الصلاة ، وهي عماد الدين

اعلموا أن الصلاة عماد الدين وغرة الطاعات والقربات بها يقرب العبد من ربه ويناجيه ويذكره


ويناديه فمن حفظها حفظه الله ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم

..أي الأعمال أفضل فقال الصلاة على وقتها ويكفي البلاغ لكل مسلم :فليس بخافٍ على الجميع شأن الصلاة



في الإسلام ، إذ هي عموده، بها يستقيم دين المسلم ، وتصلح أعماله ، ويعتدل سلوكه في شؤون دينه ودنياه


واخرته متى أُقيمت على الوجه المشروع عقيدة وعبادة ، واخلاص تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم


لما لها من خاصية ، قال الله عنها في محكم التنزيل: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ[2]، وقال تعالى




قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ : الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ، وكما أن هذا شأنها، فهي أيضاً مطهرة لأدران الذنوب


ماحية للخطايا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت .رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ..أرأيتم


لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء .


قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))[4] متفق عليه. فحريٌ بالمسلم تجاه فريضة هذا شأنها


ألا يفرط فيها، كيف وهي الصلة بينه وبين ربه ، كما أنها جديرة بالتفقه في أحكامها ، وغير ذلك مما شرع الله



فيها، حتى يؤديها المؤمن بغاية الخشوع والإحسان والطمأنينة ظاهراً وباطناً. فعن عثمان بن عفان رضي الله


عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها


وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة وذلك الدهر كله))[5] رواه مسلم .


فعليكم بتقوى الله في صلاتكم خاصة ، أن تقيموها محافظين عليها وحافظين لها عما يبطلها أو ينقص كمالها.


من تأخير لها .عن أوقاتها من غير عذرٍ شرعي ، أو التثاقل عن أدائها جماعة في المساجد ، أو الإتيان فيها


بما يذهب الخشوع .ويلهي القلوب عن استحضار عظمة من تقفون بين يديه تعالى، وتدبر لكلامه وذكره


ومناجاته جل شأنه، من نحو : تشاغل في أمور خارجة عنها، أو حركات غير مشروعة مما ينافي الخشوع


الذي هو لب الصلاة وروحها وسبب قبولها. وتحذيراً من مثل هذا جاء الحديث: إن الرجل ليقوم في الصلاة


ولا يكتب له منها إلا نصفها، إلى أن قال: إلا عشرها [6] رواه أبو داود بإسناد جيد.

نسأل الله ان يوفقنا جميعاً الما يرضيه عنا