما أحكم وصفه وألفاظه.
· عرض يوم القيامة وقصة أصحاب الأعراف:
(الآيات 44 -51) تذكر الآيات قصة أصحاب الأعراف الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وبقوا على الأعراف ينتظرون حكم الله تعالى فيهم. والأعراف قنطرة عالية على شكل عرف بين الجنة والنار والمكث عليها مؤقت لأن في الآخرة الناس إما في النار أو في الجنة. وأصحاب الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله تعالى فيهم (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) آية 46. فعلينا أن لا نضع أنفسنا في هذا الموقف ونعمل جاهدين على أن نكون من أهل الجنة حتى لا نقف هذا الموقف على الأعراف.
· عرض نماذج من صراع الحق والباطل عبر قصص الأنبياء على مر العصور:
عرضت الآيات قصة كل نبي مع قومه والصراع بين الخير والشر وكيف أن الله تعالى ينجي نبيه ومن اتبعه على عدوهم. قصة نوح مع قومه (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) آية 64، قصة هود (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) آية 72، قصة صالح (آية 73 – 79)، قصة لوط (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) آية 83، قصة شعيب (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) آية 88.
· مقارنة بين الحسم والتردد في قصة موسى وفرعون والسحرة:
الآيات توضح كيف حسم السحرة موقفهم من نبي الله موسى بعدما رؤوا الحق وأخذوا موقفاً واضحاً من فرعون وأتباعه وآمنوا بالله تعالى وبما جاء به موسى (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ* قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) الآيات 124 – 125- 126، وتردد بني إسرائيل باتباع موسى (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ* قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الآيات 128 – 129) وهذه عبرة لنا بأن التردد لا يؤدي إلى الحق والجنة.
· قصة أهل السبت:
وكيف تحايلوا على الله تعالى لأنهم لم يحسموا مواقفهم بالتسليم الكلي لله وتطبيق ما يعتقدونه عملياً حتى يكونوا من الفائزين، لكنهم كانوا يعتقدون شيئاً ويمارسون شيئاً آخر. (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) آية 163
· فئات بني إسرائيل:
عرضت السورة فئات بني إسرائيل الثلاثة، فهم إما: عصاة، أو مؤمنون ينهون عن المعاصي، وإما متفرجون سلبيون وهذه الفئات موجودة في كل المجتمعات. السلبيون قالوا (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) آية 164 والمؤمنون ردوا (قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) آية 164. وقد ذكر الله تعالى لنا كيف نجّى الفئة المؤمنة وعاقب الفئة العاصية كما في قصة أصحاب الأعراف (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) آية 165، ولم يذكر هنا مصير الفئة السلبية، بعض العلماء يقولون أنهم مع الفئة الضالة الظالمة لأنهم لم ينهوا عن السوء والبعض الآخر يرى أنهم سكتوا عن الحق والله تعالى سيحسم وضعهم يوم القيامة لذا لم يرد ذكرهم في السورة والله أعلم.
إذن بعد هذا العرض للسورة نستنتج أنه علينا الابتعاد عن السلبية وعلينا أن نحسم مواقفنا من الآن لأننا نريد أن ندخل الجنة بإذن الله ولا نريد أن نكون مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وعلينا أن لا يثنينا عن نصرة الحق لا خجل ولا عدم مبالاة أو قلة اكتراث ولا ضعف. ولعل الغفلة هي من أهم أسباب التردد والسلبية فعلينا ان نسعى أن لا نكون من الغافلين لأن الغافل قد يكون أسوأ من العاصي، فالعاصي قد يتوب كما فعل سحرة فرعون أما الغافل فقد يتمادى في غفلته إلى حين لا ينفع معه الندم ولا العودة. (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) آية 179.
وتأتي ختام السورة لتركز على البعد عن الغفلة وحسم الامر (وَإذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) آية 205
والسجدة في الآية الأخيرة كأنما جاءت لتزيد في النفس الاستعداد للحسم فربما بهذه السجدة يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عرف بين يدي من يسجد فيعود إلى الحق (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) آية 206.
وقد ختمت السورة بإثبات التوحيد كما بدأت به وفي هذا دعوة إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى في البدء والختام. وهذه السوة مرتبطة بسورة الأنعام لأن الابتعاد عن السلبية وحسم الموقف هو من توحيد الله تعالى في المعتقد والتطبيق أيضا


سورة الأنفال

التعريف بالسورة :

1) مدنية ماعدا الآيات من 30 إلى 36 فمكة .

.
2) عدد آياتها .75 آية.

3) هي السورة الثامنة في ترتيب المصحف ،


4) نزلت بعد سورة البقرة ،


5) اهتمت السورة بأحكام الأسرى والغنائم ونزلت بعد غزوة بدر ،


محور مواضيع السورة :


سورة الأنفال إحدى السور المدنية التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله فقد عالجت بعض النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات وتضمنت كثيرا من التشريعات الحربية والإرشادات الالهية التي يجب على المؤمنين إتباعها في قتالهم لأعداء الله وتناولت جانب السلم والحرب وأحكام الأسر والغنائم .


سبب تسميتها

سميت بهذا الاسم لورود كلمة الأنفال فيها وهي لغة تعني الغنائم وكان المسلمون بعد انتصارهم قد اختلفوا كيف توزع الغنائم عليهم والله تعالى اراد ان ينبههم إلى أن الغنائم هي من الدنيا والاختلاف عليها خلاف على الدنيا والله تعالى يريد أن يرسّخ في قلوب المسلمين قوانين النصر بعيداً عن الدنيا ورموزها، والأنفال قضية فرعية أمام القضية الهامة التي هي تقوى الله ولذا فإن السورة ابتدأت بالسؤال عن الأنفال في الآية 1 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

سورة التوبة


التعريف بالسورة :


1) مدنية ما عدا الآيتان 128 ، 129 فمكيتان .


2) هي من سور المئين وهي الوحيدة في السور المدنية.


3) عدد آياتها 129 آية .


4) السورة التاسعة في ترتيب المصحف .


5) نزلت بعد سورة " المائدة " .


هي السورة الوحيدة التي لا يوجد بسملة في بدايتها في القرآن.


في هذه السورة فضح الله المنافقين وأحوالهم بحسب التقليد الإسلامي ورد فيها ما صاحب غزوة تبوك من أحداث.

سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى قصة "الثلاثة" الذين تخلفوا عن الغزوة في آخر السورة والذين تاب الله عليهم. ولها تسميات أخرى كسورة براءة وسورة القتال.
سورة التوبة سورة من السور المدنية التي تُعنى بجانب التشريع، وهي من أواخر ما نزل على رسول الإسلام فقد روى البخاري عن البراء بن عازب أن آخر سورة نزلت براءة، وروى الحافظ ابن كثير: أن أول هذه السورة نزلت على رسول الاسلام عند مرجعه من غزوة تبوك، وبعث أبا بكر الصديق أميراً على الحج تلك السنة، ليقيم للناس مناسكهم، فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغاً عن رسول الإسلام ما فيها من الأحكام نزلت في السنة التاسعة من الهجرة، وهي السنة التي خرج فيها رسول الإسلام لغزو الروم، واشتهرت بين الغزوات النبوية بـ "غزوة تبوك" وكانت في حرٍّ شديد، وسفر بعيد، حين طابت الثمار، وأخلد الناس إلى نعيم الحياة، فكانت ابتلاء لإِيمان المؤمنين، وامتحاناً لصدقهم وإِخلاصهم لدين الله، وتمييزاً بينهم وبين المنافقين. تسمى هذه السورة بأسماء عديدة أوصلها بعض المفسرين إِلى أربعة عشر اسمًا.