مجدى ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية


إن الترابط والتآزر بين أفراد العائلة لَم يعد عاملاً يجمع بينهم كما كان، لذا فإن الحياة الأسرية والعائلية، والمجتمع ككل، تحتاج إلى إعادة نظر، كى نضع أيدينا على الأسباب التى أدت إلى هذا التغيير ونبحث لها عن حلول تُقِل من حدتها إن لم تعالجها نهائياً.

ويوضح مجدى ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية، هناك طرق لنشر الود فى الأسرة، ومن هذه الطرق جلوس الآباء مع أبنائهم ومناقشتهم، فيما يخص شئون الأسرة، وهذا ينمى شخصية الأبناء ويزرع فيهم ثقة بالنفس وكسب خبرة، وإحساسا بأن لهم دورا مهما فى الأسرة، وهذا لا يمس بمكانة الآباء أبداً كل هذه الجلسات العائلية.

إن هذه النشاطات والعادات الحميدة التى ننصح بها، لا يجب أن تكون على حساب القيام بعبادات الشهر الكريم، بالعكس، يجب أن تكون إضافية لا أساسية، كما يجب الاهتمام بالزيارات واللقاءات العائلية فلا يجب أن تكون هذه الجلسات للغو والسمر والغيبة والحديث فيما لا ينفع، إنما نحاول قدر المستطاع جعلها جلسات للذكر وتبادل النصائح وكسب الثواب، كأن تقتصر زيارة المريض على الاطمئنان فقط، وأن تكون زيارة المحتاج لمد يد العون، والسؤال عن الغائب للاطمئنان عليه، والزيارات بين الأهل تكون بمثابة متنفس لكل أفراد العائلة، حيث يتبادلون الأفكار وإذا وُجِدَ أمرٌ ما يستحق النقاش فإنهم يتناقشون فيه بكل هدوء وروح متقبلة لرأى الطرف الآخر، حتى يخرجوا من هذا بقرار يرضى الجميع، فى جو يسوده التفاهم والوِد.

وبهذا نكون قد نجحنا فى تنظيم الوقت وتقسيمه بعدل بين عبادة الرحمن وإرضائه وبين التواصل والتراحم، ويكون شهر رمضان فرصة لكل أفراد العائلة، ومنها المجتمع كافة الذى سوف يسوده الدفء الذى لا ينعم به الغرب.