يوم العيد انطلاقة جديدة للحياة، مع من هم حولنا بقلوب ممتلئة بالحب، بعيدة عن كل إحساس يسبب الابتعاد والتنافر، ويجب أن نتخذ منه خط بداية جديدًا، بقلوب مؤمنة نقية مليئة بالحب والرحمة والتسامح والإخاء، هذا ما يؤكد عليه مجدى ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية.

إن تسامح أحداً (ولو كان هو مَن أساء إليك)، وأن تبادر بالتسامح والتصافح والمعايدة، فهذا ليس ضعفاً منك أبداً، وليس فيه مساس بكرامتك إطلاقاً، بالعكس فالعفو مِن شِيَمِ الأكرمين، فهذا من القوة وليس من الضعف، وإن أخطأ الناس بحقك، فسامحهم، سامحوا بعضكم البعض واغفروا أخطاء الناس فى حقكم، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعها، فكيف لا نسامح ونحن العباد الضعفاء.

حاول أن يقتضى بك الآخرون فى العفو والتسامح، فقد تُغَيِّر مِن الشخص الذى تسامحه، وقد تعلمه أنه ولو أخطأ فى حقك، فأنت تسامحه، وهذا سيزيد من احترامه لك ويجعله لا يخطئ بحق أحد، وقد يتعلم منك كيف يسامح هو أيضاً.

كما أنك لو كنت مخطئاً فى حق أحد، أسرع إليه واطلب منه أن يسامحك ويغفر لك ولا تفعل هذا منكسراً خجولاً مما تفعل، اخجل من أنك أخطأت بحق شخص، ولا تخجل من طلبك للعفو والمسامحة، فإن الاعتراف بالخطأ فضيلة.

إياك أن تَصُدَّ شخصاً جاءك معتذراً نادماً مسامحاً مصافحاً... إياك وأن ترفض العفو، فهذا ذنب فى حقه وفى حق نفسك، بل سهل عليه الموقف وتعامل معه وكأن شيئاً لم يكن واجعل الموقف يمر بسلاسة ولا تطيل فى الحديث عما تسبب فى فرقتكما، كى تخفف عنه عناء طلب الاعتذار فيكفيه أنه اعترف بخطئه.

يجب أن يكون العيد إعلاء لخلق التسامح، العفو عند المقدرة، فاغفروا وسامحوا واعتذروا عما فعلتم واحتسبوا كل شىء عند الله، فهو لن يضيع لكم أجراً.