صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة "إبداعات الثورة" للكاتب السيد نجم، كتاب بعنوان "ثورة 25يناير.. رؤية ثقافية ونماذج إبداعية"، ويرصد فيه جملة ما نشر من إبداعات حول الثورة.

ويقول السيد نجم عن كتابه، إنه محاولة للبحث عن الجوهر الثقافى الباقى والمتنامى، خلف كل ما هو ظاهر وقد يبدو أحياناً غير سار وغائم، وبالتالى للبحث عن البعد الحقيقى والقادر على تنمية المجتمع، ذلك بالبحث عن الملامح الثقافية فى أحداث ومعطيات تلك الثورة.

أوضح الكاتب، إن العلاقة بين الإعلام الرقمى والمقاومة/ الثورة والمثقف معا، معقدة بحيث يدخلنا سريعاً إلى حلقة "العولمة" غير المحددة، من هنا بدت تجربة ثورة 25 يناير الثقافية رائدة للتجارب الثورية المعاصرة.

كما تناول الكاتب التعريف بمفهوم "الثورة" وأنواعها.. الثورة هى عمل يتسم بالعنف، جماعى، موجه ضد السلطة القائمة، من أجل أهداف مشروعة، وهى ظاهرة فاعلة ومؤثرة فى التاريخ السياسى للجماعات البشرية وغيره.

أما أنواع الثورات، أولها الثورة الشعبية، النوع الآخر هى الثورة العسكرية، بينما أوضح الكاتب "خصائص الثائر"، وهو ما لديه من سلوك رافض، مع الشعور الكامن لديه من الإحباط بسبب تراكم المشاكل، والشعور بالغضب لعدم حل تلك المشاكل، وغالبا ما يكون هذا الإحباط والغضب شائعا بين أفراد الجماعة من حوله، فالخروج للثورة وإن بدا سلوكاً فردياً، فهو معضد من الجماعة حتما، وإلا فشلت الثورة، لذا كان ارتباط مصطلح الثورة، بدلالة مقولة "الإرادة الشعبية".

وتتنوع النماذج الإبداعية التى طرحها الكاتب، بداية من الشعارات التى حلل دلالاتها، مثل تلك التى جاءت مواكبة للأحداث.. كما كان الفصل الخاص بالتدوين من الفصول اللافتة، كذلك عرض الكاتب لعدد من المدونات التى ولدت مع مولد الثورة وتابعت الأحداث دقيقة بدقيقة، وبلورة مفهوم الإعلام البديل.

جاء الفصل الخاص بالشعر، معبرا عن تفاعل كل الأشكال الشعرية ودارسه وأنماطه.. ونماذج للشعراء: "أحمد فؤاد نجم، حسن النجار، اشرف الشافعى، إبراهيم عطية، وغيرهم. وتوقف مع الشاعرين "محمد فريد أبو سعدة" و"سعدى يوسف".

ثم فصل السرد القصصى والروائي، الذى كشف فيه عن قلة إنتاج القصة القصيرة نسبيا عن القصائد الشعرية، واقلهما إنتاج الرواية. قصص "محمد محمد مستجاب"، "منير المنيرى"، "السيد نجم".. ثم كانت روايات "هشام الخشن"، "أسماء الطنانى"، والنص السردى الطويل للكاتب المربى "محمد سعيد الريحانة".

إن جملة ما تم عرضه ليس حصرا لإبداعات الثورة، ولكن كان حرص الكاتب أكثر على التقاط كافة الأنماط والأجناس قدر المتاح.. وهى كثيرة ومتنوعة، بقدر عظم الحدث.