من المعروف عامة أنه على الإنسان أن يبذل مجهوداً كبيراً ليكسب أكثر حتى يصبح غنياً، وعلى الرغم من ذلك إن "نابليون هيل" صاحب كتاب "فكر تصبح غنياً" له وجهة نظر أخرى، فهو يقترح عليك أن تغير تفكيرك أولاً إذا أردت أن تكسب المال وتصبح غنيا، وحالما تصبح حالة التنظيم الفكرى مزروعة فى داخلك، فإن تحقيق هدفك لتصبح غنياً سيصبح أسهل من قبل. هل تصدق ذلك؟

وبشكل عام يعتبر الناس أن الغنى الذى يمتلك الكثير من المال، بينما يعتبر "هيل" فى كتابه أن الغنى هو من يمتلك القدرة على العمل، وحس السعادة، والسلام الداخلى، والقوة، والشجاعة، والحكمة، وبالطبع المال. كل هذه الثروات يمتلكها الإنسان ويستطيع تحقيقها بالتفكير أولا ثم العمل لإنجازها.

حدد هيل فى كتابه 4 خطوات لكى يستطيع الأشخاص يصبحوا أغنياء من بينها أنه على الفرد أن يحدد بالضبط المبلغ المالى الذى يريد أن يكسبه، ليس كافياً أبداً أن تقول أريد الكثير من المال، ولكن قل مثلاً: أريد أن يكون دخلى السنوى مائة ألف دولار سنوياً.

كما نصح فى الخطوة الثانية بأنه على الفرد أيضا أن يحدد تماما ماذا يريد أن يدفع مقابل هذا المال الذى يريده، ليس هناك فى الواقع أى مصداقية أو معنى لكلام مثل (لا شىء مقابل شىء)، وتأتى الخطوة الثالثة لتؤكد على ضرورة أن يحدد موعد أو وقت أو يوم معين لجمع هذا المال، ولن يتحقق ذلك إلا بالخطوة الرابعة التى ينصح فيها "هيل" بإنشاء خطة واضحة ومحددة لتنفيذ هدفك وابدأ فورا لوضع الخطة موضع التنفيذ.

وأكد "هيل" فى كتابه أنه قبل تحقيق أى نجاح كبير فى حياة أى فرد بالطبع لا بد أن يواجه هزيمة أو انكساراً مؤقتاً، وربما بعض الفشل، ولكن لا يمكن للحظ السىء أن يكون مصيراً دائماً لأى أحد.

وأوضح الكتاب أيضا أن الأفكار أشياء ملموسة حقاً وتصبح قوية عند تحقيقها، خصوصاً عندما يتم مزجها بوضوح الهدف والمثابرة والرغبة المشتعلة لترجمتها إلى ثروة أو أى أمور مادية أخرى، مشددا على ضرورة ألا يدع أى شخص الآخرون يسخرون من أحلامه وطموحاته، لافتا فى كتابه إلى أن أصدقاء ماركونى "مخترع اللاسلكى" حجزوه للفحص فى مستشفى للأمراض العقلية، عندما أعلن أنه اكتشف وسيلة تمكنه من إرسال رسائل عبر الهواء دون أسلاك أو وسائل اتصالات مادية.

كتاب "فكر تصبح غنياً" استغرق كتابته مدة 25 عاماً من الوقت، وجاءت قصة الكتاب أنه التقى بمجموعة من المليونيرات المعروفين وذلك ليعرف كيف جمعوا ثرواتهم، وكان يضع فى ذهنه أن مقدار العلم الذى يدرس فى المدارس ليس كافيا ليجعل الشخص غنياً، بينما مدرسة الحياة قادرة على إعطاء الأشخاص الخبرة اللازمة ليصبحوا أغنياء، وبالفعل تأكد له ذلك.