بعد أيام يصدر الديوان التاسع للشاعر سمير درويش، عن دار شرقيات، بعنوان "سأكون ليوناردو دافنشى"، الذى يهديه إلى الشاعر الكبير حلمى سالم، ويتكون من (61) مشهدًا شعريًّا مرقمة تصاعديًّا، كل مشهد فى صفحة واحدة باستثناء خمسة مشاهد طالت وأخذت ما يشبه العنوان، أو الإهداء، أو الإحالة: "فى هجاء المشير" و"فى هجاء الغواية" و"حلمى سالم" و"أبجدية التلاشى" و"عن الحرب والحرف والغابات".

وحتى هذه المشاهد الطويلة، نسبيًّا، تنقسم من الداخل إلى مجموعات تفصلها أرقام أو حروف أو عناوين مختصرة، وعلى الرغم من أن هذا الشكل ليس بعيدًا عن تجربة "سمير درويش" فى دواوينه السابقة، فإنه فى كل مرة يحاول أن يضيف جديدًا فنيًّا إلى رصيده الشخصى، وإلى تجربة "قصيدة النثر" عامة، واللافت فى "سأكون ليوناردو دافنشى" أن قصيدته الأخيرة "عن الحرب والحرف والغابات"، تتكون من مشاهد شديدة القصر، كل منها فى أسطر ثلاثة فقط، تبدو متفرقة من حيث موضوعاتها، لكنها معًا تصنع مشهدًا كليًّا، هو بدوره جزء من المشهد الكلى للحالة التى يعكسها الديوان.

وتأتى القصائد أو المشاهد الشعرية، شديدة التكثيف كطلقات، كل منها حالة شعرية يمكن تلقيها وحدها، لكنها لا تشبع القارئ إلا إذا قرأ التجربة مكتملة، تلك التى تعد قصيدة واحدة طويلة، تناقش موضوع العلاقة مع الآخر/ المرأة، وهو الموضوع الأثير لدى الشاعر والمميز لتجربته، تلك التى كتبت، حسب التواريخ المثبتة فى نهاية المشاهد فى المدة بين 9 أغسطس 2011، و28 أبريل 2012، أى فى أقل من تسعة أشهر، وهى مدة قصيرة نسبيًّا تعكس حالة من التدفق الشعرى لشاعر فى مرحلة الحصاد.

يذكر أن "سأكون ليوناردو دافنشى" هو الديوان التاسع بين إصدارات سمير درويش، حيث أصدر من قبل: قطوفها وسيوفى 1991، موسيقى لعينيها خريف لعينى 1993، النوارس والكهرباء والدم 1998، الزجاج 1999، كأعمدة الصوارى 2002، يوميات قائد الأوركسترا 2008، من أجل امرأة عابرة 2009، تصطاد الشياطين 2011. بالإضافة إلى روايتين: خمس سنوات رملية 2004، وطائر خفيف 2006، وقد صدر بعض هذه الكتب فى أكثر من طبعة. بالإضافة إلى ديوانين تحت الطبع، وهما "غرام افتراضى" و"رحيل مبكر".