رمضان فى البوسنة له طعم ثانى، فإن الشعائر والعبادات تقام طوال اليوم والليلة، وترتيل آيات القرآن الكريم لا ينقطع من المساجد، ومن أهم مظاهر الألفة والمودة التى تظهر بين أهل البوسنة بعضهم البعض وأيضا بينهم وبين أفراد المجتمع مهما كانت ديانتهم هو الاجتماع على موائد الرحمن، ففى البوسنة لا تقتصر فقط تنظيم موائد للإفطار فى رمضان لتكون لفقراء المسلمين، بل إن أى شخص مهما كانت ديانته يمكنه الجلوس على تلك الموائد ولن يجد من ينهره أو يتعجب من وجود على طاولات الإفطار الرمضانية العامرة بما لذ وطاب، تلك الموائد التى تمتد من شمال البوسنة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، والتى تعرف بالمطبخ الشعبى، فإنه عادة يسارع الجميع بتنظيمها لإسعاد أى جائع مهما كان انتماؤه العقائدى.

كما أن شهر رمضان يعد انطلاقة للعديد من حملات التوعية بضرورة التآخى والمصالحة مع النفس ومع الآخرين، أو الابتعاد عن المخدرات والتدخين وتناول الكحوليات مثلا.

من أهم مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الفضيل المصابيح الكهربائية والزينات، حيث توضع على مبانى دور العبادة والمحلات وتكون مختلفة فى الأشكال والألوان ابتهاجا بقدوم شهر الخير والبركات، كل هذا الضى ليس فقط لإنارة المبانى وإنما لإيقاظ روح التعاون بين الجميع ومساعدة من يملك لمن لا يملك، فكثيرون يجعلون شهر رمضان فرصة لتفريج كرب المديونين والمحكوم عليهم بغرامات مالية كنوع من العقوبات القانونية، والمعاقب لا يقدر على دفع الغرامة ومن ثم يكون مقتادا فى السجون وأقسام الشرطة، وهنا تتآلف القلوب ويتم جمع التبرعات لتسديد تلك الديون عن المدينين حتى يتمكنوا من العيش وسط الأهل مرة أخرى وإسقاط ما بحقهم من أحكام قضائية.

من أشهر الأطعمة التى يفضل البوسنيون تناولها على مائدة الإفطار "فطائر البيتا، الكرنب الديك المحشي والسلطات على اختلاف أنواعها".

ومن أهم طقوس شهر رمضان التزام وسائل الإعلام بروحانية هذا الشهر فيما تقدمه من برامج على مدار اليوم.