كشفت صحيفة "معاريف" النقاب عن وثائق سرية للغاية صادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية الـ"FPI" تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بالضلوع فى أعمال تهريب معدات ومركبات نووية استخدمت فى المشروع الذرى الإسرائيلى فى بداية أعوام السبعينيات من الولايات المتحدة إلى إسرائيل أى قبل حرب السادس من أكتوبر بين مصر وإسرائيل.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر بمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية قولها، إن نتانياهو، تورط فى سنوات السبعينيات من القرن الماضى فى عمليات لتهريب مركبات ومعدات لمشروع الذرة الإسرائيلى من الولايات المتحدة الأمريكية، عبر الاستعانة برجل أعمال أمريكى من أصل يهودى يدعى أرنون ميلتشين، الذى عمل فى السابق ضابطاً بجهاز "الموساد" الإسرائيلى.

وقالت معاريف، إن مكتب الـ"FPI" نشر وثائق رسمية بعد أن تم رفع تصنيفها السرى جزئياً، تصف حيثيات تحقيق أجراه المكتب بين أعوام 1985 حتى 2002 حول سبل ارتباط شركات وهمية بوزارة الدفاع الأمريكية، وقيامها بشكل غير قانونى بتهريب معدات وأجهزة لصناعة الأسلحة الذرية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه الوثائق تستند إلى تحقيق أجراه ريتشارد كيلى سميث، الذى شغل منصب رئيس لشركة "هيلى تريدينج"، الفرع الإسرائيلى للشبكة، التى عمل فيها نتانياهو خلال حملات التهريب المذكورة.

وقالت معاريف، "إنه بحسب ما تم نشره، فقد كان نتانياهو فى تلك الفترة على اتصال مع الشركة التى كان يملكها رجل الأعمال اليهودى الأمريكى أرنون ميلتشين، وقام نتانياهو بتعريفه على جهات عسكرية رفيعة المستوى داخل إسرائيل، بمن فيهم أريئيل شارون، الذى كان أنهى الخدمة العسكرية، وبدأ عمله السياسى".

ووفقا لوثائق مكتب التحقيقات الفدرالية، فقد التقى سميث مع نتانياهو فى مطعم بتل أبيب وأماكن أخرى، لكن سميث اعتقل وأدين فى شهر إبريل 2002 بالاتجار بأجهزة "كرايترون" وهى أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم تستخدم للتصوير بسرعة فائقة، لكن يمكن استخدامها أيضا كمعدات ذرية، وحكم عليه بالسجن لمدة 40 شهراً، ودفع غرامة مالية قدرها 20 ألف دولار، واتهم سميث أيضاً ببيع 800 جهاز "كرايترون" لشركة "هيلى تريدينج" المذكورة. وفى المقابل رفض مكتب نتانياهو التعقيب على هذا الخبر.