النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية محمدسالمان
    محمدسالمان غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    12,883

    افتراضي الهدي النبوي في منع وعلاج الغضب

    الهدي النبوي في منع وعلاج الغضب سبق طبي وإعجاز علمي

    د.محمد عبد اللطيف العجرودي
    صيدلي و باحث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
    الهدي القرآني في معالجة الغضب
    قال تعالى:
    (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر 97-99)
    يبين الله لرسوله صلي الله عليه وآله وسلم - وللأمة كلها من خلفه - كيف يعالج الغضب باللجوء إليه سبحانه بالتسبيح بحمده و السجود وفي الذكر والسجود استنصار بالله وأوجه إعجاز سوف نتطرق لها لاحقاً إن شاء الله تعالى الهدي القرآني في مكافحة الغضب
    قال تعالى:
    (..الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران 134] .
    ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [ فصلت 34 ] .
    كيف يغضب الإنسان؟
    ينبه مؤثر الغضب منطقة(Amygdala) المسئولة بالمخ عن إرسال التنبيهات عندما تُواجه مسببات الغضب
    عند حدوث مثيرالغضب ترسل Amygdala رسائل سريعة تحمل بواسطة التيار العصبي إلى غدة تحت المهاد التي تفرز فيضا متتابعا من الهرمونات
    استعدادات الجسم لمواجهة الغضب .
    كقاعدة عامة ينشط الجهاز العصبي الودي الأجهزة التي يحتاجها الجسم عند المرور بخبرة الضغوط ومنها الغضب، بينما على الجانب الآخر يلعب الجهاز العصبي الجار ودي دوره لتثبيط الأجهزة التي ليس لها احتياج في مواجهة الضغوط الواقعة على الجسم عند الغضب.
    فمثلاً تحدث زيادة سريعة في ضغط الدم و معدل ضربات القلب و التنفس لتسريع نقل الأوكسجين والمواد الغذائية للعضلات والجوارح.
    ويتم التحرك السريع للطاقة من مخازنها في الكبد و العضلات والخلايا الدهنية بتوافر الجلوكوز و الدهون والبروتينات البسيطة.
    تفرز ”الببتيدات“ وهي وسيلة الاتصال بين أجزاء الجسم المختلفة ولها مستقبلات في كل عضو حيث تشكل الببتيدات ومستقبلاتها كيمياء المشاعر.
    تستدعي الذاكرة الخبرات السابقة لمواجهة موقف الغضب.
    على الجانب الآخر تثبط المناعة، لأجل توفير الطاقة للغضب.
    يتوقف الهضم وتتلقى الأمعاء أمراً بتفريغ الطعام المهضوم ليخف وزن الجسد، تتوقف وظائف التبويض والانتصاب والرغبة.
    يتوقف الإنسولين وهرمونات النمو والهرمونات الجنسية لتوفير الطاقة للجسم. ويقل الإحساس بالألم.
    الآثار الصحية السيئة للغضب على الجسم
    وقد حذر علماء الطب الألمان من أن الغضب يشكل خطراً على القلب، مشيرين إلى أن أكثر الذين أصيبوا بأمراض في القلب كان " الغضب " أحد أسبابه الرئيسية .
    وأعلن الأطباء في مؤتمر عقدوه يوم الثلاثاء 16-4-2002م في برلين: أن أكثر الذين توفُّوا بجلطة قلبية كان " الغضب " أحد أسباب الوفاة الرئيسية، إذ أن الغضب يعمل على تقوية سرعة القلب بحيث تخرج عن السيطرة.

    وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم حيث أن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد ويزيد عن معدله الطبيعي كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن تمرر تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها قلب الغاضب.
    كما أن الارتفاع المفاجئ للضغط قد يسبب لصاحبه نزفاً دماغياً صاعقاً يؤدي إلى إصابة الغضبان بالجلطة المخيه، وقد يصاب بالجلطة القلبية أو الموت المفاجئ ،وقد يؤثر على أوعية العين الدموية فيسبب له العمى المفاجىء، وكلنا يسمع بتلك الحوادث المؤلمة التي تنتج عن لحظات غضب.
    و بتحرر الجليكوجين من مخازنه في الكبد يطلق سكر العنب مما يرفع السكر الدموي، إذ من المعلوم أن معظم حادثات السكر تبدأ بعد أنفعال شديد أو غضب.
    وارتفاع الأدرينالين يزيد من عمليات الاستقلاب الأساسي ويعمل على صرف كثير من الطاقة المدخرة مما يؤدي إلى شعور الغاضب بارتفاع حرارته وسخونة جلد.
    كما يؤدي زيادة الهرمون إلى تثبيط حركة الأمعاء ومن ثم إلى حدوث الإمساك الشديد. وهذا سبب إصابة ذوي المزاج العصبي بالإمساك المزمن.
    ويزداد أثناء الغضب إفراز الكورتيزون من قشرة الكظر مما يؤدي إلى زيادة الدهون في الدم على حساب البروتين، ويحل الكورتيزون النسيج اللمفاوي مؤدياً إلى نقص المناعة وإمكانية حدوث التهابات جرثومية متعددة، وهذا ما يعلل ظهور التهاب اللوزات الحاد عقب الانفعال الشديد.
    كما يزيد الكورتيزون من حموضة المعدة وكمية الببسين فيها مما يهيء للإصابة بقرحة المعدة أو حدوث هجمة حادة عند المصابين بها بعد حدوث غضب عارم...
    الهدي النبوي في منع وقوع الغضب.
    سبع قواعد نبوية نورانية .
    إن من فضل الله تعالى على المسلمين أن جعل لهم قدوة يقتدون بها؛ تتمثل فيها مكارم الأخلاق التامة؛ التي أخذت من مشكاة النبوة وذلك هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أثنى عليه ربه عز وجل فقال" :وإنك لعلي خلق عظيم” ( القلم -4)
    ومن مكارم الأخلاق التي عنيت بها السنة وأمر بها القرآن العظيم مجاهدة نوازع الغضب والحلم؛ وكظم الغيظ؛ والعفو عند المقدرة حتى في مواجهة المتطاولين والجهلاء .
    وقد جاءت السنة النبوية المطهرة بخطة فعالة لمنع وقوع الغضب ومن ثم تفادي تأثيره على الفرد والمجتمع.

    1- الأمر المباشر "لا تغضب".
    عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :"قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة" قال: "لا تغضب" (البخاري 6116 صحيح الجامع 7374 الفتح 4/465) .
    وعن أبي هريرة رضي الله " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني فقال: "لا تغضب" فردد مراراً : "لا تغضب " (رواه البخاري وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو يَعْلَى ) .
    وخرج الترمذي هذا الحـديث ـ في رواية له ـ ولفظه : عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ لِي قَوْلاً وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، قَالَ : ”لا تَغْضَبْ“، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ كُلُّ ذَلِكَ يُرَجِّعُ إلَيَّ ”لا تَغْضَبْ“
    وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال : قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال :"لا تغضب" . (أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق وابن عبد البر في التمهيد بإسناد حسن وهو عند أحمد)
    فالجزاء من جنس العمل ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالي خيراً منه.
    وقد أحصى أحد العلماء -هو الشيخ سليمان العلوان 19 جزاه الله خيراً-
    ثلاثاً وخمسين فائدة لهذا الحديث قليل المبنى عظيم الأثر والمعنى، وفي ذلك أيضاً إعجاز بياني بلاغي .

    2- الترغيب برضا الله و حب الله.
    عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : ”ما من جرعة أعظم أجرا ثم الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله“ .
    وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ”مَنْ ذَكَرَنِي حِينَ يَغْضَبُ ذَكَرْتُهُ حِينَ أَغْضَبُ وَلا أَمْحَقُهُ فِيمَنْ أَمْحَقُ“ (رواه الديلمي و ابن شاهين)
    ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
    ”..ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة“ .(رواه الطبراني)
    وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الأشج - أشج عبد القيس- قائلاً له : " إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة " (رواه مسلم )
    3- الترغيب بالجنة .
    عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين فيزوجه منها ما شاء ".
    4. ترغيب العرب ببيان الشدة والشجاعة في حجز النفس عن الغضب (و هو ما يحبونه).
    وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون فقال : " ما هذا ؟"
    قالوا فلان لا يصارع أحداً إلا صرعه فقال: النبي صلى الله عليه وسلم:
    " أفلا أدلكم على من هو أشد منه ؟ رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه".
    روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري ومسلم.
    5- الترهيب من فساد الإيمان وغضب الله.
    وعن أبي مسعود البدري قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب، قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود" قال: فألقيت السوط من يدي. وفي رواية فسقط من يدي السوط من هيبته فقال: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام" ، قال: فقلت لا أضرب مملوكاً بعده أبداً. وفي رواية فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال "أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار" (رواه مسلم)
    وعن ابن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاوية إياك والغضب، فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل".
    6- القدوة بالمثال: هديه صلى الله عليه وسلم في التحلم والتبسم في مواطن الغيظ والغضب للنفس .
    وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، واضحة في عدة أحاديث من أبرزها: عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بين العنق والكتف ) وقد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء. (متفق عليه فتح الباري ).
    ومثل ذلك الموقف الذي حدث مع الحبر اليهودي زيد بن سعنة والذي انتهى بإسلام هذا اليهودي لتيقنه من أن التحلم في مواطن الغضب للنفس من سمات النبوة ليكون في ذلك درس عملي نبوي لكل مسلم أراد أن يكون داعية، أن التحلم في مواطن الغضب للنفس من الأدوات العملية للداعية الناجح.
    7- نهي الصائم عن الغضب .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد، أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم". (متفق عليه)
    يكون الصائم أكثر استجابة لدواعي الغضب في آخر النهار عندما ينقص السكر في الجسم.
    فالصائم إذا غضب وانفعل ازداد إفراز الادرينالين 20 إلى 30 ضعفاً عن معدله العادي.
    فإن حدث هذا في أول الصوم أثناء فترة الهضم والامتصاص اضطرب هضم الغذاء وامتصاصه ذلك لأن الأدرينالين يعمل على ارتخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي ويقلل من تقلصات المرارة ويعمل على تضييق الأوعية الدموية الطرفية وتوسيع الأوعية التاجية كما يرفع الضغط الدموي الشرياني ويزيد كميةَ الدم الواردة إلى القلب وعددَ دقاته.
    وإن حدث الغضب في منتصف النهار أو آخره أثناء فترة ما بعد الامتصاص تحلل ما تبقى من مخزون الجليكوجين في الكبد وتحلل بروتين الجسم إلى أحماض أمينية وتأكسد المزيد من الأحماض الدهنية. كل ذلك ليرتفع مستوى الجلوكوز في الدم فيحترق ليمد الجسم بالطاقة اللازمة في الشجار وبهذا تُستهلك الطاقة بغير ترشيد وبالتالي يهدر الجسمُ كميةً من الطاقة الحيوية الهامة بغير فائدة تعود عليه ويضطر إلى استهلاك الطاقة من الأحماض الدهنية التي يؤكسد المزيد منها وقد تؤدي إلى تولد الأجسام الكيتونية الضارة في الدم.

    كما أن الارتفاع الشديد للأدرينالين في الدم يعمل على الآتي:
    1- خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم بواسطة الإدرار البولي.
    2- يؤدى لنوبات قلبية أو موت الفجأة عند الأشخاص المهيئين لذلك؛ نتيجة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع حاجة عضلة القلب للأوكسجين من جراء ازدياد سرعته.
    3- وقد يسبب النوبات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم.
    4- يزيد من تكون الكوليسترول من الدهون منخفضة الكثافة وثبتت علاقته بتصلب الشرايين.
    وسبحان الله العظيم ، فما أعجب نصح النبي صلى الله عليه وسلم الصائم بالسكينة وعدم الغضب.
    هل هناك برامج مطبقة لمنع وقوع الغضب؟
    أطلق الموقع الإخباري ”بي بي سي“ بتاريخ 25 مارس 2008 صيحة في تقرير بعنوان ”مشاكل الغضب بلا علاج“ جاء فيه:
    مؤسسة الصحة النفسية تقول: ”لا يتم التعامل مع الغضب إلا بعد أن يرتكب شخص ما جريمة عنف مدمرة“ في إشارة واضحة أنه ليس هناك برامج لمنع وقوع الغضب!
    يقول التقرير أيضاً: ” نحتاج للمزيد من الأبحاث وطرق التعليم لمواجهة الغضب والتدخل المبكر قبل المشاكل الناتجة عنه“.
    حالات الغضب الشديد والمزمن ترتبط بأمراض القلب والسرطان والصدمات الدماغية وأذى النفس بل والأمراض المعدية كالانفلوانزا.
    وقال المدير التنفيذي للمؤسسة الدكتور "أندرو مكولوك":
    إنه لمستنكر أن يخذل الناس حين يتعلق الأمر بالغضب بينما تتم مساعدتهم لعلاج الإحباط والقلق واضطرابات الغذاء وكثير من الأدواء النفسية. وأجمع الباحثون أن التغلب على مشكلة الغضب بات أمراً ليس سهلاً!
    وأكد التقرير أن الغضب أصبح معضلة كبرى تشمل ربع المجتمع احصائياً ونادى بضرورة ألا يغضب الإنسان -خاصة الشباب - كوسيلة لهدف هو علاج غالبية مشاكل المجتمع.
    الهدي النبوي في منع الغضب وجه الإعجاز.
    لقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنور وحي النبوة خطورة انفعالات الغضب قبل أن يكتشفها الطب بقرون ودعا – بحكمة – المسلمين إلى تفادي الغضب فكثرت أحاديثه التي وردت بها تلكم النصيحة الذهبية الغالية
    "لا تغضب" والتي ثبت نفعها العظيم طبياً ونفسياً،
    وقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أساليب مختلفة في الترغيب في حفظ النفس من الغضب، ثم الترهيب من الوقوع فيه، أساليب شملت العلم والعمل... آخذاً بأيدي المسلمين إلى جادة الصواب رحمة بهم وحفاظاً على صحة أبدانهم من مجموعة من الأمراض المهلكة.
    أوجه الإعجاز العلمي في الهدي النبوي في معالجة الغضب
    خمس قواعد نبوية نورانية
    الهدي النبوي في معالجة الغضب : سبق طبي معجز السكوت فور الغضب
    عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " علموا وبشروا ولا تعسروا وإذا غضب أحدكم فليسكت " .
    الهدي النبوي في معالجة الغضب : سبق طبي معجز الاستعاذه بالله من الشيطان الرجيم
    عن سلمان بن صرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم“ (رواه البخاري ) ،
    يقول د. إبراهيم الراوي:
    ” ينصح علماء الطب النفسي الأشخاص الذين يتعرضون إلى نوبات الغضب إلى تمارين خاصة تؤدي إلى نتائج مذهلة، هذه التمارين تسبب استرخاء في الذهن يؤدي إلى انطفاء نار الغضب وإخماد الثورة العصبية، منها أن يعدّ الشخص من 1ـ 2ـ 3 .. وحتى 30 قبل أن ينطق بأي حرف“.
    أما توماس جيفرسون ثالث رئيس للولايات المتحدة الذي كان يفخر بأنه لم يقتل جندياً أمريكياً واحداً في معركة خلال فترة حكمه.
    (متخذاً ذلك دليلاً على حلمه وضبط نفسه) فيقول:
    عندما تكون غاضباً عد إلى عشرة قبل أن تتكلم أما عندما تكون غاضباً جداً فعد إلى مائة..!“
    هذه الحقائق في مجال الطب النفسي سبق بها وطبقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأطباء وحكماء الساسة بقرون حين أمر الغاضب أن يسكت وذلك أن الغاضب ربما يخرج عن شعوره فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر أو سب يجلب له العداوات أو طلاق يهدم بيتاً، وبالكلية فإن السكوت حل وقائي لتلافي كل ذلك أولاً ثم أن يتعوذ بالله وهذا أفضل ولا شك من أن يعد أرقاماً بل أنه الأمثل لاستعانته بالله أن يدرء عنه الغضب ويعيذه ممن يدفعه إليه ألا وهو الشيطان.
    و لعل هذا مستمد من الوصية القرآنية:
    (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) (فصلت -36).
    وقد قال العلامة ابن حجر:
    " أقوى الأشياء في دفع الغضب استحضار التوحيد الحقيقي وهو أن لا فاعل إلا الله، فمن توجه إليه بمكروه من جهة غيره، فاستحضر أن الله لو شاء لم يمكن ذلك الغير منه، اندفع غضبه ".
    وقال ابن حجر-رحمه الله-:
    " قلت وبهذا يظهر السر في أمره صلى الله عليه وسلم الذي غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان لأنه إذا توجه إلى الله في تلك الحالة بالاستعاذة من الشيطان أمكنه استحضار ما ذكر "
    الهدي النبوي في معالجة الغضب : سبق طبي معجز تغيير الوضعية .
    عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
    قال العلامة الخطابي - رحمه الله - في شرحه على أبي داود: ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى، والمضطجع ممنوع منهما، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد )
    وقد وفق د. حسان شمسي باشا إلى كشف الإعجاز الطبي في هذه الوصفة النبوية إذ يقول:" جاء في كتاب هاريسون الطبي أنه من الثابت علمياً أن هرمون النور أدرينالين يزداد بنسبة 2- 3 أضعاف لدى الوقوف بهدوء لمدة خمس دقائق أما هرمون الأدرينالين فيرتفع ارتفاعاً بسيطاً في الوقوف لكن الضغوط النفسية تزيد من نسبته في الدم … ولا شك أن العاملين معاً، الغضب والوقوف يرفع نسبة الهرمونين بشكل كبير.
    أليس في ذلك سبق طبي معجز للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يصف هذا العلاج ذا الفائدة الطبية العظيمة في تهدئة الغضب؟..
    لا شك أنه الوحي. وهي الرسالة وهو إعجاز النبوة.
    الهدي النبوي في معالجة الغضب : سبق طبي معجز - الوضوء :
    أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ : ”الْغَضَبُ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ ” .
    والاغتسال بالماء أو غسل الأعضاء به، توصية طبية لها أثرها البالغ في تهدئة الجهاز العصبي. فالغضب يشعل تولده ارتفاع الحرارة العامة، ويأتي الماء البارد ليخفف هذا بفعل تبريد السطح.
    والوضوء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم يضفي فوق ذلك شعوراً بالعبودية لله عند قيام الغاضب بهذا الفعل من طاعة الله فيتحول إحساسه إلى الأمن والرضا فينبذ الغضب وهذا من كبرى نعم الإسلام.
    وقد ثبت أيضاً علميا سخونة الجلد بتأثير الغضب وهذا التأثير ينحسر جدا مع الوضوء لما يحدثه من ترطيب لسطح الجلد بالماء.
    قال الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضو الجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الأمراض الباطنية والقلب:
    ”توصل العلماء إلى أن سقوط أشعة الضوء [ Light photons] على الماء أثناء الوضوء يؤدي إلى انطلاق أيونات سالبة تؤدي إلى استرخاء الأعصاب والعضلات فتزيل أي انفعال ناتج عن الغضب. ... فسبحان الله العظيم“
    الهدي النبوي في معالجة الغضب: سبق طبي معجز إلصاق الخد بالأرض/ السجود
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    " إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئاً فليلصق خده بالأرض " وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح " .
    استنبط بعض العلماء أن في هذا إشارة للأمر بالسجود وتمكين أعز الأعضاء من أذل المواضع لتستشعر به النفس الذل وتزيل به العزة والزهو الذي هو سبب الغضب. وهذا يتفق مع الهدي النبوي المبارك حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. وكان يقول:“...وجعلت قرة عيني في الصلاة“
    هذا ما علَّمنا إياه النبي صلي الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه ربه:
    " لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ " (التوبة -128)
    فيما نرى الغرب يعاني من مشكلة الغضب ويكاد لا يرى لها حلولاً عملية يسهل تطبيقها فمثلاً:
    نصائح معالجة الغضب: روض انفعالك (لا تغضب)
    إليكم أحد أحد النصائح الطبية لمعالجة الغضب(1) المنشورة في أحد أهم المواقع الطبية.
    Take a “time out” ..counting to 10 before reacting
    خذ فترة صمت وعد إلى عشرة قبل رد فعلك (إذا غضب أحدكم فليسكت) Do something physically
    تحرك بجسدك (المعنى: غير وضعك) (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) Swim.
    اسبح (المعنى: باشر الماء) (... وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)
    Find ways to calm yourself. Repeat calming word or phrase to yourself such as “Take it easy!”
    كرر كلمة تهدئك مثل خذها ببساطة
    (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
    Think carefully before you say anything
    فكر بعناية قبل قول أي شيء (...و إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)
    بشرى النبي صلى الله عليه وسلم لمن يملك نفسه
    وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- :
    ” ثلاثة مَن كنَّ فيه آواه الله في كنفه وستر عليه برحمته وأدخله في محبته قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: مَن إذا أُعطي شكر, وإذا قَدر غفر, وإذا غَضب فتر”.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    7,029

    افتراضي

    لك كل الاحترام والتقدير علي موضوعك الرائع
    وأتمني أن يستفيد منه الجميع

    وأن يكون في ميزان حسناتك




1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17