خلال اجتماع هيئة الاتحاد الإفريقى العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ألقيت محاضرة بعنوان "القفزات التكنولوجية فى إفريقيا إصلاح السياسات فى عصر الحراك السياسى"، ألقاها الدكتور كاليستوس جوما، أستاذ التنمية الدولية فى جامعة هارفارد، أكد جوما أن العلوم والتكنولوجيا يمكن أن تساهم فى حل عدد كبير من التحديات التى تواجهها القارة الإفريقية.

وأوضح أن هناك عددا كبيرا من القفزات التى شهدتها القارة فى مجال التكنولوجيا، والتى ساهمت فى التغلب على عدد من المشكلات.

وأشار إلى أن الأجيال الجديدة ترث عن الأجيال التى سبقتها كما معرفيا أكبر من التى ورثتها الأخيرة عن التى قبلها.

وأشار إلى أن الصين على سبيل المثال تمكنت من تحقيق تقدم هائل فى وقت قصير، لأنها ورثت المعرفة من اليابان وغيرها من الدول بشكل أسرع من استفادة اليابان من معرفة الدول التى سبقتها فى التقدم والنمو.

وشدد على أنه استنادًا على هذا المنطق، فإن الدول الإفريقية يمكنها أن تحقق نموا كبيرا بشكل أسرع من الصين، لافتًا إلى وجود مؤشرات تدل على قابلية تحقيق ذلك.

وأكد على أهمية قيام الدول الإفريقية ببناء قدراتها فى مجال الهندسة والحاسبات، مبينًا أن الصين انتبهت لهذا الأمر وقامت بالاستثمار فى مدارس وأكاديميات الهندسة، بالإضافة إلى تدريب عدد كبير من المهندسين.

وأضاف أن نمو القارة الإفريقية يرتبط بالقدرة على تحويل المعرفة التكنولوجية إلى التجارة والاستثمار، والقدرة على إنشاء أسواق كبيرة وهيئات للتجارة الإقليمية، والتأكد من استعداد رؤساء الدول والقادة للتعاون مع بعضهم البعض فى مجال العلوم والتكنولوجيا، وأن يهتم القادة بتطوير العلوم والتكنولوجيا فى بلادهم.

وأشار إلى أن أثيوبيا على سبيل المثال تعد من الدول التى بدأت فى تحقيق نمو سريع فى الاستثمار فى البنى التحتية.

وأضاف أن هناك استثمارات بقيمة حوالى 12 بليون دولار فى مجال التكنولوجيا والإنترنت فى القارة الإفريقية، وتأتى 75% من هذه الاستثمارات من داخل إفريقيا.

يذكر أن اجتماع هيئة الإتحاد الإفريقى العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذى تستضيفه مكتبة الإسكندرية هو الأول منذ أن أسس الإتحاد الإفريقى الهيئة بهدف مراجعة خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا، والتى اعتمدها المؤتمر الوزارى الإفريقى الثانى بشأن العلوم والتكنولوجيا فى سبتمبر 2005.

وتضم هيئة الاتحاد الإفريقى العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ثمانية أعضاء من العلماء البارزين والخبراء من مختلف الدول الإفريقية. ويترأس الهيئة كلا من الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور كاليستوس جوما.

جدير بالذكر أن خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا تهدف إلى تطوير واستخدام العلوم والتكنولوجيا من أجل التحويل الاجتماعى الاقتصادى للقارة ودمجها فى الاقتصاد العالمى.

ومن المقرر أن يتم عرض تقرير اجتماع الهيئة حول مراجعة خطة العمل الإفريقية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا خلال المؤتمر الوزارى الإفريقى للعلوم والتكنولوجيا فى دورته المقبلة، فى شهر نوفمبر القادم بالكونغو.