صدر حديثا 2012 ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام فى حكومة الشارقة كتاب "الشعر الإماراتى: قراءات فى الموضوع والفن"، للناقد الفلسطينى الدكتور يوسف حطينى وجاء فى نحو 400 صفحة من القطع المتوسط، وهو من تصميم وإخراج ضياء الدوش.

يكتب حطينى فى تقديمه القصير لكتابه: لم يقيّض للحركة الأدبية فى الخليج أن تلقى اهتماماً مبكراً من قبل الدارسين، ولم ينل شعراء هذه المنطقة حظاً وافراً من الدراسات كما الحال بالنسبة إلى شعراء مشرق الوطن العربى ومغربه"، أما السبب فيرد حطينى إلى تأخر ظهور الصحافة ووسائل الإعلام فى الخليج" على أن غياب الاهتمام الكافى بالشعر لا يعنى غياب الشعر نفسه" يقول الحطينى ويضيف إذ عرفت منطقة الخليج عددا كبيرا من الشعراء الرواد الذين أسسوا لحركة الشعر الحديث وكانوا صلة الوصل بين شعراء التراث العربى وشعراء الحداثة الذين جاؤوا بعد هؤلاء".

ويتبنى حطينى التقسيمة التى اقترحها الناقد المصرى عبد الفتاح صبرى للاتجاهات الشعرية فى الإمارات فثمة الرعيل الأول من أمثال سالم بن على العويس وخلفان بن مصبح وإبراهيم المدفع، ثم الرعيل المؤسس الذى رافق تأسيس الدولة من أمثال أحمد أمين المدنى وهاشم الموسوى وحبيب الصايغ وصولا إلى الأسماء التى تجاوزت قصيدة التفعلية إلى قصيدة النثر مثل أحمد راشد ثانى وظبية خميس وعارف الخاجة ونجوم الغانم وليس انتهاء بالموجة الشعرية التى تلت هؤلاء من أمثال صالحة غابش وإبراهيم الملا والهنوف محمد.

لا يعتمد حطينى تبويباً محدداً ويداخل بين مستويات كتابه مستنداً إلى عناوين موضوعاتية وجمالية شتى مثل "الشعر الدينى: عارف الشيخ نموذجاً" و"عين على المجتمع" و"فى الموسيقى الشعرية" و"وطن من الكلمات" و"قضايا الأمة وهمومها" إلخ، وتحت هذه العناوين يستدعى نصوص لشعراء إماراتيين كثر، ومن اتجاهات مختلفة، ودائما يسعى إلى إبراز صلتها بالعنوان الذى اقترحه.

ويكتب الحطينى تحت عنوان "الشعر والممارسة النقدية" (وإذا نظر الناقد بتمعن إلى الآثار التى ينتجها المبدعون فانه واجد ـ من دون شك ـ كثيراً من الآراء النقدية التى تؤطر إبداعهم وقد يجد مقولات نقدية أو فكرية يقوم المبدعون بنسخها وتظهيرها فى إبداعاتهم..) ويستعرض حطينى هنا النصوص الشعرية التى تناولت "صنعة الشعر" أو قاربت "علاقة الشعر بالملتقى" إلخ.

كأن الكتاب فى أصله جملة من المقالات والدراسات سبق أن نشرها الكاتب فى أوقات متفرقة فليس ثمة رابط نقدى أو منهجى بين محتوياته سوى الانشغال بالشعر الإماراتى ولكن هذا لا يقلل من أهميته وقيمته كمصدر لمعرفة الشواغل الجمالية والمضمونية للقصيدة الإماراتية بدءاً من جيل البدايات.

حطينى الذى حاز دكتوراه النقد الأدبى فى دمشق، سبق أن قدم للمكتبة العديد من العناوين، ومنها "القصة القصيرة فى الإمارات "وقد صدر عن دائرة الثقافة والإعلام 2008".