منذ فترة ليست بقصيرة نشاهد ونسمع ونقرأ عن سلوكيات غير مرغوبة من بعض الأبناء نحووالديهم، وتأخذ صورا متعددة منها السخرية والتهكم، والنعت بصفات غير حميدة، وأحيانا السباب ونطالع بين الحين والآخر فى صفحات الحوادث بالجرائد اليومية الإيذاء الجسدى أو إزهاق الروح لأحد الوالدين من أبنائهم، هذا يجعل المرء يفكر ويتساءل ما هذا التحول غير الأخلاقى الغريب والرهيب أيضا فى سلوكيات بعض الأبناء نحو والديهم؟.

ويشير الدكتور محمد أمين المفتى أستاذ المناهج واستراتيجيات التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس والعميد الأسبق للكلية إلى أن الأجيال السابقة تعودت على احترام الوالدين وتقديرهم والاهتداء بنصائحهم النابعة من خبراتهم الكبيرة بالحياة، وهذا يثير عدة تساؤلات: هل جاء هذا التحول فى سلوك الأبناء نحو والديهم نتيجة الانفتاح على ثقافات أخرى لها تقاليد وسلوكيات لا تصلح لمجتمعنا ولا تتمشى مع ثقافتنا وتعاليم ديننا ؟ هل جاء هذا التحول السلوكى نتيجة معاملة سيئة من الوالدين لأبنائهم خلال عملية تنشئتهم داخل الأسرة ؟ هل جاء هذا التحول السلوكى عدم وجود القدوة الحسنة ؟ هل جاء هذا التحول السلوكى نتيجة انخفاض جرعة التربية الأخلاقية فى مناهج التعليم فى مؤسساتنا التعليمية ؟ هل جاء هذا التحول السلوكى نتيجة مشاهدة مسرحيات وأفلام ومسلسلات لم تراع النموذج السليم فى معاملة الأبناء لوالديهم ؟ ومن المعروف أن الشباب يتوحدون مع أبطال هذه الأعمال الفنية ويقلدونهم فى سلوكياتهم.

ويذكر الدكتور محمد المفتى أن على الأبناء الذين يعاملون والديهم معاملة غير كريمة لابد أن يعوا أنهم عندما كانوا صغارا لا حول لهم ولا قوة قام الوالدان برعايتهم وحمايتهم وتمريضهم عند المرض وتنشئتهم وتعليمهم حتى أصبحوا شبابا قويا بعد أن كانوا مجرد كيانات ضعيفة، وهذا ليس جبرا، كما يظن بعض الأبناء وأن هذا حق مكتسب لابد أن يؤديه الوالدان بالفرض، وإن كان هذا الواجب حقا للأبناء من قبل آبائهم إلا أن الكبار يقومون به بحب وعن رضاء نفس وهذا ما ينبغى أن يعيه الأبناء، ومن ثم يقومون بما عليهم من واجبات نحو والديهم.