قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن بعد نشر تسجيل المفاوضات بين الشرطة الفرنسية ومحمد مراح المتهم باعتداءات تولوز التى وقعت مارس الماضى، عبر أهالى ضحايا مراح عن صدمتهم وأكدوا عزمهم لحظر بثها مجددا.

وأوضحت الصحيفة أن أهالى الضحايا عبروا عن غضبهم من نشر قناة "تى أف أن"، لمقتطفات من المفاوضات التى حدثت بين مراح والشرطة الفرنسية أثناء حصاره فى 21 و 22 مارس الماضى، وأكد باتريك كلوجمان، أحد أهالى الضحايا، أن هذه التسجيلات فاضحة لأنها تعطى الكلمة الأخيرة لمحمد مراح، واصفين هذا الخطاب بالمتلاعب والمخادع.

ومن جانبه أكد أحد محامى الضحايا اعتزام الأهالى الاستعانة بالقضاء الفرنسى للحصول على حظر لمنع بث هذه التسجيلات على الإنترنت أو التليفزيون، لأنه سيؤثر بالسلب على مجرى التحقيق.

وأثار بث التليفزيون الفرنسى "تى أف 1" أمس الأحد لأول مرة مقاطع من التسجيل الصوتى للمحادثات بين الشرطة الفرنسية ومحمد مراح المتهم بارتكاب اعتداءات تولوز ومونتوبان التى وقعت شهر مارس الماضى بجنوبى غرب فرنسا، موجة من الجدل والغضب على المستويين الرسمى والشعبى.

وأعرب وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس فى بيان صحفى اليوم، عن أسفه لقيام قناة "تى أف 1" ببث هذه المقاطع الصوتية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعكس "عدم احترام مشاعر عائلات الضحايا".

وفى السياق ذاته كشفت مصادر قضائية أن نيابة باريس فتحت تحقيقا أوليا بسبب انتهاك سرية التحقيقات بين محمد مراح والشرطة، خلال حصارها له بينما كان يتحصن بداخل شقته ولأكثر من 30 ساعة.

من جانبها، أعلنت إدارة التفتيش العامة بالشرطة الوطنية الفرنسية عن إجراء تحقيق إدارى للتحقق لمعرفة ما إذا كان قد تم تسريب التسجيلات الصوتية من جانب الشرطة.

كما أثار بث القناة الفرنسية لمقتطفات من التسجيلات الصوتية، موجة من الغضب الشديد من قبل أسر ضحايا جرائم مراح، حيث أكدت أحد محامى الدفاع عن أسر الضحايا فى هذه القضية أن هؤلاء سيلجأون إلى القضاء لحظر توزيع تسجيلات المحادثات بين القاتل والشرطة على شبكة الإنترنت.

وفى المقابل، دافع إيمانويل شان منتج البرنامج الذى قام ببث التسجيلات عن العمل، لافتا إلى أن القناة "تصرفت بروح المسئولية وبعد تفكير عميق" عن طريق بث "معلومات ذات قيمة كبيرة" تكشف عن تدريب قاتل تولوز ومونتوبان (محمد مراح) فى تنظيم القاعدة.

وكانت قناة "تى أف 1" الفرنسية قد قامت الليلة الماضية ببث مقتطفات من التسجيلات الصوتية لعملية المفاوضات بين مراح والشرطة الفرنسية خلال حصاره فى شقته بتولوز (جنوب غرب) والذى دام 32 ساعة وانتهى بمقتل الجهادى مراح فى 22 مارس الماضى.

ويؤكد مراح فى هذه المقاطع أنه مستعد لمواصلة عمليات القتل وأن له علاقات مع تنظيم القاعدة وعدد من العصابات، كما شرح كيف استطاع التخلص من مراقبة عناصر الاستخبارات.

وقال مراح للمفاوض: "لم أفعل هذا من أجل أن أترككم تقبضون على.. هل رأيت نحن الآن نتفاوض.. ثم لا تنسى بعيدا عن المفاوضات إنى مسلح، فأنا أعرف ماذا سيحدث وأعلم كيف تتصرفون من أجل التدخل".

يذكر أن محمد مراح فرنسى من أصول جزائرية قام خلال الفترة ما بين 11 و19 مارس، ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وأربع أشخاص يهود منهم ثلاثة أطفال.