المستبد له ضحايا يعانون من استبداده ويتحملونه على مضض، وهذا صحيح من جانب واحد أما الجانب الآخر فهو مشاركتهم فى صنع هذا المستبد، بعضهم شارك بالأقوال والأفعال التى ضخمت ذات المستبد "كالمدح والثناء والتبرير لكل صفات المستبد وأفعاله والمشاركة فى تنفيذ مشروعات المستبد"، وبعضهم الآخر شارك بالصمت والانكماش مما سمح لصوت المستبد أن يعلو عمن سواه، وسمح لذاته أن تتمدد فى الفراغ الذى انسحب منه الآخرون كرهاً أو طوعاً، هذا ما يؤكده الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر.

ويضيف أن لهذه الأسباب كانت قاعدة تغيير المنكر واجبة وفاعلة على مختلف مستويات القدرة من اليد إلى اللسان إلى القلب، والاستبداد من أخطر المنكرات، وعلى الرغم من أن التغيير بالقلب يبدو هافتاً إلا أنه مهم جداً حين يعجز الإنسان عن التغيير بالوسائل الأخرى (اليد واللسان) فبقاء الرفض القلبى للمنكر هو بمثابة بذرة للخير وجذوة للحق تظل كامنة إلى أن تتاح لها الظروف للنمو والظهور، ولولاها لاختفى الخير وضاع الحق إلى الأبد، إلا أنه لا يزال أنه أضعف الإيمان.

ويشير المهدى إلى أن هناك أطراف ثلاثة للاستبداد تتحالف مع بعضها وتتآمر لخلق منظومة الاستبداد التى تحاول أن تستفيد منها أو تتوهم أنها ستستفيد منها، وتلك الأطراف هى :
- الحاكم المتأله المتجبر فى البلاد والمتسلط على العباد.
- السياسى الوصولى، الذى يسخر ذكاءه وخبرته فى خدمة الطاغية، وتثبيت حكمه.
- الرأسمالى أو الإقطاعى المستفيد من حكم الطاغية، فهو يؤيده ببذل بعض ماله، ليكسب أموالاً أكثر من عرق الشعب ودمه.