كثيرا ما يقابل المرء أناسا مستبدين يعكرون عليه صفو الحياة، إلا أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل أن الصورة أكثر خطورة حينما يلتف حول المستبد أشخاص ينافقونه ويتملقونه حتى ينالوا ما يريدون.

ويوضح الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر، أن الضلال من أهم الصفات التى تسيطر على المستبد بسبب محدودية رؤية هذا الشخص المتسلط وتشوه تركيبته النفسية منذ البداية، ثم زيادة هذا التشوه نتيجة تضخم ذاته بالمدح والثناء من المستعَبدين، ورفضه للاسترشاد برؤى الآخرين، وإصراره على إنفاذ أمره وحده، فإن النتيجة هى قرارات خاطئة فى كل المجالات.

إلا أن الهلاك هو النتيجة المنطقية لتشوه المستبد وتشوه المستبد بهم، وفساد البيئة التى يعيشون فيها معا هى الهلاك المحقق، فما من مستبد إلا ووصل بجماعته إلى الهاوية فضاع وضاعوا معه، وهلاك منظومة الاستبداد ليس قائماً فقط على اعتبارات أخلاقية أو دينية، وإنما هو سنة كونية وقانون حياتى، لأن الاستبداد يسير ضد تيار الحياة الإنسانية، وهو تشويه للفطرة (للمستبد والمستبد بهم)، ولذلك فلا يمكن أن يستمر طالما قُدِّر للحياة أن تستمر وتنمو وتتطور.