صدر مؤخرًا، عن الدار المصرية اللبنانية، رواية بعنوان "دفاتر قديمة"، للكاتب هشام علوان، وهى الرواية الرابعة فى مسيرته الإبداعية، والرواية بها خمس وثمانون شخصية حية وفاعلة فى النص، وتدور حول ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة.

وتبدأ الرواية بعبارة "المجانين فى ميدان التحرير"، حيث قام جهاز الأمن الوطنى، بإنشاء إدارة سرية خاصة لتعقب المجانين، وهل هم بالفعـل مجانين أم يدّعون الجـنون، لإثارة البلبلة، بإرسـال رسائل تحريضية، وإشـارات خاصـة، كرعشـات الجسـد، وحركات اليدين، وبعض الهمهمات، التى ترصدها الإدارة، وتعكف على فك طلاسمها، وشفراتها المعقدة.

وجاء الحكى على لسـان الضابط أكثم سعفان، من خلال (دفاتر قديمة) تم ضبطها عند شـهاب "المجنون"، عنصره المتهم، وتتناول حياته، نجاحاته وإخفاقاته، من خلال التحولات التى جرت له، وكيف تم القبض عليه، وتعذيبه بشدة، حتى فقد عقله، أو كما تخيل أكثم سعفان ضابطه المراقب، لتأتى النهاية بأن كل المجانين - أو كما ظنوا - يتجمعون فى ميدان التحرير، ليكونوا الشرارة الأولى لثورة يناير المجيدة.

وتعددت أساليب السرد داخل الرواية، ففى حين يأتى الحكى على لسان أكثم مقتضباً، متقشفاً، يفتح شهاب للبوح باباً فى دفاتره بلغة أخرى دافئة وحميمة، ويعتمد البناء الفنى للرواية على عالميْن متوازييْن، ينمو كل منهما ليصل إلى ذروته عند لحظة تلاقى هذيْن العالميْن فى نهاية النص، حين يلتقى الرائد أكثم مع المجانين فى التحرير، فيعرف أنهم بشر وليسوا مجرد حالاتٍ، ويبدأ فى خلع ملابسه، ليتحول هو أيضاً إلى إنسان مكتمل.

وتظهر المرأة كمُحرّكة للحدث، حيث تسهم فى النمو الدرامى، للعالميْن المتناحريْن بالرواية، فمريم التى تغذى عالم شهاب بالبراءة، وبكارة الإنسانية، وتأتى صافى لتغذى عالم أكثم بالنفعية والحسية، بينما تقف فرحة كعامل مشترك بين الشخصيّتيْن تجمع بين البراءة والحسية.

وهشـام علوان، حاصل على ليسانس الآداب، قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، جامعة المنصورة، ويعمل مذيع ومقدم برامج بإذاعة صوت العرب، وهو عضو باتحاد كتاب مصر، ومقرر لجنة الإعلام، وأيضًا عضو بأتيلييه القاهرة.

ومن أعمـاله، نُشرت فى عام 1997م، روايتان الأولى: واحة الخِصْيان عن سلسلة "أدب الجماهير"، وفازتْ بالمركز الثالث فى جائزة: سعاد الصباح للإبداع الروائى للعام 1998م/ 1999م، حصلتُ عام 1998م، ولأول مرة على منحة التفرغ من وزارة الثقافة، ونُشرت (تحوّلُ الكائنات)، وهى رواية فى جزءين، عن مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ديسمبر عام 2002م، وصدرت له رواية: خيال ظل المهرج، للأطفال، كتاب قطر الندى، هيئة قصور الثقافة 2003م، ومجموعة بعنوان "حكاية طائر النوم"، للأطفال عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عام 2004م، ورواية "المواويّة"، عن كتاب المرسم للإبداع عام 2005م، ومجموعة قصصية للأطفال بعنوان: قاطرة الخيال، سلسلة كتاب قطر الندى، هيئة قصور الثقافة عام 2009م.

وحصلت عام 2004 على جائزتيّ: الصدى للمبدعين الشباب بدب فى مجال القصة القصيرة، عن مجموعة: شجرة الست - غير اسمها بعد ذلك لجائزة دبى الثقافية – وكذلك على جائزة الشارقة للإبداع فى قصص الأطفال بالشارقة، ومنحة تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة للعام 2004 م / 2005 م لإنجاز مجموعة قصصية، وجائزة "تريم عمران" الصحفية للمقال الصحفى فى دورتها الثالثة للعام 2005 / 2006