كل الأسر تختلف وتتشاجر، إلا أن الطريقة وأسلوب إدارة الحوار تؤثر فى الأبناء، خاصة عندما يرون إساءة أحد الأبوين للآخر وفقدان الاحترام بينهما، هذا ما يوضحه الدكتور عصام عبد الجواد، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، الذى يشير إلى أن الأسرة نواة المجتمع، والأبناء يقلدون صورة الآباء فتجد الابنة تجتهد، لأن تكون شبيهة بوالدتها وأيضا الابن يحاول أن يكون شبيها بأبيه، وهذا يتكرر بصورة أكبر عند زواج الأبناء واستقلالهم عن الأسرة، حيث يتم إعادة تاريخ حياة الآباء فى الأسر الجديدة وتنتقل للأسرة الجديدة عادات وطبائع الأم.

إن البيئة التى نشأ فيها الأبناء تتكرر بما فيها من تصرفات وسلوكيات، وأيضا عادات غذائية وتعاملات مع المجتمع بما يحقق معنى أن التاريخ يعيد نفسه.

وعندما ينشأ الأبناء فى جو مضطرب تسوده المشاحنات تنمو شخصياتهم مضطربة مفتقدين إلى السواء النفسى، ومن ثم فإن حياتهم الأسرية التى يقبلون عليها تكون تكرارا لما عاشوه فى الماضى.

إن الأب القاسى على الأم يترك أثرا عند ابنته بأن كل الرجال ينتهجون نفس الطريقة مع زوجاتهم، وفى هذه الحالة قد ترفض الابنة الزواج، وإن تزوجت جعلت من ابنها الأكبر بديلا عن زوجها وأبيها فيأخذ الدور الأساسى، إلا أن هذا يحدث اضطرابا فى شخصية الابن وعلاقته بأبيه ودائما ما يشعر بأنه منصاع لتوجيهات والدته.

وإذا كانت الزوجة تعانى من قسوة زوجها، فإن ابنها فى مستقبله إما أن يكون شبيها لأبيه ويكرر نفس تصرفاته مع زوجته، وإما أن يكون رافضا لها بالكامل ويقوم بسلوكيات مخالفة لما يفعله أبوه مع أمه وفى هذه الحالة يكون متسما بالطاعة لزوجته، ومتحيزا لوالدته بشكل كبير ومرتبطا بها إلى حد كبير، كما أنه يتسم بالتردد وعدم الثقة بالنفس.