عندما نعيد النظر فى وضع مجتمعنا، وما طرأت عليه من تغيرات، وما آلت إليه حالته من برود وفتور فى المشاعر بين الناس، نجد الأمر مثيراً للقلق، ونخشى أن تتفاقم هذه الظاهرة، وتتفشى وتصبح مزمنة، أو أن نصبح كالمجتمع الغربى البارد الخالى من المشاعر وأواصر المودة، هذا ما يوضحه مجدى ناصر، خبير الاستشارات التربوية والأسرية.

ومن المؤسف أن الترابط والتآزر بين أفراد العائلة لَم يعُد عاملاً يجمع بينهم كما كان، إن الحياة الأسرية والعائلية، والمجتمع ككل، يحتاج إلى إعادة نظر، كى نضع أيدينا على الأسباب التى أدت إلى هذا التغيير، ونبحث لها عن حلول تُقِل من حدتها إن لم تعالجها نهائياً.

ولن نجد فرصة أروع من شهر رمضان المعظم كى نجدد العلاقات الأسرية ونعيدها كما كانت وأحسن، فهو شهر يأتينا براحة نفسية وطمأنينة وسكينة، وهو أجمل فرصة يجب أن نغتنمها للجلسات الأسرية والعائلية، وتبادل أطراف الحديث، لأن شهر الرحمة يجبر أفراد العائلة على توحيد مواقيتهم، حيث إنهم يجتمعون على مائدة الإفطار ومائدة السحور، غير أنه بين هذه وتلك، يترافقون إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وحبذا لو كانت هنالك بعدها زيارة عائلية لصلة الرحم، أو الذهاب إلى مكان لقضاء السهرة، فحتماً ستكون فرصاً للتغيير والتجديد، وخلق روح الحميمية، وتوطيد العلاقات.