صدر العدد الجديد من مجلة الكلمة، عدد 63 يوليو 2012، التى يرأس تحريرها الدكتور صبرى حافظ، مواصلة استقصاء أحدث إنجازات الكتاب من مختلف أنحاء الوطن العربى، راصدة بعين ناقدة مختلف التحولات التى تجوس فى ثقافاتنا العربية، مواصلة الإنصات للربيع العربى ولنبضه من المحيط إلى الخليج.

وتقدم "الكلمة" كعادتها رواية جديدة من ليبيا، وديوان شعر جديد من سوريا، وعدداً من الدراسات والمقالات يتقدمها تحليل الناقد صبرى حافظ لأحدث الروايات الفلسطينية، يكشف من خلالها عن طبيعة كتابات جيل ما بعد النكبة، بينما يتقصى البعض الآخر مداخل أساسية كالديمقراطية والقرية الرأسمالية وحضور القرآن فى أوروبا، هذا فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب "الكلمة" المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل "الكلمة" مسيرتها بقوة دفع أكبر.

يفتتح الدكتور صبرى حافظ باب دراسات بـ"كتابة فلسطين بعد جيل النكبة"، حيث يقدم تحليلا ضافيا لأحدث الروايات الفلسطينية، يكشف فيه عن طبيعة كتابة جيل ما بعد النكبة للقضية الفلسطينية، والحفاظ على جذوة فلسطين حية وقادرة على البقاء رغم المحو والمؤامرات الصهيونية المتواصلة، وتجذير المتخيل الوطنى الفلسطينى فى وعى القارئ وفى تكوين الشخصيات على السواء. وتكشف قراءة الناقد المصرى ممدوح فراج النابى "مرثية عذبة لعالم القرية الرأسمالية"عن تغير صورة القرية المصرية القديمة التى كتبها كتاب جيل الستينات، وعن كيفية تغلغل التردى والدمار فى بنية القرية فتبدلت منظومة القيم فيها، وسادتها أخلاقيات الجشع وآليات الرأسمالية المتوحشة.

وتقدم الكلمة فى عددها الجديد مقالا مهما لأنجليكا نويفرت موسوم ب"القرآن..جزء من أوروبا" يكشف عن أهمية دراسة القرآن والثقافة العربية المرتبطة به، ضمن سياق الثقافة الإنسانية والأوروبية العامة، لأنه بحق كما يقول مقالها جزء أساسى منها. ويسعى الناقد العراقى عباس خلف على فى دراسته "فاعلية السرد وفعالية الشعر فى ثنائية الكتابة" إلى تقديم بعض الاستقصاءات النظرية التى تستوعب عددا من مقولات النظرية النقدية الحديثة، وتعود بها إلى مساءلة تاريخية للنص العربى وتنظيراته القديمة حول أجناس الكتابة وفاعلية كل منها.

وتقدم الكلمة فى عددها الجديد ديوان "لم أمسس" للشاعر السورى باسم سليمان، يقدم صورة مصغرة حول الحساسية الشعرية الجديدة العربية اليوم. قصائد لا تنشغل بالقضايا الكبرى قدر انشغالها بالتفاصيل الصغرى وباليومى وتفاصيله وتناقضاته، ثمة أصوات تنسل من داخل الديوان تحمل اللغة كينونتها وتتجلى بهواجسها وانجراحتها كى تعمق من رؤية الديوان ككل. ونقرأ فى العدد الجديد قصائد الشعراء: مروان سليم الهيتي، مهند العزب، سليم مطر، محمد راضى عطا، لؤى صادق الزبيدي، جمال الموساوي، نمر سعدي. فى باب السرد تنشر الكلمة رواية جديدة للروائى الليبى محمد الأصفر بعنوان "وزارة الأحلام"، ويبنى الروائى الليبى عالمه على سخرية من كل الخطابات التى تدعى الاكتمال، حتى الحلم الذى بدا مخرجا لتقلص الامكانيات وتعثرها، يكشف عن كيفية تدجينه فى وزارة نرى من خلال أطوارها المختلفة صورا متعددة لعلاقة السلطة بالحالمين، وتمتد السخرية الى المتلقين بأفق توقعاتهم ليتحرر الكاتب الراوى من كل القيود. وفى العدد نقرأ نصوصا للمبدعين: عمر الحويج، نبيل عودة، محمد الفشتالى، فتحى العكرمى، زوليخا موساوى الأخضرى.