سأشهد
أني تنوَّعت
مثل امتدادِ السحاب
وحُبِّ النجاة
وعمرَ النجوم
وأني تجاوزت في العتبات العظيمة
ما للمدى من مدى
وأن قوانين فيزيائكم
لم تُرِحْني / أُرِحْها
فصرت احتواءً
وصرت حياة
وأن رمالا مذهَّبة
داعبتني
فغصت
وصغت القصائد
والبادئات التي لم تتم
وأتممت عشرًا عجافا
وعشرًا نحافا
وألفًا شفافا
وأني حلمت بأني أنام
وأن التنبُّهَ
ليس سوى غفوة في غمار الحقيقة
والصحو يؤلم
لكنني اعتدت طعم اقترافه
ولي واقعٌ
كالخيال
وليس لدي خيال بحجم قطيع الخراف
لأغفو على ساعديه
فيحملني للحقيقة
إن الحقيقة
خلف الحدود التي خطها الطفل
في خطوات التعلم
والطفل كنتُ
ولم أتمكن من الخطو
إلا على الحبل
هذا الثبات
دوار
وهذا النهار
عوار
ولكن خيالي
بحجم انعكاس المرايا على صفحات المرايا
فأين البدايات
إني وصلت لنصف الطريق
ولم تقترفني البداية
إني براء من الخارطة
وإني براء من العائدين
وفي جرحهم كل أسلحة الشهداء
وألسنة الفرقاء
وإني براء
من الكاظمين لغيظ الكرامة
والنائمين على رقعة الشطرنج المليئة بالدم
والساهرين على راحة المتوفَّين
والواقفين يشيرون لي: من هناك الطريق لجنة خلد
تدق على بابها
ثم تقرأ نصف خطاب من السامري
فيفتح رضوان شُراعةً
لتريه بقايا الخطاب
وأني براء من الخطباء جميعا
سأعلن أني كفرت بما لم ينزَّل
وأني شهدت
بأني حلمت
بأني علمت
بأن السراب مياه
وأن السماء نهايتها
حين تعكسها صفحة الماء
أن الرمال دموع المساكين
أن الذين يحطون أقدامهم في الهواء
سيخطون
لا يخطئون
سأعلن
أني على كتفيَّ
سأسند رأسي
لأحلم بي
أتوحد فيَّ
فأستشرف الآخرين
كما لم أكن أتوهم
أني سأنزع كل الحكايات من جوف تلك العجوز
وأطحنها في فمي
ثم أتركها ماردا
يبلع الكون
حتى أسافر
فيما اختطفتُ
وفيما صنعتُ
وفيما أنا الآن أكتب
أشعر بالنرجس المخملي
يداعب شَعري
وأن إلهات شِعري
تجادلن في مفردات القصيدة
وأشعر أني
سأشهد
أن الفضاء اتساع يضيق بروح النشيد
وأن الذي لم يكذِّب
سيقسم أن الفضاء فضاؤه
وأن الذين أفاقوا على نرجسٍ مخمليٍّ يداعبهم
سيكونون أكثر حزنا
وأشعر أن النِّصال
تذوب على طرف حلمي
سأحلم
أن النجوم ستسجد للقادرين على العفو
والمقبلين على الثأر
والنائمين على النار
والشاربين على الجوع
والنائمين على الماء
والتائهين على عتبات الولوج
لما بعد سقف السماء