يستقبل الاقتصاد الأمريكي أسبوعه الجديد بتفاؤل نوعاً ما، فقد أنهت الأسواق العالمية أسبوعها الماضي وسط أحداث عالمية متفاوتة، إلا أن تفاؤل المستثمرين يأتي بتصاعد التدخل الفدرالي القريب، فالبيانات الأمريكية بشكل خاص أظهرت ضعفاً في الأنشطة الاقتصادية مؤخراً، هذا بالإضافة إلى البيانات العالمية، حيث أن الأزمة الأوروبية تتفاقم ومستويات النمو تضعف أكثر فأكثر.


أما عن الأسبوع الجديد، فمن الممكن أن نطلق عليه اسم اسبوع قطاع المنازل وقرار الفائدة، حيث أن البيانات التي ستصدر خلال الأسبوع تتمحور حول قطاع المنازل الأمريكي بالإضافة إلى قرار الفائدة الذي سيكون حاضراً يوم الأربعاء المقبل.


الثلاثاء - التاسع عشر من حزيران/ يونيو 2012

سيصدر عن الاقتصاد أو بالتحديد عن قطاع المنازل الأمريكي مؤشر المنازل المبدوء إنشائها والتي من المتوقع أن ترتفع خلال أيار/ مايو، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل الأمريكي لا يزال يبحث عن الاستقرار، إذ أن التباين أمر واضح عن أنشطة القطاع في خضم ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري بالإضافة إلى الضغوطات الأخرى التي تحد من تطور أنشطة القطاع.

الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي بالإجمالي تشهد ضعفاً ملحوظاً، مشيرين بأن الفدرالي الأمريكي ألمح مؤخراً بأن مستويات الإنفاق تطوّرت نسبياً في الاقتصاد ولكن لا تزال ضعيفة، وأن انشطة الاقتصاد تحوّلت من "تحسن معتدل" إلى "أوضاع مستقرة" وبالتالي فإن ذلك قد ينعكس على أنشطة قطاع المنازل كما تأثرت باقي القطاعات بالضعف الطفيف الذي طرأ على أنشطة الاقتصاد.

وسيصدر أيضاً عن القطاع مؤشر تصاريح البناء - ذلك المؤشر الذي يعطينا توقعات لمستويات الطلب على المنازل في المرحلة المقبلة - ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر خلال أيار/ مايو مقارنة بالانخفاض السابق، مما يشير بأن القطاع سيواصل التطور ولكن ضمن وتيرة معتدلة، وتدريجية.


الأربعاء - العشرين من حزيران/ يونيو 2012

سيكون البيان الأبرز في الأسبوع وهو قرار الفائدة الأمريكي الذي من المتوقع أن يبقى على ما هو عليه دون تغيير بين 0.0 – 0.25%، ولكن يكمن البروز هنا في البيان الصادر على هامش القرار، حيث أن التكهنات تتصاعد عزيزي القارئ بأن الفدرالي الأمريكي سيعلن عن خطة تحفيزية جديدة، وذلك لدعم أنشطة الاقتصاد الأمريكي وسط الاضطراب الأوروبي.

واضعين بعين الاعتبار أن الفدرالي الأمريكي أشار وعلى لسان رئيسه برنانكي نفسه بأنهم سيراقبون البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي عن كثب ليقيسوا مدى التقدم في الأنشطة الاقتصادية ودراسة مدى حاجة الاقتصاد إلى خطة تحفيزية ثالثة أو حتى مدى حاجته إلى رفع أسعار الفائدة، وهنا نشير بأن البيانات التي صدرت على مدار الشهرين الماضيين أثبتت الضعف النسبي في الأنشطة.

هذا وقد شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً خلال الأسبوع الماضي أمام باقي العملات الرئيسية على ضوء التكهنات حول خطة تحفيزية جديدة محتملة، هذا على الرغم من القلق السائد في الأسواق العالمية إزاء أزمة أوروبا وضعف مستويات النمو عالمياً.


الخميس - الواحد والعشرين من حزيران/ يونيو 2012

في هذا اليوم سيصدر عن قطاع العمالة الأمريكي تقرير طلبات الإعانة الأسبوعية، مشيرين إلى أن هذا التقرير أظهر تبايناً في بياناته على مدار الأسابيع الماضية، فتارة نجد الطلبات تنخفض بأفضل من التوقعات، ولكن نجدها في التارة الأخرى ترتفع بأسوأ من التوقعات، لذلك فإن قطاع العمالة لا يزال بعيداً عن التعافي التام من الأزمة المالية.

ومن ثم ستعود بنا البيانات إلى قطاع المنازل الأمريكي، حيث سيصدر تقرير مبيعات المنازل القائمة التي من المتوقع أن تنخفض خلال أيار/ مايو بأسوأ من القراءة السابقة، ولكن يجب الإشارة بأن التركيز سيبقى عزيزي القارئ موجهاً على الأزمة الأوروبية وتطوراتها، خاصة في موسم مزادات بيع السندات، وذلك في خضم ارتفاع معدلات العائد على السندات، خاصة الاسبانية منها...

منقول من موقع اخباري