"مولانا"، عنوان الرواية الجديدة للكاتب الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى، والصادرة عن دار بلومزبرى _ مؤسسة قطر للنشر"، وأهداها عيسى إلى روح الراحل "إبراهيم عليمى"، وقال فى إهدائه "أخى الذى فقدت وأفقتد .. لعلى أستسلم وأسلم أنه رحل عنا وعنى".
بطل الرواية هو الشيخ حاتم الداعية الشهير الذى أصبح من دعاة الفضائيات، والذى اكتسب منها شهرته بعد أن كان يعمل إماما فى مسجد السلطان حسن، ويوضح عيسى من خلال أحداث الرواية العلاقة بين السلطة والسياسة وعالم الفضائيات والدين ورجاله وحياتهم الحقيقة، وكل ذلك يتضح من أحداث الرواية عندما يقوم نجل الرئيس باستدعاء الشيخ حاتم لمهمة خطيرة.

من أجواء الرواية "كانت تضع البودرة على جبهته بآلية أصابع محترفة وهى تقول مستجلبة رضاه:
- تمام يا مولانا.. ضحك وهو يرد: - بارك الله فيكِ يا أخت «جورجيت».
كرر أنور عثمان نفس جملته الرتيبة التى يقولها منذ عام حين صار ضيفًا رئيسًا معه فى البرنامج:

- تفتكر ما هو إحساس المصلِّين وراءك والمريدين لك وطالبى فتاوَاك لما يشوفوا مولانا وشيخنا يضع مكياجًا قبل التصوير؟، فرد بحسم منبسط: ما النبى صلى الله عليه وسلم يا خويا كان بيحنِّى شعره وبيكحَّل عينيه، النبى تتلهى يا أنور من أسئلتك الرخمة دى.

لم يكن الشيخ حاتم يطيق أنور منذ رآه أول مرة بعدما عرضت عليه محطة «الدنيا» أن يكون محاوره فى برنامج جديد، أقنعوه أن محاضراته وبرامجه التى يقف فيها وسط جمهوره، أو يقعد فيها الشباب أمامه فى مدرجات ويحكى ويقصُّ عليهم ويروى لهم ويعظ فيهم، تُضيِّق جماهيره وتقصرها على الشباب فقط، إنما برنامج يومى يتلقَّى فيه أسئلة المشاهدين من كل الأعمار والأجيال والطبقات سينتقل به إلى دائرة أوسع، الحقيقة أن شيئًا من هذا لم يقنعه ليقتنع، فالذين يأتون إليه فى مسجد السلطان حسن؛ حيث خطبته كل جمعة، عموم الناس الذين تضج بهم جنبات المسجد الواسع الفسيح الذى يضم بالميِّت ألفًا من المصلين، هذا غير من يجلس خارج المسجد ويحيط به، ومن يفد إليه فى بيت أبيه فى القلعة؛ حيث يذهب كل ثلاثاء مئات من الرجال والنساء طالبى البركة وطالبى الفتوى وطالبى المال، لكنه عمل فيها مقتنعًا بكلام مالكى المحطة؛ لأن الأجر الذى عرضوه كان مغريًا، لكن أنور بدا له منذ البداية شيئًا حشراتيًّا".

الجدير بالذكر أن الكاتب إبراهيم عيسى صدر له عدد من الكتب والروايات منها "مريم التجلى الأخير، وصار بعيدا، وأفكار مهددة بالقتل، والعراة، ومقتل الحسين، ورجال بعد الرسول، وأشباح وطنية، ولدى أقوال أخرى، والإسلام الديمقراطى، وأذهب إلى فرعون، ودم على نهد، وتاريخ المستقبل، والمقالات الغزاوية، و قصة حبهم، وعندما كنا نحب، وفى وصف من يمكن تسميتها الحبيبة، وكتابى عن مبارك وعصره ومصره، ومقتل الرجل الكبير".